الخبر وما وراء الخبر

مراوغات في الوقت الضائع

101

بقلم / ضرار الطيب


شن طيران العدوان عدة غارات على حضرموت مدعياً استهدافه لعناصر تنظيم القاعدة وداعش، وهو ادعاء سخيف لأن أي شخص ما زال يستطيع استخدام عقله، يعرف أن السعودية لا يمكن أن تستهدف ابنتها المدللة.

إذا لم تكن غارات العدوان على حضرموت تستهدف ما تبقى من البنية التحتية اليمنية والمواطنين، فهي ليست سوى حركة مراوغة سخيفة تقوم بها السعودية في الوقت الضائع لتضليل الرأي العام.

دولياً، تعرف السعودية جيداً أنها المتهم الأول والأخير بتمويل وتصدير “داعش” إلى كل دول المنطقة، واستمرارها في شراء المواقف والدعم السياسي لم يمنع حتى حليفها الأكبر “أمريكا” من الاعتراف بأن السعودية دولة مصدرة للإرهاب، ومع ذلك فهي تحاول المراوغة والتملص من ذلك منذ إعلان محمد بن سلمان عن تحالفه الإسلامي لمحاربة الإرهاب، ومن قبل ذلك أيضاً، ولكن بدون جدوى؛ لأنه من الصعب أن تأتي لتقنع العالم فجأة بأنك ستحارب الإرهاب الذي أنت مستميت في دعمه وتربيته منذ سنوات.. هذا إذا تجاهلنا بأن أغلب حلفاء السعودية صاروا يستفيدون من هذا المأزق السعودي كوسيلة ابتزاز ممتازة.

ومحلياً، يعرف آل سعود أيضاً وبشكل جيد بأن القاعدة وداعش وكافة التنظيمات الإرهابية في اليمن، كانت تمثل ذراعها اليمين في الحرب معنا، وقد أعلنت أكثر من منظمة دولية وبكل صراحة بأن السعودية دعمت التنظيمات الإرهابية في جنوب اليمن بشكل خاص، ومع ذلك فقد حاولت السعودية تغطية ذلك عن طريق بعض المسرحيات التي دارت في عدن، وروجت لحرب مزعومة ضد العناصر المتطرفة هناك.. ولكن بلا جدوى، لأن هذه الجماعات المتطرفة لم تعد تختبئ في الكهوف بل صارت “تحكم” المناطق التي قالت السعودية إنها حررتها.

استهداف حضرموت بعذر القاعدة، مجرد لعبة تافهة وحقيرة تقوم بها السعودية، في الوقت الذي تجد نفسها مطالبة بوقف إطلاق النار للدخول في مفاوضات.. كما لو أنها تجرب في ما وراء المفاوضات وسيلة جديدة تمكنها من تقوية موقفها الدولي للاستمرار في الحرب، أو لحرف مسارها قليلاً بما يضمن لها طرح آليات أخرى للمفاوضات.. هذا من الناحية السياسية، أما من بقية النواحي، فهي جريمة جديدة بحق الشعب اليمني أرضاً وإنساناً.