الخبر وما وراء الخبر

تشيع الطالبتين “حماس وسجى” بتعز والأهالي يروون تفاصيل الجريمة الأمريكية

27

ذمــار نـيـوز || أخبــار محلية ||

12 سبتمبر 2024مـ – 9 ربيع الاول 1446هـ

شيع أهالي منطقة الجند بمحافظة تعز اليوم الخميس جثمان الطالبتين، حماس عبدالله عبدالسلام، وسجى أحمد علي، اللتان استشهدتا جراء غارات أمريكية بريطانية استهدفت المنطقة الثلاثاء الماضي.

وأحدثت غارات العدوان على المنطقة وما خلفته من ضحايا في صفوف طالبات مدرسة عائشة للبنات مأساة يصعب وصفها، وأثارت حالة من الخوف في صفوف الطالبات بعدم العودة إلى مواصلة الدراسة، غير أن طالبات أخريات أكدن أن هذا العدوان لن يثنيهن عن مواصلة التعليم، وأن دمائهن ليست أغلى من دماء الأطفال في غزة.

وعلى صعيد متصل قالت مديرة المدرسة في تصريحات “للمسيرة” حول الجريمة: “بالأمس حصلت لنا فاجعة، طلاب ومدرسون جراء غارات العدوان الأمريكي البريطاني، فالطالبات أصبن بحالة من الهلع، ما أدى إلى تدافعهن، وارتقت شهيدات، وأصيبت أخريات بكسور.

وأوضحت أن أولياء الأمور خافوا على بناتهم، وحضروا إلى المدرسة، مطالبين بإخراج بناتهم خوفاً عليهن، مشيرة إلى أن الأمور خرجت عن سيطرة الإدارة وقدرة المدرسين أمام هذه المأساة.

وتذكر إحدى المعلمات بالمدرسة أن التأثير صعب جدا عليهن وعلى الطالبات جراء جريمة العدوان، التي أودت بحياة طفلتين، مضيفات: “إذا كان العدوان يريد تخويف وترويع الطالبات والأهالي فإن النتائج ستكون عكسية عليه، “فسنزداد قوة وإيمانا وكلنا غزة”.

ويروي شهود عيان كيف ابتدأت فصول الجريمة التي لم تعرف لها المنطقة مثيلاً من قبل، موضحين أن الضربة كانت قوية، وأن الناس فزعوا في بيوتهم جوار المدرسة، وأسرعوا إلى المدرسة، وكان المشهد مروعاً، وكانت الطالبات في الممرات والفصول، في حالة من الذهول والخوف والصدمة، وقد توفيت طالبتان، وأصيبت أخريات خلال التدافع.

ويضيفون أن الأضرار النفسية التي لحقت بأكثر من 1800 طالبة في المدرسة تتجاوز كثيراً الضحايا، مؤكدين أن تلك المآسي، وإن تعاظمت لن تحد من صبر اليمنيين، وثباتهم ومواقفهم المشرفة.

والد الشهيدة حماس : (ما يحدث لأطفالنا هو مثال لما يحدث لأطفال غزة وهيهات منا الذلة)

ويقول عبدالله عبدالسلام والد الطالبة حماس خلال تشييع ابنته: “نرفع رؤوسنا على الرغم مما جرى لبناتنا في المدرسة، وهذا العدوان الغاشم على الشعب اليمني كاملاً، وما يحدث لأطفالنا هو مثال لما يحدث لأطفال غزة، وهيهات منها الذلة.

من جانبه يقول أحد علماء المنطقة: ” ونحن هنا نشيع جثمان هاتين الشهيدتين الطفلتين البريئتين، نثبت للعالم أن الإجرام الأمريكي والبريطاني لن توقفه إلا القوة والجهاد في سبيل الله، كما أوصى الله سبحانه وتعالى نبيه الكريم أن يجاهد الكفار والمنافقين.

القرية الصغيرة شمالي شرق تعز، كانت مسرحاً لجريمة مروعة ارتكبها تحالف العدوان الأمريكي البريطاني، وتضاف إلى السجل الأسود للعدو المليء بقتل الأبرياء.

ودع المشيعون في منطقة الجند بتعز الشهيدتين الطفلتين، ولكن الجريمة ستظل عالقة في أذهان اليمنيين، والقضية الفلسطينية ستظل في الوجدان عصية على كل خائن ومطبع وعميل، فهذه الجريمة لا تكشف بشاعة العدوان الأمريكي البريطاني فحسب، بل زيف المجتمع الدولي المتواطئ مع مثل هذه الجرائم.

وكان العدوان الأمريكي البريطاني قد شن، الثلاثاء، غارتين بالقرب من مدرسة للطالبات في منطقة الجند بمحافظة تعز، ما أسفر عن استشهاد طالبتين وإصابة تسع أخريات بجروح متفاوتة، وذلك في سياق محاولاته ثني اليمن عن إسناد غزة.

وأدانرئيس الوفد الوطني المفاوض محمد عبدالسلام هذه الجريمة النكراء، مؤكداً أن استهداف المدنيين والمنشآت التعليمية يمثل تصعيدًا خطيرًا يعكس الإحباط الأمريكي والبريطاني جراء فشلهم في حماية الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر.

وشدد على أن اليمن متمسك بقرار إسناد غزة، ولن يتراجع عن هذا القرار المبدئي والأخلاقي قيد أنملة، معبرًا عن تضامن الشعب اليمني مع الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان.