الهدنة لا تعني وقف الحرب!
بقلم /ضرار الطيب
بعد دقائق فقط من دخول الهدنة حيز التنفيذ ، قامت من تسمي نفسها المقاومة بتعز بإشعال أكثر من جبهة في وقت واحد ، وكأنها تريد إرسال رسالة واضحة للتحالف بأنها غير ملزمة بأي اتفاق يتضمن إيقاف الحرب ولو قليلاً ، و الأمر الأكيد هو أن كل مرتزقة السعودية ، في كل الجبهات ، وعلى رأسهم “مقاومة تعز” ، لا يريدون أي خطوة من شأنها أن تجعل سوق “الدعم” المتواصل يعاني من أي جمود ولو مؤقت ، فنحن نتحدث عن مرتزقة على أية حال.
خرق الهدنة من جانب المقاومة في تعز جاء مصحوباً بأخبار عاجلة كثيفة عن قصف عشوائي يطال المدنيين من مدافع الحوثي ، وهذه هي الطريقة التقليدية لديهم لتغطية كل مايقومون به في العادة ، غير أنها في مثل هذه الظروف تعني أن الموضوع مدروس ومبارك من قيادة تحالف العدوان ، وذلك يعني استمرار السعودية بالمراوغة وتجريب أوراق أخرى ولو كانت قديمة قليلاً.
بشكل خاص : مقاومة تعز لم تعد تقدم أي شيء يصلح كسبب مربح يجعل السعودية مستمرة في دعمها ، وبشكل عام : السعودية عندما تنوي الدخول في أي مفاوضات جادة ستبيع المرتزقة في أول تنازل لها مقابل المحافظة على نقاط أهم وأقل تكلفة ، والمرتزقة يعلمون ذاك جيداً ، وهي مسألة وقت لا أكثر .. ولكن طالما لم يحدث ذلك بعد فيمكننا اعتبار أي خطوات حوار أو تهدئة مع السعودية مجرد عبث .
أبطالنا في الجبهات صاروا يعون هذا الأمر جيداً من كثرة مواجهتهم للمراوغات السعودية، وهذا مؤشر مطمئن بأن الخدع السياسية لا تؤثر على الميدان كثيراً . وعلى القيادة السياسية أن تعي أيضاً كمية الاستهتار الذي يتعامل به تحالف العدوان مع مثل هذه الأمور ، لكي يتم سد جميع الثغرات التي يبحث عنها العدوان منذ أن أدرك فشله في الحسم العسكري.