المشهد الميداني في غزة لليوم الـ 290.. خان يونس عصية على الاحتلال
ذمــار نـيـوز || مـتـابعات ||
22 يوليو 2024مـ – 16 محرم 1446هـ
يتصرف العدو الإسرائيلي في اليوم الـ 290 من معركة طوفان الأقصى البطولية باعتباره المنتصر الأوحد.
ويتحدث عن اليوم التالي للحرب، وكأنّ الميدان طوع بنانه، وأنّه من يمسك زمام المبادرة، ويشنّف آذان الكوكب بالحديث عن انتصارات، وإنجازات ومراحل، ويُكثر من الكلام والتصريحات، فيما وسائل الإعلام الإسرائيلية تعترف أن المقاومة في غزة ترمم نفسها مدنياً وعسكرياً، وجيش الكيان يقف عاجزاً لم يجد حلاً لمشكلة عودة آلاف المجاهدين إلى المناطق التي خرج منها جيشها المهزوم، فيتجه إلى ارتكاب المجازر بحق المدنيين تغطية لفشله.
خان يونس من جديد
يدرك الكيان المؤقت أن معظم أهداف الحرب لم تتحقق، لأن المقاومة في غزة تعمل على تغيير عقيدتها القتالية من الأطر شبه العسكرية إلى حرب العصابات الكلاسيكية القائمة على الكر والفر، إلى جانب الاستنزاف المستمر لجبهات الاسناد في لبنان واليمن والعراق، والتي ستمتد إلى الجبهة التالية في الضفة الغربية المحتلة.
وتتزايد الهجمات الفلسطينية ضد المستوطنين، وهي لم تهدأ أبداً، وهذا يشير إلى قناعة أن الكيان اليوم في تهديد وجودي، إذا استمرت حكومة “نتنياهو” تمارس هذا المسلك، ومنها أن قوات كبيرة من “الجيش” الإسرائيلي هاجمت مدينة “خان يونس” بعد 3 أشهر على انسحابه منها، حيث شنّ “جيش الاحتلال هجمات واسعة على المدينة منذ صباح الاثنين، ما أسفر عن استشهاد 70 فلسطينياً على الأقل، حتى لحظة كتابة هذا التقرير.
وأفادت مصادر فلسطينية أنه ومنذ الصباح، استقبل مستشفى “ناصر” الطبي أعداداً من الجرحى على دفعات، مع استمرار القصف الإسرائيلي على المناطق الشرقية من مدينة “خان يونس”، وأنّ مئات العائلات محاصرة في منازلها بسبب التوغّل الإسرائيلي والأحزمة النارية المكثّفة شرقيّ المدينة، فيما نزح أكثر من 200 ألف شخص إلى منطقة “المواصي” والمناطق الغربية للمدينة.
وبدأ جيش الاحتلال، التوغّل في مناطق “الزنة” و”عبسان” و”بني سهيلا” وسط غطاء ناري مكثّف، وفي منطقة “البريج” وسط القطاع، تم تسجيل إصابات من جراء سقوط قذائف مدفعية إسرائيلية قرب محطة أبو عاصي غربي المنطقة.
وعن تأثير أوامر الإخلاء الجديدة على الفلسطينيين، بيّنت مصادر أنّ أوامر الإخلاء الجديدة لسكان المنطقة الشرقية وبعض مناطق في وسط لمدينة “خان يونس”، تعني توقف عمل مفترق “بني سهلا” الذي يفصل شرقي المدينة عن وسطها وغربها، وهذا التوقف من شأنه أن يعمق الأزمة الإنسانية في “خان يونس” التي شهدت نزوح نحو 250 ألف مدنياً أخيراً.
الموقف العملياتي للمقاومة خلال الـ24 الساعة الماضية:
في سياق العمليات اليومية، أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، عن استهدافها طائرة مروحية من نوع “أباتشي” بصاروخ “سام 7” أثناء إطلاقها النار على المواطنين شرقي مخيم “البريج” وسط قطاع غزة.
وقام مجاهدو القسام بتفجير جزء من نفق واستهداف دبابات خلال تصديها لقوات الاحتلال المتوغلة في قطاع غزة، وقالت الكتائب في بيان: “استهدفنا 3 دبابات “ميركافا” صهيونية و”جرافة D9″ عسكرية بقذائف “الياسين 105” وعبوة “شواظ” في منطقة “بني سهيلا” شرقي مدينة “خان يونس” جنوبي القطاع.
وفي بلاغ عسكري قالت: إنها استهدفت دبابة “ميركافاه 4” بقذيفة “الياسين 105” وبالعمل الفدائي باستخدام عبوة “شواظ” في حي الفرقان بتل السلطان غرب مدينة رفح”، حيث تمكن مجاهدو القسام من تفجير جزء من نفق بقوات هندسة العدو أثناء ضخهم لغاز متفجر بداخله ما أحدث انفجاراً عكسياً باتجاه قوات العدو في حي تل السلطان غرب مدينة رفح جنوب القطاع.
و تمكن مجاهدو القسام من الاشتباك مع قوة صهيونية داخل مبنى من مسافة صفر وإيقاعهم بين قتيل وجريح في حي الفرقان بتل السلطان غرب مدينة رفح.
ودكت كتائب القسام بالاشتراك مع الجبهة الشعبية قوات العدو المتوغلة شمال شرق مخيم البريج وسط القطاع بقذائف الهاون، واستهدفت دبابة صهيونية من نوع “ميركفاه 4” بقذيفة “الياسين 105” في حي الفرقان بتل السلطان غرب مدينة رفح.
ودكت الكتائب قوات العدو المتوغلة شمال شرق مخيم البريج وسط القطاع بقذائف الهاون، وقصفت مقر قيادة العدو في محور “نتساريم” بمنظومة الصواريخ “رجوم” قصيرة المدى من عيار 114ملم.
بدورها؛ قالت سرايا القدس: “قصفنا بقذائف الهاون موقعي “كرم أبو سالم” و”صوفا” العسكريين شرقي مدينة “رفح” جنوبي القطاع.
من جهتها؛ قالت قوات الشهيد عمر القاسم: “قصفنا بقذائف الهاون تجمعات جنود العدو داخل موقع “كيسوفيم” العسكري شرقي خان يونس”.
العدو يراكم خسائره البشرية:
وفي هذا الجانب أعلنت مصادر إعلامية عبرية، الاثنين، عن مقتل ضابطين في المعارك الدائرة بقطاع غزة.
وذكر موقع “0404” العبري، أحدهم النقيب “مردخاي كدمون” من مستوطنة ” نوف أيالون” شمال غربي القدس، والذي قتل في معارك القطاع، فيما أصيب عدد آخر من الجنود بجراح.
وقال جيش الاحتلال الاسرائيلي: “إن 17 جندياً إسرائيلياً أصيبوا في قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية”، كما أكد مقتل ضابط اخر في انفجار قنبلة يدوية بقطاع غزة, مشيراً إلى أن الشرطة العسكرية تفتح تحقيقاً.
وكانت وسائل اعلام الاحتلال قد لفتت إلى سقوط عدد من الإصابات في صفوف الجيش الإسرائيلي جراء انفجار نفق في “رفح”، ولم تتناول التفاصيل.
ووفقاً للمعطيات التي نشرها جيش الاحتلال على موقعه الإلكتروني، بلغ عدد الجنود المصابين منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر الماضي، بلغ 4199، منهم 2147 أصيبوا بالعملية البرية التي بدأت في 27 من الشهر ذاته، وبذلك يرتفع العدد المعلن للعسكريين القتلى في المعارك منذ السابع من أكتوبر إلى 683 جنديًا وضابطًا، بالإضافة لإصابة الآلاف بجراح مختلفة.
وأكدت وسائل إعلام إسرائيلية مقتل الأسيرين “ألكس دانتسيغ” و”يغاف بوخشتاف” في ديسمبر الماضي، في “خان يونس” أثناء عمل قوات “الجيش”، مشيرةً إلى أن “الجيش” أعلن مقتل 46 أسيراً إسرائيلياً من أصل 120 في غزة.
في السياق؛ قالت عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة: إن “الأخبار عن وفاة اثنين من المحتجزين يؤكد ضرورة إعادتهم مما سموه خطر الموت الذي يعيشونه كل لحظة”.
وطالبت عائلات المحتجزين “حكومة الكيان بالتصديق فوراً على صفقة التبادل لإعادة أبنائهم”.