في أجواءٍ وصفت بـ”الحرة والنزيهة”.. الجمهورية الإسلامية في إيران تختار حارسها التاسع
ذمــار نـيـوز || متابعات ||
6 يوليو 2024مـ -30 ذي الحجة 1445هـ
صعد مسعود بزشكيان إلى سدة الحكم في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، في انتخابات وصفت “بالحرة والنزيهة”.
وتدفّق ملايينُ الإيرانيين، إلى صناديق الاقتراع في جميع أنحاء البلاد، للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية “الرابعة عشرة”، التي أفضت لاختيار الحارس التاسع للثورة الإسلامية، والرئيس التاسع للجمهورية الإسلامية الإيرانية منذ انتصارها على النظام الاستبدادي، في فبراير 1979م.
الشعب الإيراني يحسم السباق الرئاسي:
أدلى قائد الثورة الإسلامية في إيران سماحة السيد علي الخامنئي، صباح الجمعة، بصوته في المركز الانتخابي بحسينية الإمام الخميني، وفي الصندوق رقم (110)، في الدقائق الأولى من بدء التصويت في الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة الايرانية في دورتها الرابعة عشرة.
وفي تصريحات مقتضبة عقب الادلاء بصوته قال سماحته: “في هذه المرحلة يجب على الشعب أن يكون أكثر عزيمة لحسم الأمر ويكون لدينا رئيس غداً”، وتابع: “سمعت بأن اشتياق الناس واهتمامهم زاد عن ذي قبل، أرجو من الله أن يكون كذلك، وإن شاء الله الناس سيصوتون ويختاروا الأفضل”.
وبدأ المشهد العام للاستحقاق الانتخابي، الذي تتوج بالإقبال الشعبي الواسع، والزخم الجماهيري الكبير، من كافة الأطياف للمشاركة الفاعلة في عُرسها الديمقراطي الكبير، وللإدلاء بأصواتهم في الجولة الثانية من انتخابات رئاسية وصفت “بالنزيهة والحرة” تواجه فيها المرشح الإصلاحي، “مسعود بيزشكيان”، والمفاوض السابق في الملف النووي المحافظ “سعيد جليلي”.
وتأتي هذه الجولة بعد الانتخابات التي جرت دورتها الأولى، في 28 يونيو الفائت، والتي نظّمت على عجلٍ لاختيار خلفاً للرئيس الشهيد السيد إبراهيم رئيسي الذي ارتقى في حادث تحطم مروحيته الرئاسية في 19 مايو الماضي.
وبهذه المشاركة أخرست الألسن وألجمت الأفواه التي كانت وما زالت تضمر الشر للجمهورية الإسلامية ولشعبها المقاوم، وضرب الناخبون الإيرانيون بالمشروع الأمريكي الغربي الصهيوني الرجعي، عرضَ الحائط.
للمرة الثانية بتاريخها.. جولة إعادة للانتخابات الرئاسية الإيرانية:
في الإطار؛ أكد المشرف على الرئاسة الإيرانية “محمد مخبر” خلال زيارة وزارة الداخلية، أن “هناك اقبال أفضل على صناديق الاقتراع وعدد أكبر من الناس مقارنة بالأسبوع الماضي”.
وقال: إن “الحكومة الإيرانية تجري الانتخابات دون أي تحيز ويتم اتخاذ العناية الكافية لحماية الأصوات”.
بدوره، أعلن قائد قوى الأمن الداخلي الإيراني العميد “أحمد رضا رادان” أن الانتخابات الرئاسية تجري في أجواء آمنة بالكامل، وقال في تصريحٍ له: “شهدنا مشاركة جيدة جدًا من المواطنين في هذه الجولة من الانتخابات ويسود الأمن في كافة أنحاء البلاد”.
وكان وزير الداخلية الإيراني “أحمد وحيدي”، أعلن صباح الجمعة، في مؤتمر صحفي انطلاق الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، وقال: “يتم التصويت في الانتخابات في أكثر من 56 ألف دائرة انتخابية”.
وانطلقت عملية الاقتراع في الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية الرابعة عشرة، عند الساعة الثامنة صباح الجمعة، حسب التوقيت المحلي في مراكز الاقتراع على صعيد البلاد، وتم التمديد الأول حتى العاشرة، نتيجةً للإقبال المتزايد، وأعلن المتحدث باسم لجنة الانتخابات المركزية “محسن اسلامي” تمديد عملية الاقتراع في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية حتى الساعة 12 مساء في عموم البلاد.
ويوم 29 يونيو الماضي، أعلنت وزارة الداخلية الإيرانية، عن جولة ثانية من انتخابات الرئاسة في 5 يونيو، مع عدم حصول أي مرشح على 50 % من الأصوات.
وقال المتحدث باسم لجنة الانتخابات الإيرانية:” لم يتمكن أي من المرشحين من الحصول على الغالبية المطلقة من الأصوات” في الدورة الأولى، وبالتالي سيتواجه المرشحان الأول والثاني في دورة ثانية تجري في الخامس من جولية القادم.
السباق الرئاسي وأهميته في هذه المرحلة:
إن أهميّةَ الرئاسيات الإيرانية في دورتها الرابعة عشرة لا تنحصرُ بحدّة المنافسة بين المرشحين للرئاسة، بل كونها بعثت برسائلَ عدة، للقاصي والداني، تؤكّـد أن الجمهورية الإسلامية قادرةٌ وبكل قوّة واقتدار على إفشال جميع المحاولات التي تهدف للنيلَ من وحدتها وتعرقل مسارات تقدمها، وتمكّنت اليوم عبر هذا الاستحقاق الشعبي من استكمال تجربة الديمقراطية الإسلامية المعاصرة بكامل رونقها.
ولم يغب الحدثُ عن وسائل التواصل الاجتماعي، حَيثُ تابع الناشطون من مختلف أنحاء العالم هذا الاستحقاقَ، فيما أشادوا بالإجراءات التي اتخذتها الجمهورية الإسلامية لمواكبة الانتخابات، حَيثُ حضر 250 ألفَ عنصر من قوات حفظ النظام لحفظ الأمن، إضافة لآلاف الفرق الطبية التي تابعت الإجراءات الصحية منذ انطلاق العملية صباحاً.
فيما أكثر من 226 وسيلةَ إعلام أجنبية واكبت هذه الانتخابات، التي طغت الخططُ الاقتصادية على حملات المرشحين للرئاسية الإيرانية السبعة؛ نظراً لتداعيات الحظر الإرهابي الاقتصادي الذي فرضته الولايات المتحدة على الشعب الإيراني ونظامه المقاوم.
يُذكَرُ أن نظامَ الانتخابات الرئاسية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية فردي، وتجرى فيه عملية التصويت مباشرةً للمرشحين، لاختيار رئيس الجمهورية لمدّة أربع سنوات، ويمكن إعادةُ انتخاب رئيس البلاد مرّة واحدة فقط، ليجوز له بذلك تولي السلطة لمدّة ثماني سنوات.