غزة أيقونة النصر
ذمــار نـيـوز || مـقـالات ||
22 يناير 2025مـ – 22 رجب 1446هـ
بقلم// احترام عفيف المُشرّف
سمها غَزَّة ويمكنك أن تكتبَها عِزّة،
لن يختلّ المعنى، فيها غزة العزة والكرامة، غزة تهزم الإبادة، غزة تخرج منتصرة بعد 15 شهراً من المجازر التي لم يشهد لها التاريخ مثيل، غزة التي عاشت الحزن والمآسي وسال فيها شلال الدم تخرج منتصرة وعدوها مهزوم، غزة أذهلت العالم بصمود لا مثيل له ومقاومة لا شبيه ولا مثال لها، غزة تقول للعالم لا فناء لا ثأراً،
أرادوا غزة أن تخرج من الجغرافيا فدخلت التاريخ وسيوثق التاريخ صمود غزة و انتصارها وستدرس هذه الحقبة من التاريخ في جامعات العالم.
أنه انتصار الدم على السيف وغزة قد كللت انتصارها بدماء شهداء من كل الفئات العمرية بأكثر من 46 ألف شهيد منهم أكثر 16 ألف شهيد من الأطفال، وتوجت هذه الدماء بدماء قادة لن ينساهم التاريخ، لا تاريخ الأعداء ولا تاريخ الأصدقاء، الكل سيدونهم ويسجل أسماءهم ومآثرهم فهم القادة الذين قضوا شهداء على طريق القدس.
خرجت غزة من مفرمة اللحم الذي نصبته إسرائيل وستلملم جراحها وتتعافى، ولكن أحداث غزة قد كشفت العورات وأعادت كتابة القوائم والتى تحمل لونين فقط الأبيض والأسود، فغزة لن تسامح ولن تقبل عذر من تخلى عنها، ستتجاوز وتتعافى لكنها لن تنسى المواقف فقد بنت تلك المواقف حواجز عتيقة يتوقف عندها التسامح والنسيان حددت المواقف فليس في أحداث غزة وسَطيّة أما مع غزة أو مع العدو الصهيوني.
سيقف كل من خذل غزة صاغرا مطأطأ رأسه، وهو يرى ويسمع في بث حي ومباشر ما يحدث لها من ذلك الوحش الصهيوني في ظل دعم ومباركة من أمها الرؤم أم الإرهاب والشر أمريكا، في حين ظل هو في موقف الخنوع والاستكانة والمداهنة، ورغم كل هذا هاهي غزة تنتصر وتقول لكل من خانها واستعلى على معونتها وجعل من خده مداس لمعونة عدوها، أخسئوا بخيبتكم وظلوا إلى جانب هذا العدو فأنتم الأعداء.
فمن سمحوا وسكتوا عن استباحة غزة كلهم شركاء في دماء أبناء غزة، من صرحوا بإدانة المقاومة وكانوا لها أعداء هم شركاء فيما حدث لغزة من وقف على الحياد هو شريك في هذه الجرائم من فقد إيمانه في انتصار غزة هو شريك، من مر على أحداث غزة مرور اللئام. هو شريك
دمرت غزة وسويت منازلها بالأرض وظلت صامدة وانتصرت وهزم العدو الذي خرج من هذه المعركة يجر أذيال الخيبة والهزيمة ولم يحقق أي هدف من التي أعلن عنها ولم تكن انتصاراته في غزة من قتل الأطفال والنساء والشيوخ والتجويع والتهجير والحصار إلا هزائم سيلعنه التاريخ عليها إلى الأبد.
التاريخ يوثق كل شيء ومن لم يقرأ التاريخ فليس بقارء، والتاريخ يقول الشعب ينتصر والمحتل ينهزم، انتصرت الجزائر وذهب المحتل انتصرت الشام وذهب المحتل انتصرت اليمن وانهزم العدوان وانتصرت غزة وانهزم الصهيونى المعتدى وستنتصر فلسطين ويذهب المحتل فتلك سنن الله في الأرض.
شكراً غزة على هذا الصمود والانتصار أمام هذا العدو الذي تفرعن وتمادا في غيه وعدوانه الهمجي وحصاره الخانق وأفعاله التي لا تمت للإنسانية بشيء ولكنك جعلتيه يعرف أنه رغم عدته وعتاده ليس لك بند وقد أريق دم وجوهه، بذل الهزيمة وهو من يملك أقوى الأسلحة الفتاكة والتي لم تهزم الإرادة الفلسطينية، التي بعد كل مجزرة تخرج وتقول الأرض لي والقدس لي، شكراً غزة أن جعلتنا بهذا العز وشكراً لكل من وقف مع غزة وآمن بها وبنصرها وراهن عليها وكسب الرهان.
قضية فلسطين بدأت في العام (1948) ولن تسقط أو تنهتي إلا بالتحرير التام لفلسطين كل فلسطين.