زَوالٌ مَحتومٌ وَ فَتحٌ مَوعُودٌ
ذمــار نـيـوز || مقالات ||
12 نوفمبر 2024مـ 10 جماد الاول 1446هـ
بقلم// جِهاد هرّاش
قال تعالی: ﴿ وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِيا لْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا۞ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا﴾.
إن زوال “إسرائيل” من الوجود حقيقة قرآنية، ووعدٌ الهي لامحاله، فقدأصبحَ قاب قوسين أو ادنی، دون شك في ذلك،ولكن مايُثير التسؤالات هُنا هو متی سيُحين ذلك الزوال..؟!.
ليس إنعدام ثقتنا باللهِ تعالی، أو شُكوكًا تعترينا، حاشی لله أن نكون كذلك، فنحنُ قومٌ مؤمنون سلاحنا الإيمان بالله تعالئ، وحصننا المنيع هو القرآن الكريم، ودروعنا الضليعة، وقوتنا الجسيمة، رسول الله وآل بيته الأخيار، منذُ أن وطأت أقدامُنا هذه الأرض، إنما يُؤلمنا كثيًرا بل يُمزقُ أرواحنا، ويقطع نياط قلوبنا، صرخات وآهات أطفال غزة، دموع الثكالئ،وأرواح الأبرياءالتي تتقدُ وتتفحم أمام مرأی ومسمع العالم، دون أن يرفُ له جفن.
ويفرحنا حقًا ماتعانيه إسرائيل من ويلات، علی الصعيدين الداخلي والخارجي، فقد تكبدت خسائر فادحة وهزائم نكراء ،ولازالت إلی هذه اللحظات في وسط تكتم شديد، وفي حالة أزمات ليس لها نظير، فإسرائيل حاليًا تُعاني من أنقسامات داخلية متصاعدة، وأزمات اقتصادية واجتماعية، مما يهدد استقرار الحكومة وقدرتها على إعادة بناء الثقة بين الشعب والسلطة؛ كما إنها تستمرُ في بناء المستوطنات في الضفة الغربية، وهدم المنازل الفلسطينية، مما يزيد من التوترات ويؤدي إلى انتقادات دولية واسعة،أضافةً إلی ماتواجههُ من ضربات قاضية، من قِبَلّ محور الجهاد والمقاومة، التي لها بصمةٌ بارزةٌ ودورٌ حيويٌ فعال في هذهِ المعركة المقدسة، وفي دعم الشعب الفلسطيني ومقاومته ضد الاحتلال الإسرائيلي، من خلال تقديم الدعم بأنواعه: عسكريًا وماليًا وسياسيًا،وغيرها…، وتعزيز التنسيق والتعاون بين الفصائل المقاومة لهذا الكيان المؤقت والمغتصب.
وهكذا هي إسرائيل تعيشُ في وتيرةٍ عالية من التخبطِ والضياع، ومن الذلِ والإنحطاط، ومن القهر والإنكسار، وكلُّ هذه التحديات تَعكسُ الوضع المعقد والمتوتر التي تُجاريه والمنطقة بشكل عام، فلا تجدُ ما يُجبر بخاطرها ويخمد نيران غضبها، ونوبة هلعُها سوی دماء أطفال غزة وشُبَّانِها.
أخيرا لكل إحتلال نهاية، ولايوجد محتل بقيَ علی إحتلالة، فهذهِ حقيقة يشهد لها التاريخ علی مر الأزمان، وفي أرض الواقع هي كذلك، فقط هي مسألة وقتٌ وجهودٌ جبّارة من العظماء الأحرار في كل قطرٍ، وسيدقُ ناقوس زوال إسرائيل، ويُرفع أذان النصـر من المسجدِ الأقصی، وعسی أن يكون قريباً.