الخبر وما وراء الخبر

مهما قصف العدو لم ولن نفرط بالقضيّة الفلسطينية

4

ذمــار نـيـوز || مقالات ||

12 يناير 2025مـ 12 رجب 1446هـ

بقلم//  عدنان علي الكبسي

مع الغارات المكثفة للعدو الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي للبلد، ومع تكثيف الغارات على محيط ميدان السبعين تزامنًا مع توافد الشعب بكل فئاته للحضور في مظاهراته الإسبوعية مساندة للشعب الفلسطيني، خرج الشعب اليمني في ميدان السبعين وكافة الساحات أثناء القصف شامخ الرأس، رافع الهامة، ليعلنها وبكل وضوح وهو يقول كما قال قائده العظيم السيد المولى يحفظه الله:(لسنا قوماً مدللين، نحن معتادون للصراع، نحن أبناء الصراع، نحن قومٌ نقاتل ونجاهد ونحارب، ومتعودون على مواجهة المشاكل والتحديات مهما كان حجمها).

لن تخيف الشعب غاراتكم أيها الأنذال لأنه شعب متعود أن يعيش كل المشاكل، ونشأ بين المشاكل، عاش الحروب، وعاش كل الظروف.

نقول للأعداء: نحن الحمد لله متعودون جدًّا، وهذا التعود أفادنا ربما لهذه المرحلة، عشنا خلال المرحلة الماضية وأدواتكم وبدعم منكم تقصف وتدمر وتقتل وتفتك، أذنابكم قتلوا الآلاف من أطفالنا ونساءنا، دمروا منازلنا، قصفوا كل البنية التحتية، وما تقصفوه اليوم هو الذي قصفتموه عبر أدواتكم.

قصف العدو الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي للبلد لم يأت لنا بجديد، لم ننصدم بغاراته، ولم نتفاجأ بعدوانه، بل نحن متعودون لكل شيء، ما من جديد بالنسبة للشعب اليمني، معتادون على التضحية نحن أهل التضحية وحاضرون للتضحية، نحن قوم نحمل أرواحنا على أكفنا.

إذا كان الآخرون من حكومات وزعامات وطوائف وأحزاب من أبناء الأمة الإسلامية تسعى لتحول كل جهدها وطاقاتها وتصبها في خدمة إسرائيل، إذا كانوا في سبيل أمريكا وإسرائيل يضحون ويخسرون ويقدمون المليارات استرضاء للإسرائيلي والأمريكي، فنحن حاضرون أن نقدم التضحيات في سبيل التحرر من التبعية لأعداء الأمة، لأمريكا ولإسرائيل، شرف لنا أن نضحي في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان في غزة العزة.

شاء البعض من أبناء الأمة لأنفسهم في هذه المرحلة الحسَّاسة والتاريخية والمصيرية لأمتنا أن تكون جهودهم، وأن تكون اهتماماتهم، أن تكون خسائرهم البشرية والمادية، وأن تكون تضحياتهم لصالح أمريكا وإسرائيل، وشاء البعض أن يتفرج على جرائم العدو الصهيوني، وأن يغمض عينيه تجاه مشاهد المجازر الوحشية في قطاع غزة، فاليمنيون شاءوا لأنفسهم أن يكون موقفهم هو الموقف المشرف، الموقف المساند للمستضعفين، لا يقبلون بأن يتفرجوا ولا يحركوا ساكنًا، أبوا إلا أن يواجهوا الإستكبار العالمي مهما كانت حجم التضحيات، وشرف كبير بأن يضحي في سبيل الله، أن يضحي في مواجهة العدو الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي.

الشعب اليمني يخرج في المسيرات المليونية تحت القصف الإسرائيلي والبريطاني والأمريكي، ليقدم رسالة قوية مفادها أننا سائرون على هذا المبدأ الأساسي المساند للشعب الفلسطيني، لا فكاك عنه.
الشعب أصدر قراره الحاسم والذي لا يمكن أن يتراجع عنه مهما كانت حجم التحديات والتضحيات، لم ولن يتزحزح ومعنوياته عالية، فلا القصف يخيفه، ولا التدمير يوهن من عزمه، ولا القتل يضعف من قوته.

إذا كان العدو الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي منتظرين بغاراتهم إخافة الشعب اليمني ليتراجع عن موقفه المبدأي فلينتظروا المستحيل، والله لأن نتحوَّلَ إلى ذرات تُبعثَر في الهواء أشرف لدينا، وأحب إلينا، وأرغب إلينا، من أن نستسلم لكل أولئك الأنذال، المجرمين، المفسدين في الأرض، الطواغيت، المتكبرين، من أن نخضع للأمريكي والبريطاني والإسرائيلي، من أن نسكت عن جرائم العدو الإسرائيلي في فلسطين، وهذا هو المستحيل الذي لا يكون ولن يكون.