قوة حزب الله الاستراتيجية .. ما مستوى قدراته في موازين الحرب مع اسرائيل؟
ذمــار نـيـوز || مقالات ||
18 أغسطس 2024مـ -14 صفر 1446هـ
بقلم// زين العابدين عثمان
المقاومة الاسلامية في لبنان «حزب الله» ليست كما يصنفها البعض كحركة مقاومة محدودة القدرات أو أنها تشكيل عسكري تأثيراته على المستوى التكتيكي، فحزب الله بأبعاده، وقدراته وما يمتلكه من ترسانة حربية تجعله القوة غير الحكومية الأكثر تسليحا ونظامية على مستوى العالم، وأحد القوى الاستراتيجية المتمكنه والمؤثرة على مستوى المنطقة و الشرق الأوسط بشكل عام، وهذا أمر مسلم به عند نخب العقول العسكرية، وعند عقول معسكر الأعداء أنفسهم “أمريكا واسرائيل” ودول الغرب.
فقد طور حزب الله إمكاناته إلى مستويات متقدمة، ابتداء من انتصاراته التي حققها ضد كيان العدو الاسرائيلي في حرب2000، و حرب 2006، والانجازات النوعية في تطوير القدرات، والأسلحة الهجومية التي طورت طيلة العقد الماضي إلى اليوم، حيث أصبح يمتلك بنية دفاعية متطورة ذات بعد إستراتيجي.
فعلى مستوى القوة المقاتلة يمتلك حزب الله اليوم قوة قتالية نظامية بعمق بشري يتجاوز 100 ألف مقاتل متوزعة على تشكيلات ضاربة برية وبحرية وجوية مدربة ومؤهلة و متسلحة بتكنولوجيا وأسلحة تنافس ما لدى أفضل الجيوش النظامية بالمنطقة.
كما يمتلك حزب الله أيضا مخزونا إسراتيجيا لمئات الالاف من المجموعات الصاروخية في مقدمتها الصواريخ الباليستية التي لاتتوقف عند الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى، بل هناك صواريخ بعيدة المدى يمكنها تغطية كل نقطة من أراضي فلسطين المحتلة والبحر المتوسط وأجيال متطورة الصواريخ النقطية التي تعمل بتقنيات وأنظمة الدقة العالية.
قوة حزب الله في موازين الحرب الشاملة
عند قياس مضمون ما يمتلكه حزب الله اليوم من قدرات وامكانات واسقاطها بشكل عملي على قواعد الاشتباك في أي حرب قد تندلع فان الحقيقة المجردة تؤكد أن حزب الله يمتلك عوامل قوى مؤثرة و مدمرة جدا، ونأخذ قدراته الصاروخية التي يستطيع من خلالها بعون الله تعالى أن يواجه كيان العدو الاسرائيلي ويدمره بضربات إستراتيجية غير مسبوقه تطال كل شبر في أعماقه الحيوية وكبرى مدنه ومستوطناته.
وللتفصيل، فالمنظومة الهجومية لحزب الله المرتكزة على ترسانة لمئات الالاف من الصواريخ يمكنها تحقيق عمليات قصف قد تصل الى 4000 صاروخ كل 24ساعة من ضمنها مجموعات مدمرة من الصواريخ الباليستية الدقيقة التي يمكنها حمل رؤوسا حربية تصل لنصف الطن، كما يمكنه أيضا تحريك اسراب من الدرونات الانتحارية والانقضاضية يوميا، لذلك اسقاط هذا المستوى من القدرة النارية على حساب قواعد الحرب يجعل موازين القوة بأبعادها التكتيكية والعملياتية والاستراتيجية تصب في صالح حزب الله، ومقاومته بالمقابل تضع كيان العدو الاسرائيلي أمام طاحونة حرب وجودية تدمره اقتصاديا وعسكريا وأمنيا .
قوة حزب الله النارية
في تقديرات القوة يمكن لوحدات الهجوم الصاروخي والجوي لحزب الله أن تهاجم بقوة نارية مقدارها نحو 450طنا من المتفجرات كل 24 وهي قوة كافية بتدمير المراكز الحيوية في كبرى مدن كيان العدو مثل مدينة حيفا او يافا المحتلة كما يمكنه تصعيد الموقف العملياتي ليصل الى أكثر هذا المستوى في حال كانت الحرب بلا قواعد وبلا أسقف فحزب الله لديه مخزون استراتيجي من الصواريخ والمسيرات ما تحقق له بعون الله تعالى تصعيد الهجوم الناري إلى مستويات تغطي كل شبر في أراضي فلسطين المحتلة من كريات شمونه شمالا الى منطقة ام الرشاراش (ايلات ) جنوبا وهو ماتحدث به سماحة السيد حسن نصر الله حفظه الله.
لذلك ما يقدمه حزب الله من أداء في هذه المرحلة في مواجهة كيان العدو الصهيوني بجبهات جنوب فلسطين المحتله هو دليل على حالة الاقتدار والارتقاء الذي وصل إليه، فبالرغم من أنه لايزال يستخدم نسبة بسيطة من أسلحته وصواريخه التكتيكية (الكاتيوشا وصواريخ المضاد للدروع والمدفعية) لكنه تمكن من وضع كيان العدو في أسوأ أزمة عسكرية منذ تاريخ الصراع، وتمكن بفضل الله تعالى من تدمير كل مواقع هذا الكيان على طول الحدود بين لبنان وفلسطين وإشغال وإستنزاف نحو ثلث قواه الجوية والبرية.