الخبر وما وراء الخبر

الوهابية درع الصهيونية

61

ذمــار نـيـوز || مـقـالات ||
26 أبريل 2024مـ – 17 شوال 1445هـ

بقلم // محمد المتوكل

إن أسّم وأفتك سيف غرس في صلب الأمة من بداية صراعها مع أعدائها سيف التكفيريين الذي صنعه الصهاينة، العدو يعلم أن أهم ما يحتاجه لاحتلال البلدان العربية ؛ يتمثل في ضرب دين المسلم في نفسه، في جوهره النقي ، وأيضاً في عقيدته، وجه الأعداء تلك الضربة ، فقصمت ظهر الأمة الإسلامية ،جعلت المسلم يقتل أخاه المسلم ، صنعت من الأمير الذي توليه قوى الظلم والأستكبار في بلده ليحمي مصالحها، ويقمع كل صوت حر  يتوجه بالاستنكار عليها جعلت منهم خلائفها في أرض الله حرفت مسار الأمة بهذا المفهوم، أن الخروج على حاكم هو الشرك بعينه ،كما كانت الصهيونية تحمي اليهود وتسخر أموال أوروبا لخدمة تلك الجماعة فمن الممكن أن نسمي الوهابية بأنها صهيونية باختصار ،تعمل لحمايتها ،هم أولياء اليهود في المنطقة العربية باعتقادي أن الوهابية هي الأفتك بالإسلام حتى من الصهيونية ، لأنها تفتي باسم الدين وتكذب بلسان رسول الله صلى الله عليه وآله،  وتقمع كل فكرة أو مسلم يخالفها باسم البدعة والمبتدع
فكانت تحارب الاسلام بثلاثة أركان .
الأول/ طمس هوية المسلم ومحو أثر قدواته.
الثاني / تفريغ العبادات من مضمونها الإيماني .
الثالث /  قدموا الدين ناقصاً وحذفوا منه ما يزعزع استقرار اليهود وأوليائهم .
فتلك آثار أقدام الرسول وبيته وأصحابه وقبابه وقباب الأولياء والصالحين بعده وقبور أعلام الهدى من آله، لم  يمسسها المحتل طيلة ألف ومئة سنة وقد احتلتنا كل القوى المهيمنة في عصرها حتى اتى ابن عبد الوهاب ومنهجه التكفيري فلم يدع في بلاد المسلمين ولياً إلا شوهه ،ولا قبراً إلا فجره ولا جماعة سياسية أو دينية تناهضالصهيونية إلا وكفرها ، رسول الله لم يسلم من حقد أداة الصهاينة من الوهابية ،فقد جعلوا حجرته ومصلاه ومكان استقبال الوحي يساوى بالتراب بل وجعلوها حمامات لمكة ،فكم من معالم هدمت وكم من آثار مُحيت بغرض محو ذكرها والأقتداء بما يدمر الدين الإسلامي.

أما الركن الأخر فقد فرغوا العبادات من مضمونها النقي فقد سردوا للأمة على أبسط مثال،أن الصلاة كـ النهر تغسل الذنوب وما بين الصلاة والصلاة غفران للذنوب لكنهم هنا فرغوا الصلاة من مضمونها الروحي  الله في محكم كتابه العزيز  قال عنها ( تنهى عن الفحشاء والمنكر ) فـ الصلاة التي لا تنهَ عن الفحشاء والمنكر ؛ مضمونها خاوي وفارغ من سبب فرضها علينا هي تبعدنا عن الله ما دامت مفرغة من معناها الحقيقي كما قال صلى الله عليه وآله وسلم.
فكنا نرى من يصلي ويسرق ومن يصلي ويقتل ومن يصلي ومن ثم يعصي الله جهاراً  بثقافاتهم رأينا من يصلي ويضرب الأطفال بالصواريخ ، رأينا منهم من يصلي ويفتي بقتل المسنين وبهدم بيوت المسلمين على رؤوسهم ، دون التفريق بين فئاتهم وأطيافهم ومذاهبهم، أيضاً لو تحدثنا عن الصوم ، فقد نقلوا صورة مفرغة وناقصة عن المعنى الحقيقي لفرض الصيام ،هم يقنعون الكثير ممن تأثروا بهم،  أن الجوع من أجل أن تتذكر جوع الفقراء وتتذكر يوم القيامة فقط ،لكنهم فرغوه من غايته الحقيقية ،وهي التقوى وزكاء النفس وعلوها في الصبر والارتباط الوثيق مع الله، وأيضاً لتتذكر به جوع يوم القيامة وضمأه وتشعر بالفقراء والمساكين وحالهم، استثقل الكثير الصوم فأصبحوا يختتموا الصيام وأنفسهم قد ازدادت خبثاً ،ومنهم ينتهي رمضان ، فيعود  بحال أسوء مما كان عليه،  عودة إلى المعاصي والجرائم.

لقد حذفوا وحجبوا المعاني الحقيقة وجعلوها على ذلك  السبيل ، فلو تأمل المؤمن لأدرك أن كل العبادات الطقوسية إنما هي عبادات صغرى لتهذيب النفس والارتقاء والسمو بها إلى الأعمال الكبرى كـ الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

أما الثالث ، فقد حذف الوهابيين من قاموسنا عبادات كثيرة في غاية الأهمية بها عزة المؤمنين وهزيمة الكافرين ، ومنها أهم ركن وهو الجهاد بكل أشكاله فقدموا طاعة الوالدين ، فأصبح  الجهاد فتنة في مذهب الوهابية ،أما الجهاد يقرره ولي الأمر فقط بل وشرعوا الجهاد على أعداء أمريكا فقط ليسكتوا صوت الحق الذي يريد مواجهة اليهود ، حذفوا من الدين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وقالو افعل بيدك فإن لم تستطع ف بلسانك وإن لم تستطع فـ بقلبك بينما يأمرنا الله بان نصدع بالحق في وجه الظالمين ولا نخاف أحداً إلا الله.

خالفوا أمر الله بمحاولتهم اقناع الشعوب بترك الجهاد في سبيل الله، فتواهم بالجهاد عندما تكون في صالح الصهاينة ، ما قالوه لنا أن نكتمه في قلوبنا ونكون جبناء لأن من سنواجههم قوة عظمى.

صوروا لنا  الدين أنه أمور  تفعلها في زاوية بيتك أو في المسجد لا نختلف بها شيئا عن النساء
اخبروا المسلمين أن الدين هو ( الصلاة _ الصيام _ والزكاة _ الحج _ والشهادتان ) فقط وستدخل الجنة، بل ما يدعو للسخرية مما كانوا يقدموه لنا ولا زالوا  أنك بدعاء تنطقه وقت وضوئك تدخل الجنة من أوسع أبوابها ،وبترديدك التوحيد في اليوم ١٠٠ مرة تدخل الجنة ، سعوا إلى ترسيخ ثقافة الخنوع والاستسلام ، فأصبح القاعد أفضل أجراً من المجاهد والصامت أكثر حذقاً من الناهي عن المنكر .
وهكذا قدموا الدين ناقصاً منقوصاً مزوراً ومزيف، لا نستفيد منه شيئا وبهذا استحق أتباعهم ومن لا زال يؤمن بما يقدموه من تحريف للدين لعنة الله إلى يوم الدين.