مَرَّانُ تضمِّد جراحَ الطّفّ..
الشاعر محمد عبد الحفيظ الهادي
مَرَّانُ تضمِّد جراحَ الطّفّ
للشاعر محمد عبد الحفيظ الهادي
اشجاكَ من هالة البدر انشقاقاتُ
ومن سهام ولاةِ السوءِ رشقاتُ
حتى طفقتَ ترى طيفَ الطفوفِ كما
دارت لهافي ذُرَا مَرَّانَ كَرَّاتُ
فَمِنْ هنالك حتى هاهنا اتصلتْ
آهاتنا وهوتْ للمجدِ راياتُ
إنْ شُقَّ مِنْ كربلا كرْبٌ كذاك بَلا
فإنَّ مَرَّانَ مُرٌّ بل وأناتُ
للبدرِ شبَّرَ فيه صولةٌ ودمٌ
ومرقدٌ كملت فيه الكراماتُ
فالمجد ألقى عصاه واستقرَّ به
جَهد النوى فهو للأحرار ميقاتُ
والحق يسطع من أطراسه قبـسًا
تأوي إليها نفوسٌ مستنيراتُ
هَدْيٌ يروِّي الظِّمَا مِنْ عَذْبِ منهلِه
زُلَالُهُ صـرخَةٌ دَوَّتْ وآياتُ
فالليل منقشعٌ والغيُّ مندحرٌ
وقد تجلَّتْ به عنا العَماياتُ
يا قائدَ الفتح طِبْ في الخلد منشـرحًا
تزهو عليك ثيابٌ سندسياتُ
مِنْ نورِكمْ أشـرقتْ آفاقُ عِزَّتِنا
لا غَرْوَ إنْ بُدِّدَتْ منه الضلالاتُ
أنت الحسين الذي طابت شمائله
واستنشقت شـرفًا منه (الشهاماتُ)
فإنْ سمعتم إلى العرفان منتدبًا
فذاك من فيضه الشافي شعاعاتُ
أو استنرتم بهديٍ ضاء منتشـرا
فمنه قد وُضِّحَتْ فيه الهِداياتُ
أو التمستم من الإقدام مفخرةٌ
فتلك من جأشه العالي إشاراتُ
ولْتسألوا الآيَ عنه فهي ناطقةٌ
بوصفه صـرحت منها الدلالاتُ
ليثٌ تحدَّر من أصلاب حيدرةٍ
قد كللته سماتٌ هاشمياتُ
ورابط الجأش يغشـى الروع مبتسمًا
إنْ كرّ طافت على الباغي المنياتُ
عسـى الذي قد حباك الخلد يجمعنا
بكم وتشملنا منك الشفاعاتُ
لابد للغي من هادٍ يبدده
قد جاء ذلك في التنزيل آياتُ
مرانُ نورُك بالمعراجِ ممتزجٌ
وقد علت لك بابنِ البدرِ راياتُ
كما سمت نينوى بالسبط واكتسبت
قداسةً فهي للأملاك قبلاتُ
مواقفُ السبط دارت مِثْلَها وأتت
مواقف البدر في التتميم عبراتُ
كذاك كانت دماء الآل مذ سُفِكَتْ
تحيا بها في روابينا الهداياتُ
فالنهجُ نهجُك يا تاجَ الهُدَى قَسَمًا
إنَّا على العهد تحدونا الإراداتُ
نزلزلُ الأرضَ تحتَ المعتدي ليرى
عكسَ الذي دجَّنت تلك العمالاتُ
أسود بأسٍ إذا ما ساحةٌ صـرختْ
آتَتْ ثمارًا كما تُمْلِي الرسالاتُ
عليك صلى إله الخلقِ يا أَلَـقًا
تضئُ مِنْ مقلتيهِ الانتصاراتُ