الدورات الصيفية، صمام آمان لأبنائنا
ذمــار نـيـوز || مـقـالات ||
21 أبريل 2024مـ – 12 شوال 1445هـ
بقلم// احترام عفيف المُشرّف
“وأهل ألتقي بالذكر في الناس سادة
وهل يستوي دان ومن كان عاليا”
في ظل هذه العولمة الموبوءة بالشذوذ الأخلاقي والمثلية والحرب الممنهجة ضد أبناء الأمة الإسلامية في سعي حثيث لإفساد الأجيال الصاعدة كان لابد من اتخاذ الإجراءت التي من شأنها التصدي لهذه الحملة المسعورة، وكانت حكمة القيادة في أوج تفوقها وإلمامها بما يحاك من الأعداء فكانت الدورات الصيفية: هي صمام الآمان التي تحمي أبناءنا الطلاب من التشتت والانحراف، وتعد الدورات الصيفية من أهم الإنجازات للقيادة ولن نبالغ إذا كانت في مستوى التفوق العسكري الذي تشهده اليمن.
وما يؤكد مانقوله هو ما يحدث من الأبواق المأجورة والذين يُمولون مادياًّ من أسيادهم لكي يثيروا البلبلة والقلقلة ضد هذه الدورات ومع العلم هذه الأبواق لاتدرك ولاتعرف لماذا أسيادهم يقلقون من هذه الدورات هم فقط ينفذون الأوامر ولو كانوا يدركون لما كانوا في صفوف العمالة والارتزاق ضد أوطانهم.
من يعرف حقيقة وأهمية الدورات الصيفية هما اثنان فقط، الأول من يقومون بها، والمتمثلون بالقيادة وحتى القاعدة، والأخر هم من يوجهون بحربها والبلبلة عليها ومحاولة منعها، لماذا، لأنها ومن هنا تبدأ المعركة معركة الوعي والإدراك والتزكية والبناء من هنا ينشأ الجيل الصالح الصامد المتسلح بالعقيدة والإيمان الواعي الذي يتحرك عن معرفة ودراية وحكمة،
من هنا يخرج الجيش الذي لايقهر والمعلم الذي لايغش تلاميذه والطبيب الذي لايستهين بمرضاه والمواطن الذي يأكل التراب ولايخون وطنه.
نعم. من هنا تبدأ الحكاية في بناء الأمم وهذا جعل المسيرة القرآنية المباركة تولى الإهتمام الكبير بالمراكز الصيفية؛ لكي تحمي الأبناء مما قد يشغلهم في العطلة الدراسية وأن تدارك مافات على الأجيال السابقة في أبنائهم والإهتمام بتزكيتهم وحمايتهم إلى جانب الاهتمام بالتعليم بشكل عام.
وعلينا كمجتمع أن نولى هذا الجانب المتمثل بالدورات الصيفية إهتماما لايقل أبدا عن إهتمامنا بالتعليم المدرسي ويكون هناك تكافئ في الإهتمام من الجانب القيادى والجانب المجتمعي؛ لكي ينشأ جيل يقوم بحماية الدين بالشكل الصحيح وليس كما أورده لنا علماء الإفراط والتفريط جيل يكون محصن ضد الارتزاق والعمالة وبيع الأوطان جيل يعرف عدوه ويتخذه عدوا لايواليه ولايخشاه.
وتعد الدورات الصيفية من أهم ما ميز المسيرة القرآنية المباركة أنها التفتت إلى جانب العمل بالقرآن وتجسيده كمنهج حياة التفتت إلى تزكية النفوس، وأن لاننشأ أجيال تحمل شهادة علمية فارغة من محتواها كالحمار يحمل أسفارا.
علينا جميعا إدراك أهمية هذه الدورات لكي ننجوا بأبنائنا من التلوث الأخلاقي الذي يتسرب بشكل كبير ويوشك أن يدخل إلى الجهاز المناعي لأبناءنا والذي أن تمكن منهم ودمر جهازهم المناعي، نكون بذلك قد فقدنا أبنائنا وإن كانوا على قيد الحياة فأي حياة تلك التي نرى فيها أبنائنا وهم كالبهائم لايدركون من أمرهم شيء أي حياة أن يعيشوا مدجنين مسيرين غير مخيرين بئس لها من حياة وبئس لنا أن نرضى لفلذات أكبادنا بهكذا حياة وهم إمتدادنا في الحياة.
دَقّاتُ قَلبِ المَرءِ قائِلَةٌ لَهُ
إِنَّ الحَياةَ دَقائِقٌ وَثَواني
فَاِرفَع لِنَفسِكَ بَعدَ مَوتِكَ ذِكرَها.
فَالذِكرُ لِلإِنسانِ عُمرٌ ثاني.