السيد القائد: ترامب الأحمق يتعامل مع غزة كتاجر و الشعب الفلسطيني العظيم لن يبيع وطنه
دعا السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي – يحفظه الله- الدول العربية للخروج من بيت الطاعة الأمريكي، وأن تقول: “لا لأمريكا”.
واعتبر السيد في خطاب له اليوم الثلاثاء بمناسبة خروج المارينز المذل من صنعاء في 11 فبراير 2015م أن “الجنون الأمريكي من خلال مخطط تهجير أهل غزة وضع الدول العربية في موقف حرج”، لافتاً إلى أنه في الوقت الراهن يجب أن يكون الموقف العربي قوياً وثابتاً لجهة رفض المشروع الأميركي”، وأن “المرحلة الحالية يجب أن تكون مرحلة الوحدة العربية والإسلامية أمام الغطرسة الأمريكية”، مؤكداً أن هذه الوحدة لو تحققت فإنها ستفشل التوجه الأمريكي إزاء غزة.
وبخصوص الوضع في لبنان أشار السيد القائد إلى أن اليمن سيقف إلى جانب الشعب اللبناني في حال قرر الاحتلال التصعيد.
وتطرق إلى مناسبة انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية، مؤكداً أنها تعد مكسباً للشعب الفلسطيني، لأن الشاة كان عميلاً للإسرائيلي، مؤكداً على مبدأ نصرة الشعب الفلسطيني عسكرياً وسياسياً واعلامياً.
وقال السيد القائد:” حاضرون للتدخل العسكري عند أي تصعيد إسرائيلي ضد غزة”
الأمريكيون يؤمنون بالمشروع الصهيوني
وأوضح السيد القائد عبد الملك بدرالدين الحوثي، أن الكثير من أبناء أمتنا ينظرون إلى الأمريكي على أنه مختلف عن الإسرائيلي، والحقيقة أنهما وجهان لعملة واحدة في التوجه العدواني والمطامع.
وأشار إلى أن الأمريكيين يؤمنون بالمشروع الصهيوني، وفي الوقت نفسه هو يتأقلم مع أطماعهم وأهوائهم ورغباتهم الاستعمارية، وكل السياسات التي تُبنى على نظرة غبية غير واقعية عن الأمريكي هي سياسات تخدم الأمريكي، حيث وتلك السياسات تفيد الأمريكي من جهتين، في استغلاله لبعض من الأنظمة والمكونات والقوى التي تحمل هذه النظرة الغبية، ثم تتجه لتتأقلم مع الأمريكي وتتعاون معه.
وأضاف: “الأمريكي يستغل من يسترضونه ويعتبرهم سذجاً وأغبياء، ويستغلهم إلى حين الاستغناء عنهم، وفي تلك المرحلة لن يرعى لهم أي جميل أبداً، وهناك من أبناء أمتنا من راهنوا على الأمريكي وقبله البريطاني وخسروا في نهاية المطاف، وهناك من الزعماء العرب من تعامل مع الأمريكي، وحين كانت المصلحة الأمريكية بالتخلص منهم فعلوا ذلك بكل سهولة، فالأمريكيون يتخلون عمن يقف معهم والشواهد على ذلك كثيرة”.
وقال السيد القائد إن البعض من أبناء أمتنا يتجهون بسبب النظرة الغبية إلى أن يفتحوا للأمريكي كل الأبواب وأن يتوغل في كل المجالات، والبعض من أبناء أمتنا يُمكِّنون الأمريكي من بلدانهم حتى يصل بهم في نهاية المطاف إلى الضياع بعد أن يسلبهم كل مقومات المناعة والتماسك والثبات.
ولفت إلى أن من الإشكالية الكبيرة في واقع أمتنا أنها تفتح الباب أمام الاختراق الأمريكي لبلدانها وشعوبها ليعمل على تحويل بوصلة العداء عنه ويصل إلى أهدافه بسهولة، حيث وفتح الأبواب أمام الأمريكي هي التي تعطي له إمكانية التأثير في داخل الأمة بشكل كبير.
وواصل : “عندما يتخذ الأمريكي قراراً عدوانياً بالحظر الاقتصادي ضد أي بلد، نرى العرب يلتزمون به أشد من التزامهم بالقرآن مع الأسف”، موضحاً أن أي توجه أمريكي عدائي ضد بلد ما تتحرك وسائل الإعلام في العالم العربي ومعظم العالم الإسلامي معه، ولذلك تعطي فاعلية للتوجه الأمريكي، وقد كان الموقف في العالم العربي والإسلامي الذي تجلى من معركة طوفان الأقصى ما بين متواطئ ومتخاذل في معظمه.
أنظمة عربية لا تملك الإرادة
ونوه إلى أنه في الوقت الذي اتجهت أمريكا بكل إمكاناتها إلى درجة المشاركة مع الإسرائيلي في الاستهداف للشعب الفلسطيني في غزة، المحيط العربي ظل يتفرج بدون أي موقف عملي جاد، مؤكداً أن النظام السعودي الذي استضاف قمما عدة لإصدار بيانات، انتهى الأمر ولم يتخذ إجراء بحظر أجوائه ومطاراته على الطيران الإسرائيلي، وهي خطوة كان بإمكانها أن يعملها، مشيراً إلى أن العدوان على أشده في قطاع غزة، والصهاينة ينشرون مشاهد فيديوهات من الرياض ومن أماكن متعددة في السعودية وهم يرقصون ويلعبون!!
وذكر السيد القائد أن النظام السعودي أمام العدوان الإسرائيلي على غزة كان بإمكانه إلغاء تصنيفه لحركة حماس وللمجاهدين في فلسطين بالإرهاب، وأن تفرج عن معتقلي حماس المظلومين، حيث والمعتقلين من حماس في السعودية ليس لهم أي ذنب، ولم يفعلوا بالنظام السعودي أي شيء، وإنما لموقفهم ضد العدو الإسرائيلي.
وأكد أن السعودية لم تتخذ حتى الخطوات البسيطة، لأن الأنظمة العربية لم تملك الإرادة لأن تتخذ أي موقف عملي وليس مجرد بيانات، كما أن الأنظمة العربية لم تجرؤ أن تجتمع في موقف موحد، وتفرض إيصال الغذاء إلى الشعب الفلسطيني الذي يتضور جوعا في قطاع غزة، موضحاً أن الأنظمة المطبعة الخائنة لأمتها لم تتراجع عن التطبيع، وهذا يعني أنها في موقع المتواطئ وآخرون من أبناء الأمة في موقع المتخاذل، بالإضافة إلى أن مواقف الأنظمة العربية تجاه فلسطين هي نتيجة للخضوع والتبعية، ومحاول الاسترضاء للسياسة الأمريكية.
من سيشتري غزة أيها الأحمق
وأكد السيد القائد أن الأمريكي تكلم عن تهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة ومن ثم يريد أن يحتله، ومن ثم طرح ترامب أنه يريد أن يشتري قطاع غزة وكأنه عقاراً للمساومة، مضيفاً أن النظرة الأمريكية استهتار بكل شيء، بالقوانين، بالأنظمة، بالمبادئ، بالقيم، بالأخلاق، ليس عنده أي اعتبار لأي شيء، فالأمريكي يهمه أجندته، مصالحه، وما يحقق أطماعه هو والإسرائيلي معا.
ولفت قائد الثورة إلى أن المهم الآن هو الثبات على الموقف، بالنسبة للأنظمة العربية موقفها المعلن تجاه مسألة التهجير من قطاع غزة موقف جيد لكن يجب أن تثبت عليه، داعياً الأنظمة العربية ألا تساوم في موقفها أبداً وألا تقايض فيه باتجاهات أخرى عدائية ضد الشعب الفلسطيني وتضر بقضية الشعب الفلسطيني.
ونوه إلى أن الأسلوب الأمريكي والإسرائيلي هو أسلوب مخادع يطرح أحياناً سقفاً أعلى ثم يدخل أيضاً لمقايضات ومساومات على حساب القضية الفلسطينية، بالإضافة إلى أن الأسلوب الأمريكي يهدف إلى تحقيق مكاسب مرحلية لم ينجح في الوصول إليها، لذا يجب أن يكون هناك حذر من الأساليب الأمريكية، وأن يتجه الجميع للوقفة الصحيحة تجاه ما يطرحه الأمريكي، وعندما تطلب أمريكا من الأنظمة التي تتعاون معها طلبا لا يستطاع فهذه فرصة لأن تتعلم أن تقول للأمريكي لا، وأن تخرج من بيت الطاعة الأمريكي، وعلى كل أمتنا بمختلف بلدانها وأنظمتها وقواها أن تتعاون لتتفاهم في إطار الموقف الذي يرفض التوجه الأمريكي بمسألة تهجير الشعب الفلسطيني.
وقال السيد القائد إن الموقف من الأمريكي يجب أن يمثل فرصة لتعزيز التعاون وتقوية الالتقاء لأن يتحول إلى تعاون وتفاهم والتفاف جاد حول الموقف من الأمريكي، وليس من مصلحة أحد أن يقبل بالموقف الأمريكي من مسألة تهجير الشعب الفلسطيني، فالموقف الأمريكي يمثل فرصة للوعي بأن كل الخيارات الأخرى التي تطرحها الأنظمة العربية والزعماء العرب هي خيارات غير مجدية.
وأردف أن إصرار العرب على أن يطرحوا دائما خيار حل الدولتين هو خيار القبول بأن يكون للفلسطينيين جزء ضئيل جدا من فلسطين وأن تصادر بقية فلسطين لصالح العدو الإسرائيلي، فخيار “حل الدولتين” خيار لا ينجح وليس مجدياً، ولذلك ينبغي أن يغير العرب سياساتهم أولا تجاه المقاومة الفلسطينية والمجاهدين في فلسطين، كما يجب أن تغير الأنظمة العربية سياستها السلبية تجاه المقاومة الفلسطينية وأن تحتضن المجاهدين في فلسطين ماديا وإعلاميا وسياسيا.
وأفاد السيد القائد بأنه ليس في احتضان الأنظمة العربية للمجاهدين في فلسطين أي حرج، فهم يستندون إلى موقف شرعي وإسلامي وديني وإنساني وفق القانون الدولي، محذراً من خطورة الموقف الأمريكي الآن على الضفة، حيث والعدو الإسرائيلي يرتكب الجرائم فيها ويعتدي في جنين وطولكرم وأماكن أخرى.
ودعا السيد عبد الملك بدرالدين الحوثي، لأن يكون هناك موقف عربي وإسلامي ضاغط مما يفعله العدو الإسرائيلي في الضفة الغربية وغزة معا، كما دعا إلى ضرورة أن يكون هناك موقف قوي من السفير الأمريكي لدى العدو الإسرائيلي الذي يقول بأنه ستتحقق “نبوءات توراتية” في عهد إدارة ترامب، مشيراً إلى أن ما صرح به السفير الأمريكي لدى الكيان يقصد به المشروع الصهيوني الذي يبشر الإسرائيليين بالسيطرة على الضفة ومصادرتها.
ولفت السيد القائد إلى أنه وأمام الغطرسة الأمريكية والعدوان الأمريكي والتنكر البشع والمستهجن من كل العالم يجب أن يكون هناك توحّد على المستوى الفلسطيني والعربي والإسلامي، موضحاً أن الدول الأخرى على المستوى العالمي لن يرقى استهجانها للطرح الأمريكي إلى موقف عملي لأن هذه المهمة هي مهمة المسلمين، كما أن موقف الدول غير العربية والإسلامية قد يصل إلى مستوى متقدم لكن الموقف القوي هو في عهدة المسلمين والعرب، حاثاً على أن يتوحد الجميع على المستوى الفلسطيني والعربي والإسلامي، وأن يكون لهم موقف حاسم تجاه التوجهات الأمريكية، وبإمكان الجميع إذا استعانوا بالله ووحدوا موقفهم أن يُفشلوا التوجه الأمريكي.
وأوضح أن البعض يتصور أن أمريكا إذا أرادت شيئا فإنما تقول له كن فيكون ولا يمكن للأمريكي أن يفشل، متسائلاً: هل سيشتري ترامب قطاع غزة من أهلها الذين وقفوا وقفة ثابتة وتمسكوا بحقهم على مدى 15 شهرا من إبادة جماعية وعدوان لا نظير له في كل الدنيا؟
وخاطب السيد القائد ترامب قائلاً: هل تتصور أيها الغبي الأحمق أن أهالي غزة الشرفاء بعد كل صمودهم الذي لا مثيل له والتضحية الكبيرة سيبيعونك وطنهم، وممن ستشتري غزة أيها الجاهل الأحمق الأرعن؟! تتعامل كتاجر في كل شيء وتتصور أن الآخرين يساومونك في كل شيء؟!
وأفاد أن الظروف مواتية للعرب وللمسلمين وللفلسطينيين أن يتوحدوا في موقفهم ضد مساعي أمريكا لتهجير الشعب الفلسطيني من غزة ومن الضفة ومن أي بقعة في فلسطين، لافتاً إلى أن على الإسرائيلي أن يدرك أنه مهما كانت رهاناته على الأمريكي فلن يصل إلى تحقيق أهدافه إن اتجه إلى التصعيد.
وقال السيد القائد إن العدو الإسرائيلي يماطل في تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق وإن اتجه إلى التصعيد فسيقابله صمودٌ وثبات من الشعب الفلسطيني، مبيناً أن في حال اتجه العدو إلى التصعيد فسيقف أحرار الأمة مع الشعب الفلسطيني، ونحن مستمرون في موقفنا، وأيدينا على الزناد وحاضرون للاتجاه الفوري للتصعيد ضد العدو الإسرائيلي إذا عاد للتصعيد على قطاع غزة.
وأكد أنه ليس من مصلحة المجرم نتنياهو أن يتجه إلى عدوان جديد ويتصور أن الأمور ستكون مريحة، معبراً عن رفضه لما يجري في لبنان، مؤكداً على ثبات موقفه مع الاخوة في المقاومة الإسلامية في لبنان والشعب اللبناني.
وأضاف أن الهدف الإسرائيلي من التمديد ومعه الأمريكي كان واضحا هو مواصلة العدوان في تدمير ما بقي في القرى اللبنانية من مساكن ومنازل وتجريف الأراضي الزراعية، فليس هناك أصلا أي هدف أو عنوان يبرر الاستمرار في الاحتلال بجزء من لبنان، مضيفاً: “نحن إلى جانب إخوتنا في حزب الله ومع الشعب اللبناني وحاضرون في أي مرحلة تصعيد أو عدوان شامل على لبنان، ونقف وقفة كاملة على المستوى العسكري وغيره مع الشعب اللبناني وإخوتنا في المقاومة اللبنانية”.
ولفت السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، إلى أن ذكرى ثورة الـ 11 من فبراير 2011 كانت ثورة شعبية خرج فيها الشعب اليمني، حيث اتجهت القوى الخارجية على رأسها أمريكا لمحاولة السيطرة على الثورة والمصادرة لإرادة شعبنا اليمني، موضحاً أن الثورة تعرضت لاختراق بركوب الموجة من أدوات الخارج إلا أن ثورة الـ 21 من سبتمبر صححت المسار.