الخبر وما وراء الخبر

ذمار: من لم يمت بالحرب قتلته الكلاب الضالّة!

595

لدى صراخ “مروى”، وهي بين يدي الأطباء يحاولون معالجة جرح غائر في وجهها بعد أن نهشها كلب ضالّ، لم تمنع والدتها الدّموع من الإنهمار.
لحسن حظ الطّفلة ذات الثلاث سنوات لم يكن ذلك الكلب مصابًا بداء الكلب، لتضاف إلى ضحايا الكلاب الضالّة.
الأم، التي قدمت من منطقة عنس إلى وحدة داء الكلب في هيئة مستشفى ذمار العام لعلاج طفلتها، لم تكن وحدها لدى زيارة “العربي”. كانت “مروى” ضمن ثلاثة أطفال آخرين.
وطوال أيام العام الماضي، استقبلت العيادة الخاصة بالبرنامج في هيئة مستشفى ذمار العام 2301 حالة تعرّض أصحابها لعضة كلب، بينها 418 حالة تم التأكّد من إصابتها بداء الكلب، توفّي منهم أربعة اطفال، ورجل، بحسب ما تحدّث الدكتور وليد عبدالله سيلان لـ”العربي”، مؤكّدا،ً خلال حديثه، وفاة عشرة أشخاص، بعد مهاجمة كلاب مصابة بداء الكلب لهم، توفي خمسة أشخاص العام الماضي، وخمسة توفوا منذ بداية العام الحالي حتى منتصف مارس المنصرم، جلّهم من الأطفال.
سيلان، بدا مستاءً من الوضع الذي وصل إليه هذا الداء في محافظة ذمار وما يسببه من تشوهات في جسد الضحايا، والذين يكونون بغالبيتهم من الأطفال، تتراوح أعمارهم من 5 أعوام إلى 14 عاماً، متحدّثاً عن ضحايا وصلوا إلى طورئ هيئة مستشفى ذمار العام وقد تعرّضت أجساهم لنهش الكلاب بشكل “مخيف”.

وأضاف: لا تفرق الكلاب الضالة والمشردة بين الذكور والإناث، فقد وصل عدد الذكور الذين تعرّضوا للعضات إلى 709 حالة، فيما وصلت إلى عيادة البرنامج 705 حالة من الإناث، وتعد محافظة ذمار من أكثر المحافظات اليمنية التي ترتفع فيها أرقام المصابين بهذا الداء الخطير، بسبب انتشار الكلاب الضالة في شوارع وأحياء وقرى محافظة ذمار.
محافظة ذمار ليست وحدها في قائمة الموت بفم الكلاب، بل تتقاسم القائمة مع عدة محافظات وفق الدكتور أحمد حسن الورد، مدير البرنامج الوطني لمكافحة داء الكلب في وزارة الصحة العامة والسكان اليمنية، فقد فتكت الكلاب الضالة بـ 40 إنساناً، أغلبهم من الأطفال، إثر إصابتهم بعضات من كلاب مصابة بداء الكلب.
وأكّد أن العام الفائت، 2015م، تم توثيق أكثر من 11 ألف شخص تعرضوا لعضات من حيوانات مصابة بداء الكلب. مؤكداً ان الإحتياج الفعلي للعام الجاري، 2016م، من اللقاح هو 25 ألف جرعة وخمسة آلاف فيالة مصل ضد داء الكلب.
وانتشرت الكلاب الضاله في شوارع أحياء مدينة ذمار، وقرى المحافظة، مما يفاقم المشلكة، ويصعب الأمر على الجهات المسؤوله.
هذا ما يراه الطبيب عمر مياس خلال حديث مع الـ”العربي”، لكنه يستطرد بالقول: الجهات المسؤولة منذ عام لم تنظم أي حملة لقتل الكلاب الضالة في شوارع مدينة ذمار، بعد أن كانت طوال السنوات الماضية تنتظم في ذلك، ما جعل أعداد الكلاب كبيرة واحتمال إصابتها بالداء كبيراً.
وأعاد توقف الحملات إلى “ظروف الحرب”، وقال: الحرب حدّت بشكل كبير من كل حملات مكافحة انتشار الكلاب الضالة.
مصدر في صندوق النظافة والتحسين في محافظة ذمار، قال لـ”العربي” إن الحملة تحتاج إلى تكاليف مالية كبيرة، إضافة الى كوادر متخصصة في التعامل مع السم الخاص بالكلاب.
و”داء الكلب” عبارة عن التهاب فيروسي دماغي نخاعي حاد، وهو من الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان، وتصل معدلات الإماتة فيه الى 100% في حال لم تتخذ الإجراءات الإسعافية الوقائية.

* – صقر أبو حسن