الخبر وما وراء الخبر

الجمهورية الإسلامية تثأرُ للشهدين نصر الله وهنية.. هجومٌ إيرانيٌّ غيرُ مسبوق على الكيان

4

ذمــار نـيـوز || مـتـابعات ||
1 أكتوبر 2024مـ – 28 ربيع الاول 1446هـ

وجَّهت الجمهوريةُ الإسلامية الإيرانيةُ، مساءَ الثلاثاء، الأول من أُكتوبر 2024 صفعةً مدويةً للكيان الصهيوني، في عملية وصفها الإعلام العبري بأنها طوفان أقصى جديد.

وأطلق الحرسُ الثوري الإيراني مئاتِ الصواريخ التي انهالت على المستوطنات الصهيونية، ولا سيما في مدينة يافا المحتلّة “تل أبيب” في مشاهدَ وثَّقتها شاشات التلفزة، وَكشفت مدى هشاشة وضعف الدفاع الجوية الصهيونية، في حين دَوَّت الانفجاراتُ العنيفة في عدة مناطقَ داخل فلسطين المحتلّة، وشوهدت ألسنةُ النيران تندلعُ في عدة أماكن.

الحسابُ العسير الذي ابتدأه الحرسُ الثوري الإيراني، أدخل جميع المستوطنين الصهاينة إلى الملاجئ، في حين أن اختيارَ الأهداف لم يكن يطال المدنيين، وإنما تمت تسوية الكثير من القواعد والمطارات العسكرية بالأرض، في ليلة موحشة على العدوّ لم يألفها طيلة وجوده غير المشروع على الأراضي الفلسطينية المحتلّة.

وعلى إثر هذا الهجوم، توقفت الرحلات الجوية، وتوقفت القطارات، وخَلَت شوارع “تل أبيب” من المارة، وظهرت إيران كقوةٍ عسكرية مقتدرة، أكّـدت أنها حافظت على سياسة “ضبط النفس” كَثيرًا، وحان الوقتُ لتأديب هذا الكيان المؤقَّت.

وظهر الهجومُ الصاروخي الأعنفُ وغير المسبوق للجمهورية الإسلامية مغايرًا لعملية “الوعد الصادق” السابقة، والتي كانت في حَــدِّ ذاتها مُجَـرّد رسالة تحذيرية، لكن هجوم الأول من أُكتوبر سيدوِّنُه التاريخ بأحرف من نور؛ فالكيان كله عاش ليلةَ الفزع الأكبر، وكأن القيامة قامت للتو، وهنا يؤكّـد الحرس الثوري الإيراني أن هذا الهجوم هو ردٌّ وثأرٌ وانتقامٌ لدماء الشهداء القادة التي طالتها اليد الصهيونية على مدى الأشهر الماضية، وهم القائد إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، والشهيد القائد حسن نصر الله، ورفيقه الشهيد اللواء عباس نيلفوروشان.

ليس معروفًا حتى كتابة هذا التقرير نوعية الأسلحة التي أدبت الكيان الصهيوني، لكن على ما يبدو أنها قد تكون فرط صوتية، أَو ما يقاربها؛ فالمسافة بعيدة بين إيران وفلسطين المحتلّة، ومع ذلك فقد وصلت الصواريخ في عدة دقائق؛ ما يُشيرُ إلى أن الأسلحة نوعية واستراتيجية، وموجعة، وكما قال التلفزيون الإيراني فَــإنَّ 80 % من هذه الصواريخ قد حقّقت أهدافها؛ بمعنى أن الدفاعات الجوية الإسرائيلي ظهرت هزيلة مهترئة، وغير قادرة على المواجهة.

مرحلةٌ استثنائية:

ويؤكّـد هذا الهجوم غير المسبوق أن المنطقة دخلت بالفعل مرحلة حرجة، قد تقود إلى حربٍ واسعة، وهذا يعتمد بالدرجة الأولى على السلوك الصهيوني، ومدى تعامله مع هذه الهجمات؛ فإذا ذهب إلى الحرب والرد، فَــإنَّ الحرس الثوري قد وضع النقاط على الحروف، وأكّـد أن “أي رد على العملية الإيرانية فَــإنَّه سيواجه بهجمات عنيفة”.

الحدث المفصلي الهام والتاريخي كانت واشنطن قد استبقته بأخبار حذرت فيها الصهاينة من هجوم إيراني مرتقَب، وأن طهران تحضّر للهجوم، وبناءً عليه دخلت كُـلّ المغتصبات الصهيونية في حالة طوارئ، وفي مقدمتها “تل أبيب” التي عاشت لحظاتٍ قاسيةً قبل الهجوم تمثلت في قيام اثنين من المسلحين الأبطال بإطلاق الرصاص الحي والمباشر على المغتصبين في “يافا”؛ ما أَدَّى إلى مصرع 8 وإصابة العشرات، بعضهم حالته خطيرة؛ ما يدل على مدى التنسيق بين المقاومة، ومحاولة ضرب الصهاينة وإرباكهم.

وأمام هذه التطورات، أعلن البيت الأبيض أن بايدن وهاريس يتابعان الهجوم الإيراني على المغتصبات الصهيونية في فلسطين المحتلّة من غرفة العمليات.

وأشَارَ إلى أن بايدن أمر الجيش الأمريكي بمساعدة “إسرائيل” في مواجهة الهجمات الإيرانية؛ ما يعني أن الأمريكيين يقدمون أنفسهم مرة أُخرى كمنقِذٍ للاحتلال الإسرائيلي بعد أن تلقى صفعة مدوية في السابع من أُكتوبر الماضي، لكن تبقى كُـلُّ الاحتمالات واردة، وتعتمد كما أسلفنا على السلوك الأمريكي الصهيوني في الرد.

اليمنُ يباركُ العملية:

وفي أول الردود المحلية على الرد الإيراني، بارك رئيس المجلس السياسي الأعلى المشير الركن مهدي المشاط رد الجمهورية الإسلامية على الكيان الصهيوني بعشرات الصواريخ الباليستية.

واعتبر الرئيس المشاط هذه العملية “مشروعة للدفاع عن النفس وتأديب الكيان المجرم”.

وقال: “نقف مع الجمهورية الإسلامية في ردها على العدوّ الإسرائيلي، ونؤكّـد أن لها كاملَ الحق في الدفاع عن نفسها”، محذرًا أمريكا من اللعب في النار.

وَأَضَـافَ أن “جرائم العدوّ الإسرائيلي يجب ألا تمضي بدون رد”.

وجدَّدَ التأكيدَ على جاهزية القوات المسلحة اليمنية لردع الأمريكي في حال قرار ارتكاب أية حماقة، مُضيفًا “لن نترك الأمريكي والإسرائيلي للاستفراد بأيٍّ من أبناء أمتنا”.

وأكّـد الرئيس المشاط أنه “لا يحق لأية منظمة دولية الحديثُ الآن، بينما كانت تلزم الصمتَ والعدوّ الصهيوني يعربد بجرائمه”.

من جهته، أكّـد الناطِقُ الرسمي لأنصار الله، محمد عبد السلام، أن “ردعَ كيان العدوّ الصهيوني والتصدّي له، هو السبيلُ الوحيدُ للجمه ومنعه من التمادي في جرائمه الوحشية ضد الشعبَينِ الفلسطيني واللبناني وفي المنطقة”.

وبارك عبد السلام في تغريدة عبرَ منصة “إكس” العملية الإيرانية التي ضربت أهدافًا عسكريةً للعدو داخلَ فلسطين المحتلّة.

وحَيَّا الجمهورية الإسلامية الإيرانية على مساندتِها لفلسطين والتصدي للهيمنة الأمريكية في المنطقة.