الخبر وما وراء الخبر

لماذا تضاعفت أضرار سيول الأمطار في اليمن لهذا الموسم؟

43

ذمــار نـيـوز || تقارير ||

10 سبتمبر 2024مـ -7 ربيع الاول 1446هـ

تقرير || أيمن قائد

شهدت عدد من المحافظات والمدن اليمنية مؤخراً أمطاراً غزيرة غير مسبوقة، تسببت بفيضانات كبيرة أدت إلى تسجيل وفيات وأضرار مادية كبيرة في الشوارع والطرقات والمنازل والممتلكات العامة والخاصة.
ويعاني اليمن أوضاعاً اقتصادية “صعبة” وضعفاً في البنية التحتية جراء الإهمال الناتج عن سياسات الأنظمة السابقة العميلة، وما لحق ذلك من تبعات جراء العدوان الأمريكي السعودي لـ 10 أعوام من القصف والحصار والدمار، بالإضافة إلى قلة الوعي لدى المواطنين تجاه مخاطر الكوارث.

وتعد محافظة حجة، ومعها محافظات الجوف وريمة وتعز والمحويت وذمار والحديدة الساحلية، من أكثر المحافظات تضرراً من تداعيات الأمطار الغزيرة والسيول الجارفة والفيضانات والصواعق الرعدية التي تشهدها تلك المحافظات في شهري يوليو وأغسطس الماضيين.

ولهذا فقد قامت حكومة التغيير والبناء بتشكيل لجنة عليا لمواجهة الطوارئ وأضرار السيول في هذه المحافظات المتضررة جراء السيول والفيضانات، حينها تحركت الجهات ذات العلاقة واحتشدت الجهود للإنقاذ، وكان من الملفت مشاركة وحدات من القوات المسلحة اليمنية في عملية إنقاذ الضحايا ومسارعتهم في إيصال المعونات والغذاء على أكتافهم نظراً لوعورة الطرق، وإلى جانبهم المواطنون الذين لم يقفوا مكتوفي الأيدي.

 

 

وللتوضيح بشكل أوسع، يقول رئيس اللجنة الزراعية العليا بمحافظة حجة إبراهيم عامر إن الأضرار في المحافظة لحقت منازل بعض المواطنين لعدة أسباب منها يعود إلى الوديان، ومنها انهدمت نتيجة غمر المياه لها، وبعضها ناتج عن استمرار هطول الأمطار مما تداعت وانهارت بالكامل.

ويضيف عامر عبر صحيفة “اليمن الزراعية” أن هناك أضرار لحقت بالأراضي الزراعية بشكل كبير، وذلك لأسباب متعددة من أبرزها شق الطرقات بمعدات ضخمة تسبب في ارتفاع منسوب الترسبات، باعتبار ذلك لا يحسب للأضرار أي حساب، لافتاً إلى أن النظام السابق لم يكن لديه أي توجه للزراعة.

ومن ضمن أسباب تعرض الأراضي الزراعية للأضرار نتيجة السيول يوضح عامر أن الاحتطاب الجائر يسبب سرعة المياه وعدم استقرارها، وكذلك إهمال المدرجات الزراعية والتي تمثل أكبر حواجز للمياه وتقلل من التدفق، بالإضافة إلى انعدام الإمكانات من معدات وغيرها لاستصلاح الأضرار أولاً بأول، فما جرف قبل سنوات لا يتم معالجته.

ويقول إنه في الأونة الأخيرة تشهد توجهاً واهتماماً برغم العدوان والصعوبات التي نتعداها مهما كانت، وأن هناك مبادرات كثيرة، مشيراً إلى أن التعامل مع الوديان ليست بالسهلة كالطرق، وأن هناك الكثير من المعدات الضخمة، والتي جرفتها السيول، معتبراً أن حل الكوارث التي أحدثتها السيول تحتاج إلى مراحل وتعاون وتكاتف فهي ليس بالأمر السهل.

ويشير رئيس اللجة الزراعية بحجة إلى أن هناك وديان دمرت بالكامل نتيجة السيول، ففي العام 2015م دمرت السيول وادي شرس بما يقارب 90% من الوادي، وهو يمثل مصدر دخل أبناء المديرية بالكامل وقد أصبحوا بين ليلة وضحاها بدون أموال ولم يتم استصلاحه حتى اللحظة، وهناك الكثير والكثير.

وبالنسبة للدور الرسمي والمجتمعي في دعم المنكوبين والمتضررين يقول بأن هناك تعاون من قبل الجيش والمجاهدين في الاغاثة والتوزيع للغذاء وإنقاذ المحاصرين من الماء منذ اللحظات الأولى، وأن هناك تدخل من الدولة مع المجتمع في دفع الأخطار عن الأراضي الزراعية.

ونظراً لقلة المعدات والإمكانات؛ فإن الخطر لا يزال محدقاً في المديريات التهامية، حيث يطالب الأهالي من الدولة بالرغم من معرفتهم الكاملة بظروفها بالمساعدة الدائمة بقدر المستطاع.

 

خسائر في الحديدة

وعلى صعيد متصل تسببت سيول الأمطار في محافظة الحديدة بأضرار بالغة في ممتلكات المواطنين، حيث ارتفع منسوب المياه في الشوارع والحارات، وتهاوت المنازل والعشش على رؤوس الساكنين وتسببت في اتلاف ممتلكاتهم الخاصة.

وفي إحصائية جديدة حتى كتابة هذا التقرير، أعلنتها لجنة الطوارئ بالحديدة أن عدد ضحايا السيول بالمحافظة ارتفع إلى 99 حالة وفاة و34 مصاباً.

وفي هذا الصدد يوضح مدير عام هيئة تطوير تهامة فواز العذري بأن الأضرار امتدت من وادي مور شمالاً، وحتى وادي زبيد جنوباً، حيث تركزت الأضرار في الأودية الفرعية والبينية على امتداد سهل تهامة.

ويشير العذري في تصريح خاص “لليمن الزراعية” إلى أن السيول المتدفقة أحدثت أضراراً على الأراضي الزراعية في الحديدة، حيث تسببت في انجراف وتآكل للأراضي الزراعية في وادي سهام وزبيد والجراحي والمراوعة والسخنة وكذا وادي رماع ووادي عزان، وتضررت المنشآت التحويلية والحواجز والعقوم، وانجرفت الكثير من الحواجز الترابية، كما وجدت الترسبات والانسدادات في القنوات الرئيسة والفرعية في العديد من الوديان.

ويضيف أن الأضرار طالت عشرات القرى ومئات المنازل والمنشآت العامة، كما تضررت وتآكلت أجزاء من الطرق الرئيسية والفرعية كخط الإسفلت كيلو (22) وادي جاحف بطول حوالي مائة متر طريق الحديدة تعز) تضررت الطريق من الجهتين ووضعها الراهن خطير، وتضررت القرى والأراضي الزراعية الواقعة قبل الجسر بشكل كبير، وكذلك القرى والأراضي من بعد الجسر إلى منطقة قضية الدريهمي ، وخطوط أخرى كثيرة في برع والمراوعة وزبيد والجراحي والمنصورية والسخنة وباجل، كما تضررت عدد من الجسور التي تربط منطقة بأخرى.

أسباب الأضرار

وبخصوص الأسباب التي صنعت هذه الكارثة الإنسانية، يرى العذري بأن معدل الهطول المطري العالي بكميات كبيرة لم يشهدها سهل تهامة من قبل، حيث بلغت كمية الهطول المطري بمقدار يتراوح بین 300-250 ملم خلال الأسبوع الأول، وهذه الكمية تعتبر معدل هطول مطري لعامين في السنوات السابقة، معتبراً تدفق السيول بكميات كبيرة من جبال ريمة وبرع والمحويت وحجة والسهل التهامي المشبع بالمياه وتكونت مسارات لأودية كانت مختفية سابقاً.

كما يفسر أن المناطق التي تركزت فيها الأضرار الناتجة عن الفيضانات تمثلت في أودية بينية تتوسط الأودية الرئيسية لسهل تهامة والبعض الآخر روافد فرعية أو مجاري نهاياتها تصب في الأودية الرئيسية، وقد فاقم هذه الأضرار عمل استحداثات في مجاريها (أراضي زراعية – تجمعات سكانية – منشآت صناعية وتجارية – بالإضافة الى الطرق الرئيسية والفرعية).

ويرى أيضاً أن مما فاقم الأضرار هو عدم الأخذ بعين الاعتبار عند تنفيذ بعض الطرق إلى إنشاء العبارات ضمن هذه الروافد، والتي كانت أحد الأسباب في تضرر القرى، وغمر وانجراف للأراضي الزراعية، بالإضافة إلى انجراف وتآكل ضفاف وجوانب الطرق الرئيسية والفرعية الواقعة في إطار مسار هذه الأودية، بالإضافة إلى عدم الاهتمام بأعمال الصيانة والتأهيل للعبارات وقنوات التصريف الواقعة في مسارات هذه الأودية، حيث لوحظ أثناء الزيارة الميدانية لأغلب المناطق المتضررة من الفيضان، وأن مواصفات أبعاد العبارات لم تكن بالشكل المطلوب الذي يستوعب كميات المياه القادمة، مما أدى إلى أن المياه غمرت الطرق، وأدت إلى نحر وتآكل وسقوط الأجزاء من الطريق وغمرت الأراضي الزراعية، إلى جانب انسداد العديد من العبارات نتيجة تراكم الطمي والرسوبيات والأحجار ومخلفات الأشجار في مدخل هذه العبارات، وهذا أدى أيضاً إلى غمر للأراضي الزراعية وتآكل الطرق من الجوانب.

ومن ضمن الأسباب كذلك عدم وجود عبارات أصلاً في مسارات بعض هذه الوديان الفرعية والبينية التي تتقاطع مع بعض الطرق بتنفيذ عبارات ومصارف للسيول ونحر تتناسب مع كميات المياه المتوقع تدفقها خلال أي سنوات مطيرة مثل ما حدث في هذا الموسم.

إلى جانب تلك المسببات هو إنشاء مساكن، وأماكن تجارية ومزارع وآبار في مسارات هذه الوديان على اعتبارها مناطق آمنة لم تمر بها سيول لفترات متباعدة؛ بسبب شحة وقلة الأمطار خلال المواسم السابقة، وهذا بسبب غياب الدراسات الكافية التي تحدد مسارات هذه الوديان البينية والفرعية وخصائصها وفترات التكرار لتدفقها والآثار التي قد تترتب عن تدفقها.

أما في مدينة الحديدة نفسها فإن المشاكل الناتجة عن هذه الأمطار نتيجة عدم وجود تصريف للمياه وعدم تنفيذ الطرق بصورة صحيحة، وبميول مناسبة تراعي التصريف الصحيح لمياه الأمطار وتوجيهه نحو المناهل المنفذة لهذا الغرض، بالإضافة إلى أن معظم أحياء المدينة لا توجد بها مجاري لتصريف مياه الأمطار.

توصيات للمعالجة والحد من الأضرار

ويشدد مدير عام هيئة تطوير تهامة فواز العذري بتوصيات للمعالجة والحد من الأضرار من خلال سرعة توفير المبالغ الخاصة بإصلاح أضرار السيول في المنشآت حتى لا تتوسع هذه الأضرار وتعيق ري الأراضي الزراعية مستقبلاً، مع ضرورة تجديد مجاري الأودية، وإزالة جميع الاستحداثات عليها، وذلك بتوفير المعدات والمبالغ المطلوبة لتنفيذها، وكذلك الإسراع في إعداد الدراسة الخاصة بالحلول الفنية للحد من الأضرار بالأودية الصغيرة، والكبيرة لمعالجة أي أضرار مستقبلاً، وتشكيل فريق طوارئ أثناء مواسم السيول في الصيف والخريف مع توفير المعدات المطلوبة ورصد موازنة طارئة لأي أضرار قد تحصل ، إلى جانب حشد وتوفير كافة المعدات المتواجدة في المحافظة وبالاستعانة بالمعدات الأخرى من خارج المحافظة، وعمل خطة عاجلة لتوزيعها على الطرق الرئيسية والفرعية والقرى والأراضي الزراعية والحواجز التحويلية والقنوات ، بالإضافة إلى ضرورة وأهمية سرعة تحرك جاد وفعال من السلطة المحلية وصندوق صيانة الطرق والمؤسسات العامة للطرق والوحدات التنفيذية للطرق بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة لعمل المعالجات السريعة للطرق، وفتح العبارات المسدودة وعمل عبارات جديدة في الطرق التي لا توجد بها عبارات بتركيب عبارات صندوقية طارئة لتصريف المياه؛ كون الموسم لا يزال نشطاً، وهناك توقعات لاستمرار هطول الأمطار وتدفق السيول ، وعمل حمايات عاجلة للقرى التي لا زالت أوضاعها في خطر، ويخشى من تدفق السيول إليها، ونقل السكان من القرى المحاصرة بالسيول، وحدثت بها أضرار بالغة ، وتنفيذ أعمال حمايات عاجلة للمنشآت والحواجز والسدود التحويلية والقنوات التي تخدم أراضي زراعية كبيرة ، وأخيراً إعداد دراسة عاجلة لكل وديان سهل تهامة (البينة والفرعية) لتحديد مساراتها وخصائصها ومعدلات تدفقها وفترة تكرارها لكي يتم من قبل السلطة المحلية المحافظات المستهدفة وهيئة تطوير تهامة بإصدار قوانين بالمنع التام بتنفيذ أي استحداثات من أي نوع كان على مجاري هذه الأودية بعد تحديدها.

 

الجوف ملتقى السيول

أما في محافظة الجوف، والتي تعد ملتقى لعدة مصبات سيول، وهو ما جعلها عرضة للضرر نتيجة التدفق الهائل للسيول، وقد تعرضت لأضرار جسيمة شملت أضراراً بشرية ومادية وتدمير البنى التحتية والزراعية بمساحات واسعة.

ويفيد مدير مكتب الزراعة بالجوف مهدي الضمين بأن أبرز الأضرار التي وصلت من المصادر بحسب احصائية حصر أولية هي تضرر ما يقارب 355 منزلاً، منها 19منزلاً بشكل كلي، و 336 منزلاً بشكل جزئي، وكذلك وفاة 5 أشخاص بسبب السيول ، وجرف ودفن ما يقارب 29 بئراً ارتوازية ، وجرف مئات الهكتارات من الأراضي الزراعية التي تزرع سنوياً بمختلف أنواع المحاصيل، وتدمير المنظومات الشمسية، وكسر الألواح الشمسية، حيث تضرر ما يقارب 753 لوحاً وقاعده ، و12 طريقاً، قطعت بين المديريات والعزل، وعدد من الحواجز بدأت تتصدع ،وتضرر عدد من سكان المناطق التي تعرضت منازلهم وخيامهم للغرق والتلف، إضافة للخسائر الاقتصادية البالغة.

وبالنسبة للأسباب التي خلفت هذه الأضرار يرى الضمين بأنها نتيجة عدم وجود البنية التحتية، كالسدود وخزانات تجمع المياه، وكذلك انحراف مسارات مجرى سيول الأمطار الغزيرة مع الرياح الشديدة التي تقبلتها المحافظة، بالإضافة إلى نقص الثقافات العلمية التي ترشد المجتمع حول الاستفادة من تلك الأمطار وتفعيلها بالشكل الصحيح.

وبخصوص الطرق، أو المعالجات للحد من وقوع الأضرار يحث الضمين على أهمية تجنب البناء العشوائي في ممرات السيول، وأيضاً استغلال تلك المياه وتوجيهها إلى مساراتها الطبيعية، والصحيحة، نحو الري الزراعي المنظم والمستدام التي ينهض ويعزز القطاع الزراعي، وتغذية الآبار، من خلال إنشاء السدود والحواجز وبناء الحمايات، مع تفعيل دور المشاركات المجتمعية، واعانه واغاثة المتضررين، وتنفيذ حملات توعوية وتثقيفية للمجتمع حول كيفية التعامل والاحتماء عند نزول الأمطار والسيول، وتدريب وايجاد فرق محلية على كيفيه الاستجابة السريعة اللازمة لإغاثه المتضررين.

ويضيف أن هناك مبادرات معدودة من قبل المجتمع، وأن حالة المواطنين صعبة جداً في محافظة الجوف، ولا يستطيعون حتى ايجاد بدائل لتلك الحمايات كونهم خاسرين ومتضررين جراء الوقائع التي حدثت، وهنا يأمل الضمين بأن يتم تفعيل المبادرات بشكل منظم بقدر المستطاع.

 

آثار السيول في ريمة

وبالانتقال إلى محافظة ريمة، وهي الأخرى نالها نصيب كبير من الأضرار نتيجة سيول مياه الأمطار الغزيرة، فقد تعرضت العديد من الأراضي الزراعية لأضرار بالغة ومتفاوتة في مختلف مديرياتها.

ففي مديرية الجبين تعرض الأهالي في العزل والقرى لأضرار كبيرة في البيوت والممتلكات، بالإضافة لتضرر الأراضي الزراعية والثروة الحيوانية، وهو الحال ذاته في بلاد الطعام والجعفرية كذلك.

أما في مديرية كسمة، فقد تعرضت مزارع البن والفواكه إلى التلف، وكذا الآبار اليدوية في وادي رماع ، وهو الحال نفسه في السلفية ومزهر.

وبهذا يدعو مدير عام مكتب الزراعة بمحافظة ريمة إبراهيم التكروري إلى ضرورة التدخل العاجل وإعادة استصلاح الأراضي الزراعية وتعويض المزارعين وكذا الخزانات والحواجز والسدود.

ويوضح التكروري أن 41 عزلة، و154 قرية تعرضت لأضرار نتيجة سيول الأمطار، بالإضافة إلى تعرض آلاف المزارع ذي المحاصيل الزراعية المختلفة للانجراف مع تدمير عدد كبير من السدود والحواجز والآبار.

 

كارثة ملحان بالمحويت

وفي محافظة المحويت توفي 38 مواطناً وفقد نحو 33 آخرون على الأقل، وتهدم 64 منزلاً، جراء الأمطار الغزيرة والانهيارات في مديرية ملحان بمحافظة المحويت.

وفي إحصائية جديدة حصلت عليها صحيفة “اليمن الزراعية” أفادت عن انجراف 11 أرضية، ونفوق أكثر من 400 رأس من الثروة الحيوانية، بالإضافة إلى تدمير عدد من الطرقات والتي يجري العمل على إصلاحها.

وفي السياق يقول مدير عام مكتب الزراعة بمحافظة المحويت محمد الجرادي إن حجم الأضرار التي حدثت في ملحان كبيرة، ولم يتمكنوا من حصرها، مشيراً إلى أن هناك أضرار زراعية تمثلت في انجراف مزارع كالبن والحبوب والبقوليات والكثير من الأراضي الزراعية وكذا نفوق الكثير من الثروة الحيوانية.

ويوضح الجرادي في حديثه “لليمن الزراعية” أن سبب انفجار خزانات المياه هو وضعها بطريقة عشوائية مع تدفق المياه الكثيرة؛ ما سبب هذه الكارثة الإنسانية، مشيداً بجهود المجتمع وتضافر الجهود الرسمية والعسكرية من كل الجهات للحد من مستوى الكارثة والتغلب عليها.

وحذر المواطنين من هذه المنشآت المائية، والتركيز على الاستشارة الفنية، وخفض منسوب المياه، منوهاً بأنه يجري حصر المتضررين، وأن العمل جار حتى اللحظة، وكذا توفير معدات زراعية وتعويض المتضررين بشكل كامل.

وصاب السافل

أما في محافظة ذمار، فقد ارتفع عدد الضحايا إلى 30 شخصاً، وتسببت السيول في تدمير 23 منزلاً بشكل كلي وجزئي، وجرفت العديد من السيارات والدراجات النارية، في قرية الحصب، بعزلة وادي الخشب وقرية الجُرف في عزلة بني موسى بمديرية وصاب السافل بمحافظة ذمار.

وبهذا الصدد يؤكد مدير فرع مكتب الزراعة بمديرية وصاب السافل ياسين غالب بأن حجم الأضرار بلغ ما يقارب 150 مدرجاً زراعياً، إضافة إلى مساحات كبيرة تزيد عن 100 هكتار أسفل الأودية، مشيراً إلى أن كمية الخسائر من المحاصيل الزراعية في تلك المساحة كالحبوب، والأشجار المعمرة كالسدر غذاء النحل، وكذا نفوق الكثير من الحيوانات.

ويؤكد غالب بأن سبب حدوث الأضرار هو هطول الأمطار بكميات كثيرة، وتدفق السيول من عدة شعوب ومدرجات، ولم يكن هناك منشآت مائية، مبيناً أنه في عزلة بني موسى، وبالتحديد قرية الجرف العالي والسافل سودان مشرافه وقرى أخرى، وكذا عزلة وادي الخشب، حيث كان أكثر تضرراً قرية الحصب، ومحلاتها وأراضي سوق السويق.