امتلاكُ اليمن الصواريخَ فرط صوتية.. ما أهميتُها وكيف ستغيِّــرُ خارطةَ المواجهة؟
ذمــار نـيـوز || تقاريــر ||
29 يونيو 2024مـ – 23 ذي الحجة 1445هـ
تقرير|| زين العابدين عثمان
في إطار التصنيع وَالتطوير المُستمرِّ للقدرة الصاروخية، حقّقت قواتنا المسلحة -بعون الله تعالى-، ثورةَ تطوير متقدِّمةً على المستوى التقني والتطبيقي والعلمي؛ لإنتاج منظومات متنوعة من الصواريخ الهجومية،
التي وصل بعضها حَدَّ منافَسةِ النظائر الصاروخية التي تصنعها الدول الرائدة عالميًّا؛ فخلال المراحل الأخيرة حقّقت دائرة الصناعات الدفاعية -بفضل الله تعالى، وتسديده- اختراقاً تكنولوجياً في صناعة أجيال من نُظُمِ الصواريخ الباليستية أرض – أرض التي تنافس إصدارات (روسيا – الصين – كوريا الشمالية)، منها صواريخ ذات الدقة العالية والمجنَّحة والصواريخ النقطية والصواريخ فرط صوتية، التي تعتبر أحدث تكنولوجيا.
ماذا يعني صاروخ فرط صوتي؟
من المعلوم تقنياً وعسكريًّا أن الصواريخ بشكلها العام أخذت أطوارًا متفاوتة في تطور تقنياتها وخصائصها كالسرعة والمناورة ودقة الاستهداف، وكان التسلسل المرحلي لسباق التسلح بدأ في صناعة صواريخ ذات سرعات عند مستوى سرعة الصوت 1235 كم /ساعة كأول تقنية صاروخية بدأت ترى النور بعد الحرب العالمية الثانية.
أما الفترة الثانية فكانت صناعة صواريخ فوق سرعة الصوت 2 إلى 4 ماخ وهو النوع الجديد المتطور الذي تم تصنيعه خلال 20 سنة الماضية.
أما الفترة الأخيرة كانت صناعة صواريخ فرط سرعة الصوت؛ أي 9 إلى 10 ماخ وهذا آخر إصدار للصناعات الصاروخية التي رأت النور خلال عامَي 2021-2022، حَيثُ أنتجت روسيا ثلاثة طرازات مختلفة من هذه الصواريخ وكانت الدولة الأولى التي وصلت لهذا الإنجاز وتبعتها دولة الصين والجمهورية الإسلامية في إيران.
الخصائص التي تتميز بها الصواريخ فرط صوتية ليس فقط السرعة بل القدرة على المناورة وإصابة الأهداف؛ لذا يمكن أن نتحدث عن ميزاتها الرئيسية كالتالي:
1- القدرة على المناورة العالية؛ فالصاروخ فرط صوتي يتخذ مسارات تحليق موجية يمكنها تفادي نطاق الرادارات وأنظمة الاستشعار الجوية.
2- القدرة على التسارع من 1 ماخ إلى 10 ماخ وهي سرعة كافية بأن تجعل ذرات الهواء المحيطة تتأين بشكل كبير؛ ما ينتج طبقة من البلازما التي تغطي الرأس الحربي أثناء تحليقه، وهذه الطبقة تمنح الصاروخ الإفلات بشكل فعال من الرادارات وأجهزة الإنذار المبكر الجوية والأرضية.
3- ضرب الأهداف بدقة عالية وبهوامش خطأ قد تصل للصفر، ومن خلال شحنة المتفجرات الكبيرة والسرعة العالية التي قد تصل 9 ماخ يمكن للصاروخ فرط صوتي الانقضاض على الهدف بقوة نيران مدمّـرة.
لذلك هذه الخواص الاستثنائية هي ما تجعل الصواريخ فرط صوتية تتصدَّرُ قائمةَ أهم الأسلحة الاستراتيجية في مضمار التنافس الدولي، وتمنحها الرقمَ الصعبَ في موازين القوة، حَيثُ نجحت روسيا والصين وكذلك إيران من الوصول لإنتاج هذه التقنيات وطوَّرت أجيالاً وأنواعاً ضاربة من الصواريخ التي تبلغ سرعات من 6 ماخ إلى 20 ماخ، فيما أمريكا التي تدَّعي نفسها بأنها الدولة المهيمنة تقنياً فشلت في التوصل لأي نجاح في هذا التنافس، وقد حاولت شركاتُ التصنيع الأمريكية، في مقدمتها شركة لوكهيد مارتن، تجريب نماذج من الصواريخ التي طوَّرتها في المراحل الماضية لتنتهي بفشل تقني ذريع وفضائحي، حَيثُ كانت آخر محطات الفشل هي تجربة صاروخ “إيه جي إم – 183” من على متن الطائرة “بي – 52 إتش” الذي فشل تماماً.
اليمن في نادي سباق التسلح الدولي:
إنّ وصول اليمن لعتبة امتلاك وتطوير هذه الصواريخ الاستراتيجية يعتبر أمرًا استثنائيًّا واختراقاً تكنولوجياً كبيراً يجعل اليمن الدولة السادسة عالميًّا في النادي الصاروخي الذي يجمع الدول العظمى فقط.
أما على مستوى موازين القوة فاليمن -بعون الله تعالى- أصبح يمتلك ذراعاً نارية أكثر قدرة وفاعلية.
ففي ظل الحرب البحرية التي تخوضها القوات المسلحة اليمنية ضد تحالف الشر الأمريكي البريطاني الإسرائيلي صارت تمتلك عنصرَ قوة يخوِّلُها تحقيقَ ضربات دقيقة وَمدمّـرة في نفس الوقت ضد أساطيل وسفن هذا التحالف.
فالصاروخ فرط صوتي وبالتحديد صاروخ حاطم 2 الذي تم الكشف عنه مؤخّراً يمكنه -بعون الله تعالى- توجيه ضربات قاتلة للسفن والمدمّـرات وكذلك حاملات الطائرات الأمريكية؛ فالبُعْدُ التقني لهذا الصاروخ يجعله ذا كفاءة عالية للإفلات من أحدث نُظُم الدفاع الجوي وتحقيق استهدافات ناجحة ودقيقة وتدميرية جدًّا.
لذا نؤكّـد -بفضل الله تعالى- أن اليمن اليوم لم يعد يمنَ الأمس، وَإذَا لم يتوقف العدوان الصهيوني الأمريكي على قطاع غزة وتتوقف حرب الإبادة والحصار والتجويع للفلسطينيين في غزة فالعمليات القادمة ستكونُ مؤثِّرة لدرجة إغراق السفن والمجموعات البحرية وتصل مفاعيلُها إلى عظم العدوِّ الأمريكي والإسرائيلي والبريطاني.
* باحثٌ في الشأن العسكري