الخبر وما وراء الخبر

شهيد القرآن، ودوره الاستثنائي

17

ذمــار نـيـوز || مـقـالات ||
27 يناير 2025مـ – 27 رجب 1446هـ

بقلم // محمد أحمد البخيتي

مهلاً أيها القلم، قف بحزم واكتب الكلمات، في شخص لا يكفي حبرك للكتابة حول مسيرته وتفاصيل حياته، لذا سأحاول أن أختصر حتى لا ينتهي مدادك في جزئية من التفاصيل عن شخصية الشهيد القائد.

استثنائي الصفات بكل ما تحمله الكلمة من معنى، نعم هكذا هي البداية عن رجل المرحلة مجدد الزمان، وعلم الهدى وشهيد القرآن، وكيف لا يكون كذلك وجده باب مدينة العلم بعد رسول الله صلوات الله عليه وآله ومن بعدهم الحسنان وزين العابدين وزيد بن علي بن الحسين، وكيف لا يكون استثنائياً وقد عاش في شوامخ مران، وتربى في كنف فقيه القرآن، وتعلّم العلم من ورثة القرآن ومن مؤلفات أئمة الأمة على مرّ الأزمان، وكيف لا يكون استثنائياً وكلّ مراحله العمرية تؤكد أنه كان كتلة من الإيمان ونموذجاً من نماذج التقوى والإحسان، وكل حركاته وسكناته وتفاصيل حياته ترجمة لآيات القرآن.

مؤسس مسيرتنا وشرارة ثورتنا ونواة عزتنا، الذي وقف بصلابة في وجه أمم الشر وعلى رأسها أمريكا يوم مسرحية 11 سبتمبر الهادفة لإخضاع أمة القرآن، والتي أعقبها تهديدات أمريكا وقول قادتها (سنحارب الإرهاب وإما أن تكن معنا أو ضدنا) فانحنى أمامها قطيع الزعامة، وأدعياء العلم، وخضعت لها كل الجيوش الإسلامية، بينما خرج حينها شهيد القرآن من أعالي جبل مران ليعلن رفضه ويعبر عن غضبه بصرخة اطلقها، الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام.

كشعاراً كان شرارة للطوفان وبداية لثوران البركان، وسبباً في تآمر كل أعوان الشيطان على صعدة وعلى فقيه القرآن وشهيد القرآن، وسقوط أقنعة أعوان الشيطان وتحالفهم رغم خلافاتهم ومهاجمتهم الإعلامية والعسكرية لمران وحيدان وجبال مران ظناً منهم انهم بقتلهم السيد حسين بدرالدين الحوثي سيوقفون مشروعه وطوفان ثورته

فإذا باستشهاده يوصل مشروعه إلى مختلف أنحاء اليمن، ويقضي على كل مؤامرات وأدوات الأعداء في الداخل اليمني وفي محيط اليمن الإقليمي، ويكسر جبروت وغطرسة وكبرياء ثلاثي الشر ورأس الإرهاب أمريكا وبريطانيا والاحتلال الإسرائيلي، ويصبح شرارة لزوال الهيمنة الغربية والاحتلال الإسرائيلي من سماء وبحار وأراضي اليمن وفلسطين والمنطقة بأسرها، ويعطي الأمل للمظلومين من أبناء الأمة الإسلامية، وينتشل اليمن من حضيض الذكر وبؤرة الوصاية السعودية والأمريكية، ويجعل اليمن قبلة لأحرار العالم والأمة الإسلامية، ويجعل من شعبها نموذجاً للعزة والشرف والرفعة والشجاعة والانسانية والاخلاق:-

ولذا نجد أمام مشروع الشهيد القائد علم المرحلة أنه رجلاً استثنائياً، حيث حول القرآن من نصوص إلى واقع فتحرك بحركته، وحركه في مفاهيمنا، وانقاد لأوامره وربطه بواقع الأمة ليثبت للأمة أن القرآن مصدر عز وقوة المسلمين، ولتثبت الأحداث بعد استشهاده، بقيادة السيد القائد خير خلف لخير سلف بأن في تحركنا بمنطلقات القرآن ووفقاً للأسس التي وضعها شهيد القرآن، لا تراجع، لا تهاون، لا ذل، لا خنوع، لا استكانة، ولا مكان للمستحيل.