تناقض العدوان بين الحل السياسي والفشل العسكري
لا تبدو التطورات الميدانية والسياسية في اليمن تتجه لصالح العدوان السعودي الأمريكي بعد عام من العدوان.. تتحدث الصحف الغربية بمختلف توجهاتها، معتمدة في ذلك على الوقائع الميدانية وتصريحات مسؤولين ومحللين عسكريين تابعو العدون منذ أول غارة له. فلا الأهداف الاستراتيجية التي وضعتها السعودية على رأس القائمة تحققت، ولا الحرب توقفت عند أدنى مستويات الرغبة الأمريكية والسعودية المشتركة في إعادة الهيمنة، في وقت قد لا يستمر الصمت الدولي وتغاضي الأمم المتحدة طويلاً.
المكونات الوطنية التي تحدثت عن جهوزيتها للسلام والتفاوض الجدي وذهبت لمحادثات مباشرة لمرتين اخترقت القرار الدولي 2216 الذي كان يمثل غطاء مطاطي للتهرب من المسار السياسي.
فالقبول بالتعاطي معه خطوة للتوجه نحو الحلول السياسية، لكن ذلك عرى العدوان السعودي الأمريكي وكشف هشاشة الدور الأممي في تحقيق السلام في اليمن.
ومن جنيف إلى بييل ذهب الفريق الوطني يحمل رؤية واحدة لم تتغير وهي إيقاف العدوان وإحلال السلام وفك الحصار والبدء في استئناف العملية السياسية التي كانت ترعاها الأمم المتحدة عبر مبعوثها السابق جمال بن عمر.
فيما أبدى فريق الرياض عجزاً كاملا عن وضع رؤية للحل متشبثاً بمطالب ثانوية وتفاصيل جانبية لا ترقى إلى الجهود المأمولة في الحل السياسي ففاقد الشيء لا يعطيه.
مفاوضات الكويت الجارية أكدت أن لا جدية في الذهاب إلى حقن الدماء وإيقاف الحصار، فما تم التوافق عليه في العاشر من أبريل الجاري لا يزال خارج التنفيذ، واستمرار الغارات والتصعيد في الجبهات الداخلية يميط اللثام عن نوايا مبيتة لا علاقة لها بالسلام والتهدئة.
هذه المعطيات تشير إلى انسداد الأفق أمام العدوان المتناقض بين الرغبة في الحل السياسي ومحاولة تحقيق مالم تحققه الحرب وبين الفشل في إنجاز أي تقدم ميداني.
*المسيرة نت