الخبر وما وراء الخبر

آن الآوان للصرخة يا فلسطين

26

ذمــار نـيـوز || مـقـالات ||
7 مايو 2024مـ – 28 شوال 1445هـ

بقلم// وفاء الكبسي

في زمن الظلمات والفتن المدلهمات لا بد من صرخة بوجه الظلم والطغيان انتصارًا للحق ودحضًا للباطل؛ لذلك أتى  الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي-رضوان الله عليه- بصرخة الحق والحرية لتحرير الشعوب المستضعفة من ذل وقهر وامتهان الدول المستكبرة (أمريكا وإسرائيل)، فالصرخة كانت ولم تزل سلاح وموقف في وجه المستكبرين والواقع يشهد بهذا.

فقد واجه هذا الشعار همجية وغطرسة تحالف العدوان لأكثر من تسع سنوات مضت، فكلماته النورانية تساقطت كوابل من النيران والصواريخ على رؤوس كل جبارٍ ماردٍ عنيد؛ لأن الشعار الذي رفعه الشهيد القائد هو سلاح وموقف ضد  المسكبرين أعداء الله، وتحرك قوي لابد منه في مواجهة المشروع الأمريكي الإسرائيلي، وهو الحكمة التي اسقطت كل الأقنعة وكشفت كل زيف وباطل.

اليوم تجلت أمامنا حقيقة هامة مفادها أن شعب اليمن وكل شعوب الأمة بحاجة ماسة لهذه المنهجية القرآنية الحكيمة، فمايجري اليوم من أحداث دموية همجية في فلسطين الحبيبة خاصة في غزة هاشم الأبية من قتل وإجرام وسفك للدماء واعتداءات وحشية يشنها العدو الإسرائيلي الصهيوني أمام صمت الأنظمة العربية والأممية المعيب يضعنا أمام نقطة هامة وهي: لو صرخ أبناء الشعب الفلسطيني في وجه العدو الصهيوني لغيرت إسرائيل سياستها بل لتهاوت وانتفضت وارتعبت ورحلت صاغرة ذليلة، ولهم في اليمن عبرة وعظة فكلما رددَّ أبطال الجيش واللجان الشعبية الصرخة في كل صولة وجولة وضربة واقتحام كان للصرخة الأثر القوي والموقف العظيم والسلاح المؤثر في مواجهة ظلم وطغيان تحالف العدوان بقيادة أمريكا وإسرائيل، فحيمنا صرخ الشعب اليمني عداءً وموتًا لأمريكا وإسرائيل تهاوت أسلحة أمريكا وتكنولوجياتها الحديثة وأوكار مرتزقتها صاغرة أمام منهجية الصرخة.

أما آن الآوان لأهلنا في فلسطين أن يصرخوا ويرفعوا الشعار كسلاح وموقف ثابت في وجه الصهاينة المستكبرين؟!
أصرخوا وستجدوا للصرخة قوة عجيبة في كسر هيمنة العدو الصهيوني وكل أذياله من الأنظمة العربية المطبعة، ولتحررت الأرض وغيرت دول الأستكبار سياستها ، كما قال الشهيد القائد: “لو صرخ الشعب اليمني كله لأسبوع لغيرت أمريكا سياستها”.

كما أقولها للشعوب العربية ألم يحن الآوان للنهوض من كل هذا السبات والرقاد والغفلة ياعرب؟
للأسف لم يخض العرب حديثًا حرب واحدة لأجلِ فلسطين، ألا “حرب الأقلام”، حرب المشاعر والعواطف لا أكثر، برغم نزيف الدم الذي يسيل عبر شاشات الإعلام وعلى مرأى ومسمع من جميع سكان العالم.

ولكن للأسف لم يحركوا ساكنًا حتى أصبحت قضية فلسطين قضية منسية لدى بعض الشعوب العربية، بل أن البعض تنكروا لها وأضاعوا البوصلة الحقيقة نحو العدو المركزي للأمة –الكيان الصهيوني- وصوّبوا العِداء إلى أعداء وهميين” كـ إيران” التي لم يجد العرب منها أي عداء بل على العكس كانت ولاتزال المناصرة لقضايانا العربية خاصة قضيتنا المركزية الأولى “فلسطين “.

لابد من الوقوف صفًا واحدًا مع أهلنا في فلسطين بكل ما أوتينا من قوة وبكل مانستطيع؛ لأن لنا في فلسطين حقًا شرعيًا حق وجود ودين، ولا يمكن أن يعود إلا بالجهاد في سبيل الله، فوالله لو أن المسلمين اتحدوا وأصبحت عقيدة الولاء والبراء راسخة لديهم لمثلت هذه صفعة قوية في وجه هذا الكيات الصهيوني، وصفعة قوية للأنظمة العربية المطبعة وهذا العالم المنافق.

يجب علينا كأمة إسلامية واحدة أن نعلن للعالم غضبنا وانتفاضنا وألمنا لكل مايحدث في فلسطين، ونعلن النفير العام والوقوف صفًا واحدًا وجنبًا لجنب مع اهلنا في فلسطين ، ولكن تبقى اليمن أقرب الدول لفلسطين تاريخيًا وإيمانيًا  وعقائديًا، فالقدس أقرب إلينا مما نتصور، وغدًا موعدنا نصلي في محراب المسجد الأقصى بحق ويقين.