الخبر وما وراء الخبر

حضرموت.. السعودية تعود لحلمها القديم وتنعي عاصفة “الحزم”

153

ذمار نيوز| إبراهيم الوادعي – المسيرة نت: بنفس الطريقة التي دخلت بها عناصر القاعدة مدينة المكلا, ذات الطريقة خرجت بها من المدينة بعد عام من السيطرة على معظم محافظة حضرموت، اتفاق على دخول قبل عام وانسحاب بعد انقضاء العام من المدينة، والحاضر في كلا الأمرين تحالف السعودية الذي غض الطرف قبل عام وتحرك بدعوى تحرير المدينة بعد عام.

وبعد عام أيضاً ظهر الأصيل ليتسلم المدينة والمحافظة من الوكيل الذي حفظها وديعة على مدى عام، وإلى أن تتكشف خفايا الصفقة الكبيرة بكبر محافظة حضرموت بعد أعوام، يظل السؤال الحاضر ومفاوضات الكويت تعيش حالة من التعثر، ما هو الدور الجديد الذي سيناط بعناصر القاعدة الذين غادروا المكلا وسلموا العهدة بعد مسرحية هزلية دامت ثلاث أو خمس ساعات، لم يسقط فيها قتيل أو جريح من الطرفين.

في الأيام الأولى لـ “عاصفة الحزم” وفي رده على سؤال صحفي يتعلق بسيطرة عناصر القاعدة على محافظة حضرموت، قال أحمد عسيري الناطق باسم تحالف العدوان إن مهمة تحالف السعودية هي “إعادة الشرعية” إلى اليمن، وليس من مهمته مواجهة القاعدة فهناك تحالف دولي قائم لمواجهتها.

عسيري تجاهل في جميع مؤتمرات الصحفية الحديث حول مسئولية تحالف السعودية في تغلغل القاعدة وانتشارها في اليمن، مكتفياً بهذه الإجابة الخشبية، لكن كان من الواضح أن القاعدة كانت تعمل بالتنسيق مع العدوان ولديها ارتباطات واضحة بدول العدوان، وتجلى هذا الارتباط في عملية احتلال عدن، وتسليم أسلحة شملت دبابات لهذه العناصر من معسكرات الجيش في حضرموت وبأوامر سعودية، وحين احتج عدد من الضباط والجنود على ذلك قامت الطائرات السعودية بقصفهم في معسكر العبر، حيث لقي ما يقرب من مائة جندي وضابط مصرعهم.

يجري تسويق الأحداث في حضرموت إعلامياً تحت يافطة الخلاف الإماراتي والسعودي، ووقوف الإمارات بوجه تغلغل القاعدة في اليمن، وهذا أيضاً ليس له ما يدعمه على أرض الواقع، فالإمارات تستثمر القاعدة في تعز لمواجهة تيار الإخوان، وتشهد المحافظة مواجهات شبه يومية بين جماعة أبو العباس ولواء الصعاليك التي ترفع شعارات القاعدة وداعش، وعناصر الإخوان.

ومن نافل القول إن العدوان على اليمن إحدى ركائزه الفاعلة هي الإمارات الطامحة للقيام بدور وكيل أمريكا الجديد في المنطقة، في ظل مخاوف واشنطن من تفكك المملكة السعودية داخلياً وبشكل يخرج عن السيطرة، من بين أهدافه إنقاذ القاعدة بعد أن واجهت خطر الفناء فعلياً، وتم قصم ظهرها في غالبية المحافظات اليمنية والدخول إلى معاقلها الرئيسية في جنوب اليمن، وتوقف الجيش واللجان الشعبية على أبواب محافظة حضرموت بسبب العدوان المفاجئ على اليمن.

كما أنه من السذاجة وضع الأحداث بحضرموت في خانة استجابة المملكة السعودية لطلبات واشنطن بمحاربة القاعدة في اليمن، وهي أي الرياض تعيش حالة جفاء مع سيدها الأمريكي، وبلوغ العلاقة معه في الجفاء وإحساس اليتم مرحلة لم يسبق لها أن مرت بها منذ نشوء المملكة على يد البريطانيين، مع إن ذلك لا ينفي سعيها لتلميع صورتها خارجياً.

ولذا فإن السيناريو الأوضح هنا يتجلى في انحسار أهداف العدوان على اليمن، سعودياً بالدرجة الأولى، ولا يعدوا كون الإمارات وكيلاً للرياض من الباطن لإزالة الحرج أمام التيارات الدينية بداخل المملكة، عبر العودة إلى إحياء حلمها القديم بممر آمن لشحنات نفطها على بحر العرب يتجاوز مضيق هرمز والاحتكاك مع إيران المسيطرة على المضيق، وترفض الرياض الاستماع لنصائح واشنطن بإقامة سلام بارد معها، بعكس بقية دول الخليج.