الخبر وما وراء الخبر

أمريكا تفقد قواعدها العسكرية تباعا في افريقيا.. بعد النيجر تشاد

8

ذمــار نـيـوز || مـتـابعات ||
21 أبريل 2024مـ – 12 شوال 1445هـ

طالبت تشاد الولايات المتحدة إلى سحب قواتها من قاعدة عسكرية، في الدولة الواقعة وسط أفريقيا وهي واحدة من المواقع الغربية المتبقية تدعي بمحاربة تمرد إرهابي يجتاح المنطقة.

وتأتي الخطوة التشادية، بعد شهر من تعليق النيجر – وهي حليف غربي رئيسي آخر في المنطقة – اتفاقها الأمني مع أمريكا، وسط سلسلة من الانقلابات، شهدت إقامة حكومات عسكرية في منطقة الساحل.

ويتزامن الإعلان عن الطلب التشادي مع قرار واشنطن إرسال وفد إلى النيجر لوضع الترتيبات لإخراج القوات الأمريكية بالتزامن مع وصول “فيلق أفريقيا” الذي سيعمل بشكل علني على دعم النيجر وبقية الدول الغاضبة من الغرب.

وأبلغت تشاد الولايات المتحدة بـ”وقف نشاطها في القاعدة، طبقا لخطاب إلى الملحق الدفاعي الأميركي”، حسب بلومبرغ.

وتم التحقق من الخطاب، الذي وقعه رئيس أركان القوات الجوية، عبر إدريس أمين أحمد المتحدث باسم وزارة الخارجية، والذي رفض الإدلاء بالمزيد من التعليقات.

وكانت إذاعة فرنسا الدولية قد أعلنت في 29 فبراير الماضي أن زعيم المعارضة التشادية “يايا ديلو” قد لقى حتفه عندما داهمت قوات الأمن مقر حزبه بعد اتهام الحزب بتنفيذ هجوم على مديرية الأمن الداخلي التشادية.

ونقلت الإذاعة، ومقرها باريس، عن المدعي العام قوله إن ديلو قُتل مع عدد من أعضاء الحزب الاشتراكي بلا حدود (بى إس إف) الذي يتزعمه مضيفة الى أنه تم اعتقال 26 شخصا على الأقل.

وتعد أعمال العنف أحدث تصعيد في التوترات التي تسود البلاد قبل الانتخابات المقررة في 6 مايو القادم والتي قد تعيد الدولة المنتجة للنفط في وسط أفريقيا إلى الحكم الدستوري بعد ثلاث سنوات من استيلاء “الجنرال محمد ديبي” على السلطة.

ويرى مراقبون أن واشنطن التي سعت لربح مواقع باريس بعد موجة الغضب الأفريقي على فرنسا، وجدت نفسها تسير على خطاها، وهو ما يظهر أن أفارقة جنوب الصحراء ومنطقة الساحل لم يثوروا على فرنسا لكونها دولة استعمارية فقط بل على الغرب ككل لعجزه عن دعم المنطقة في مواجهة “الإرهابيين” ومساعدتها على مواجهة أزمات اقتصادية ومناخية حادة دفعت إلى نزوح الآلاف.

ووافقت الولايات المتحدة يوم الجمعة الماضية على سحب قواتها البالغ قوامها أكثر من ألف جندي من النيجر بناء على طلب نظام نيامي المنبثق من انقلاب يوليو، على خلفية تنامي قوّة روسيا في المنطقة.

ووافق نائب وزير الخارجيّة الأمريكي كورت كامبل على طلب سلطات نيامي سحب القوات، وذلك خلال اجتماع في واشنطن مع رئيس الوزراء علي الأمين زين الذي تولّى السلطة عقب الانقلاب في يوليو الماضي، وفق ما قال مسؤولون أمريكيون.

وينص الاتفاق على إرسال وفد أمريكي إلى النيجر خلال الأيام المقبلة للتوافق على تفاصيل انسحاب هذه القوات المنخرطة في مكافحة “الإرهابيين “، فيما لم يصدر تعليق رسمي على الفور عن وزارة الخارجية الأمريكية. كما لم يُحدد الجدول الزمني للانسحاب.

وبعد الانقلاب الذي أطاح بالرئيس المنتخب محمد بازوم في 26 يوليو، طالب النظام العسكري الجديد في النيجر بسرعة رحيل قوات فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة.

ولاحقا، في مارس، انسحبت النيجر من اتفاقية تعاون عسكري موقعة عام 2012 مع الولايات المتحدة، معتبرة أن واشنطن “فرضتها أحاديا” وأن الوجود الأمريكي بات بالتالي “غير شرعي”.

وعلقت الولايات المتحدة معظم تعاونها، بما في ذلك التعاون العسكري، مع النيجر بعد الانقلاب الذي أطاح ببازوم.

وفي بادئ الأمر، قالت واشنطن إنها تنتظر تأكيدا من السلطات النيجرية بشأن قرارها، رغم أن المسؤولين الأمريكيين كانوا يستعدون منذ أشهر لرحيل قوات بلادهم.

ويشارك ألف جندي أمريكي في النيجر داعيا للقتال ضد “الإرهابيين”!! في منطقة الساحل ولديهم قاعدة كبيرة للمسيرات في أغاديز (شمال) بُنيت بكلفة قدرها مئة مليون دولار.

هذا وتظاهر الآلاف، السبت الماضي في نيامي، للمطالبة برحيلهم الفوري.

وفيما يتعلّق بـ”التعاون العسكري”، كرّر رئيس الوزراء “بلغة واضحة وبلا محظورات، القرار السيادي للنيجر طلب رحيل جميع القوات الأجنبية، بما فيها القوات الأمريكية”، وفق ما أورد التلفزيون الرسمي النيجري.