الخبر وما وراء الخبر

“الميادين” في قلب الحقيقة.. الصوت المخيف “لإسرائيل”

6

ذمــار نـيـوز || مـتـابعات ||
11 أغسطس 2024مـ – 7 صفر 1446هـ

برزت شبكة الميادين منذ تأسيسها كواحدة من أبرز وسائل الإعلام العربية المناصرة للقضية الفلسطينية، وكان لها الحضور الكبير والفاعل لتغطية الأحداث بعد عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023م.

ومع الحضور الميداني لمراسليها في الميدان، استطاعت “الميادين” نقل الحقيقة بجدارة، وضربت شبكات الزيف والتضليل التي اعتمدت عليها الماكنة الغربية والعربية لتزييف الحقائق، وحرفها عن مسارها الصحيح، حتى بات المشاهد العربي، وغيره لا يثق إلا فيما تنقله عدسات الميادين، وغيرها من وسائل الإعلام التابعة لمحور المقاومة، وهو ما أزعج الصهاينة، وبدأوا في محاربتها، وتضييق الخناق على تغطيتها.

وفي مستجدات هذا التضييق، جدد الاحتلال الإسرائيلي حظر شبكة الميادين الإعلامية، وصادق على مصادرة معداتها، بعد أن وافقت على مقترح وزير الاتصالات الصهيوني شلومو كرعي بمواصلة حظر شبكة الميادين الإعلامية، ومصادرة المعدّات الخاصة بها، وحجب مواقع الإنترنت التابعة لها.

ويأتي هذا الإجراء بعد سلسلة من المضايقات تعرضت لها شبكة الميادين، حيث صادق مجلس الوزراء الصهيوني في نوفمبر 2023م على إيقاف عمل شبكة الميادين الإعلامية في فلسطين المحتلّة، وجاء الحظر بعد بيانٍ مشترك لوزير أمن الاحتلال، يوآف غالانت، ووزير الاتصالات، شلومو كرعي، أرجع سبب الحظر إلى أنّ الميادين تضرّ بـ”أمن إسرائيل”.

ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد، بل عمل جيش الاحتلال الإسرائيلي على ملاحقة مراسلي الشبكة، وهم يؤدون واجبهم في الميدان، حيث تعرضت مراسلة الميادين هناء محاميد في نوفمبر 2023م، في القدس المحتلة، لتهديد خطير جداً، من جانب صحافيين ومستوطنين إسرائيليين، بحيث لاحقوها حتى سيارتها الخاصة، ومنعوها من الركوب فيها، بعد تهديدها بصورة مباشرة، كما حاول مستوطنون آخرين استدراجها بحجة تسلّم مظروف بريدي، ليتم بعد ذلك نصب كمين لها.

أمّا في الضفة الغربية، فاقتحمت قوّة إسرائيلية كبيرة منزل مدير مكتب الميادين في فلسطين المحتلة، ناصر اللحام، في بيت لحم، نهاية تشرين أكتوبر، و2023 بحيث اعتدت على زوجته وأولاده، وفتّشت الغرف ومارست الترهيب بحق الأطفال، كذلك، اعتقلت نجليه باسل وباسيل، لتقوم بعد ذلك بإطلاق سراح الأخير بعد الاعتداء عليه بالضرب بأعقاب البنادق.

وفي لبنان أيضاً وأثناء تغطيتهما للعدوان، استهدفت مُسيّرات الاحتلال الإسرائيلي، مراسلة الميادين فرح عمر والمصور الذي يُرافقها ربيع المعماري في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان، ما أدّى إلى استشهادهما.

صامدون في التغطية

وعلى الرغم من التضييق والخناق الصهيوني على شبكة الميادين، إلا أن الشبكة تصر على الاستمرار في عملها الجهادي، وعدم التوقف عن مناصرة الشعب الفلسطيني المظلوم في قطاع غزة.

وتقول مراسلة الميادين فاطمة فتوني، في منشور لها عبر صفحته في منصة “اكس”: “عندما تُقدّم التضحيات الجِسام على طريق القدس من الأنفس والممتلكات، ولأننا كنا جزء من العاملين في ميدان نصرة المظلومين في غزة، من الطبيعي أن تدفع بعض مياديننا ضريبة الوقوف مع الحق”.

ويبذل مراسلو قناة الميادين جهوداً مضنية على مدى أكثر من 10 أشهر، وهم ينقلون حقيقة ما يجري في قطاع غزة، من جرائم حرب إبادة جماعية يرتكبها الكيان الصهيوني، حيث لم تفتر التغطية يوماً، وظلت على الدوام تنقل كل الأحداث بمهنية عالية، لتكون صوت المظلومين في قطاع غزة.

وتكمن أهمية تغطية شبكة الميادين للأحداث في قطاع غزة، في ظل الصمت العربي والإسلامي المطبق، تجاه ما يحدث هناك، وعزوف القنوات الرسمية عن التغطية، ونقل الحقيقة، بل أن قنوات سعودية عملت على التضليل والتزييف، وفضلت الوقوف إلى جانب الكيان الصهيوني في معركته الإجرامية ضد المدنيين في قطاع غزة.