الخبر وما وراء الخبر

جرائم الاحتلال في المحافظات الجنوبية لشهر مارس 2016

213

ذمار نيوز| زيد أحمد الغرسي | المسيرة نت: تتصاعد عمليات الاغتيالات والقتل والتفجيرات والصراعات في المحافظات الجنوبية شهرا بعد آخر منذ دخول قوات الاحتلال السعودي الإماراتي الأمريكي إليها قبل أشهر حيث تشهد المحافظات الجنوبية بشكل شبه يومي جرائم متنوعة للاحتلال تقوم بها أدواته في الميدان كالقاعدة وداعش والمرتزقة.

كما تستمر الصراعات بين مرتزقة العدوان في وقت يستكمل الاحتلال مؤامراته ضد اليمن بتسليم المدن الجنوبية رسميا لعناصر القاعدة و نهب ثرواته النفطية والمعدنية وتدمير البنية التحتية للدولة عدا عن نقص خدمات الكهرباء والمياه والصرف الصحي والرواتب ومتطلبات المعيشة للمواطن التي طالما كان يعد بها الاحتلال شعب اليمن.

سنحاول أن نستعرض أبرز الاغتيالات والقتل والصراعات وتحركات الاحتلال في تقريرنا لشهر مارس 2016م كنموذج يقدمه الاحتلال لليمنيين في المناطق التي يدعي تحريرها ويبشر به لبقية المحافظات اليمنية.

الاغتيالات تواصلت الاغتيالات في عدن وبقية المحافظات بوتيرة أكبر من ذي قبل حيث بلغت عدد جرائم الاغتيالات المعلن عنها فقط أكثر من خمسة وعشرين عملية اغتيال كان أبرزها اغتيال مدير الأمن السياسي لأبين وقائد حرس (أخو هادي) وسفير سابق وعدد من قيادات ما تسمى المقاومة وعدد من الجنود و احتلت محافظة عدن المرتبة الأولى في عدد الاغتيالات بثلاثة عشر عملية تليها شبوة وحضرموت لكل منهما أربع عمليات ثم لحج بثلاث عمليات اغتيال وعملية واحدة فاشلة.

جرائم الذبح والإعدام والصلب والقتل شهدت مدينة عدن خلال شهر مارس أبشع جريمة إنسانية عندما قامت داعش بقتل أكثر من سبعة عشر مسنا بينهم أربع نساء هنديات في دار العجزة بالشيخ عثمان كما ارتكبت ما تسمى القاعدة جريمة أخرى في المنصورة بصلب أربعة مواطنين على أعمدة أحد البنايات.

أما محافظة حضرموت فقد تصاعدت فيها جرائم ما تسمى القاعدة حيث قامت هذه العناصر الإجرامية بذبح جندي وإعدام خمسة مواطنين بتهمة ممارسة السحر والشعوذة كما شهدت المحافظة أيضا عملية جلد في إحدى مؤخرة أحد المواطنين بتهمة رفعه لعلم جنوبي في حادثة هي الأولى من نوعها تشهدها اليمن.

أما عمليات القتل المباشرة والمعلن عنها فقط فقد بلغت أكثر من سبع عمليات توزعت على محافظات أبين ولحج وشبوة فيما تم العثور على جثة احد المواطنين في لحج وخلال هذا الشهر تفردت محافظة حضرموت بعمليات الاختطافات وصلت إلى أربع عمليات تليها محافظة أبين بعملية اختطاف وكيل المحافظة وكانت عدن كالعادة تحتل المرتبة الأولى في جرائم الاحتلال تليها حضرموت ثم لحج وبعدها شبوة ثم أبين.

التفجيرات بالسيارات المفخخة وغيرها بالرغم من أن الاحتلال يحاول تقديم صورة غير حقيقة للأوضاع الامنية في المحافظات الجنوبية التي يحتلها إلا ان الأحداث والتفجيرات والاغتيالات والمعارك الكبيرة تظهر للقاصي والداني ولا يستطيع العدوان تجاهلها لكنه يلجأ إلى الخداع والتضليل لتقديمها للراي العام تحت عدة عناوين كخلايا نائمه او تطبيق خطة امنية فبعد الشهر الماضي الذي شهد أكثر من أربع عمليات تفجيرات بسيارات مفخخة وانتحاري تبنت جميعها داعش تواصل عناصر الاستخبارات الامريكية المسماة قاعدة وداعش جرائمها بالتفجيرات واستخدام السيارات المفخخة وكل ما يمكن لقتل الشعب اليمني حيث شهد شهر مارس عدة تفجيرات بعبوات ناسفة واربع تفجيرات بسيارات مفخخة استهدفت السيارة الأولى نقطة أمنية تابعة لما تسمى بالمقاومة في مديرية دار سعد بعد يوم واحد من الاشتباكات في قصر المعاشيق ثم تفجير ثلاث سيارات مفخخة استهدفت معسكرا تابعا لقوات الاحتلال الإماراتية في مديرية البريقة في سياق الصراع بين مرتزقة الاحتلال والفصائل التابعة للنظام الإماراتي والأخرى التابعة لنظام آل سعود وأدت إلى مقتل أكثر من خمسة وعشرين من مرتزقة العدوان وبعض المواطنين كما تكتمت إلامارات على عدد قتلى جنودها في هذه التفجيرات.

كما كانت هناك ثلاثة انفجارات عنيفة هزت مدينة عدن قرب مبنى الامن السياسي بالمنصورة وانفجار في شمال عدن وبعض الانفجارات التي يدعي الاحتلال أنه يقوم بتفجير الغام وما شابه و اعلن عن تفكيك الكثير من العبوات الناسفة التي زرعت بالقرب من مراكز شرطة أو نقاط أمنية تابعة لما يسمى بالمقاومة ، هذه التفجيرات تأتي في سياق الفوضى الأمنية التي يزرعها الاحتلال في المحافظات المحتلة وبعضها في سياق صراع النفوذ بين النظامين الإماراتي والسعودي.

الخدمات الاجتماعية للمواطن بالرغم من أن الاحتلال ينشر أخباره بأنه يقدم خدمات للمواطن في الجنوب كترميم مدرسة أو إعادة تأهيل مستشفى أو حديقة إلا أن الواقع يثبت خلاف ذلك تماما فالكثير من المحافظات الجنوبية تغرق في الظلام بما في ذلك عدن التي يتم الاعلان بين حين وآخر عن خروج محطات الكهرباء عن الخدمة كما أن المياه الصالحة للشرب غير متوفرة بالشكل المطلوب ما يصعب على المواطن توفيرها حتى خدمة الصرف الصحي يشكو المواطنون في عدن وابين من تصاعد هذه الظاهرة التي ملأت بعض الشوارع بالإضافة الى عدم صرف المرتبات للموظفين الحكوميين بالرغم من أنها ترسل من العاصمة صنعاء إلا أن هناك عدة تساؤلات يبديها الموظفون أين مصيرها ولمن تذهب والبعض يقول إن مرتزقة العدوان ينهبونها ليوزعوها على مليشياتهم كما تفيد بعض الأنباء.

واحتجاجا على هذه الأوضاع المأساوية خرجت عدة مسيرات ووقفات احتجاجية للمطالبة بتوفير الخدمات الاجتماعية وفي نفس السياق حاولت امرأة إحراق نفسها بسبب عدم صرف مرتبها التقاعدي إلا أن الحاضرات جوارها منعنها بعدما صبت البنزين على جسدها.

أما تعامل الاحتلال مع مرتزقته يشير بكل وضوح الى التخلي عنهم وتركهم يعانون العذاب والجراح فبعد أن باعوا وطنهم وقاتلوا إلى صف المحتل ها هو يبادلهم بالإهمال المتعمد وتركهم يموتون قهرا وغيضا على سوء مصيرهم وبالرغم من إحراق أحد جرحى مرتزقة العدوان لنفسه الشهر الماضي في السودان احتجاجا على الاهمال المتعمد وفي محاولة منه لإيصال صوتهم للاحتلال وقياداتهم من المرتزقة تكررت الحادثة خلال هذا الشهر مرة اخرى بإحراق جريح نفسه لنفس الاسباب عدى عن إخراج عدد من جرحى المرتزقة من مستشفيات عدن بسبب عدم دفع تكاليف العلاج من قوات الاحتلال او قياداتهم فيما تكتفي قوات الاحتلال بإطلاق الوعود لعلاجهم.

الصراعات بين دول العدوان ومرتزقتهم في الداخل لم تتوقف الصراعات والاشتباكات المسلحة بين مرتزقة العدوان منذ أشهر وخلال شهر مارس كانت الاشتباكات مستمرة بشكل شبه يومي في عدن وانتقلت بانتقال الخلافات إلى بعض المحافظات كلحج وأبين حيث تواصلت الاشتباكات في عدن بهجوم لما تسمى بالمقاومة المحسوبة إماراتيا على قصر المعاشيق لطرد جلال عبدربه هادي ومحمد مارم مدير مكتب هادي في محاولة من الامارات لاستكمال نفوذها بعد نجاحها الشهر الماضي بإخراج هادي من عدن وإبقاء بحاح فيها تحت ذريعة تنفيذ الخطة الأمنية وبالفعل كان هناك اتفاق بخروج هادي وبقاء بحاح الامر الذي استدعى ردا سعوديا بتعيين على محسن الأحمر الإخواني نائبا عسكريا لهادي ، ومع فشل السلفيين في إيقاف الحملة الاماراتية بالطيران على مرتزقة النظام السعودي قررت السعودية إقالة بحاح المحسوب على الإمارات وتعيين على محسن الأحمر نائبا لهادي واحمد عبيد بن دغر رئيسا لحكومته وهذا أحد أسباب إقالة بحاح من الزاوية الجنوبية ومن ضمن الأسباب بشكل عام كما يرى مراقبون محاولة العدوان السعودي الأمريكي إعادة نظام ما قبل 2011م إلى الواجهة لتعيد الوصاية على اليمن بعد فشلهم لمدة عام من العدوان وفي نفس الوقت التفافا على ثورة 21 سبتمبر التي أخرجت الشعب اليمني من الوصاية الخارجية وأبرزها السعودية.

وتكررت الاشتباكات في قصر المعاشيق لتنتقل غلى مديرية المنصورة وبعض المديريات ثم انتقلت إلى لحج وأبين وبعض المحافظات وتدخل فيها الطيران الإماراتي لدعم المرتزقة المحسوبين عليه ضد القاعدة وداعش ومليشيات الاصلاح المحسوبين على النظام السعودي وخلال الاشتباكات أسقطت القاعدة طائرتين للإمارات إحداها حربية والأخرى استطلاعية وسقط خلال هذه الاشتباكات عشرات القتلى والجرحى من مرتزقة الطرفين.

كما شهدت محافظة لحج اشتباكات عنيفة بين مرتزقة الاحتلال من جهة ومن جهة أخرى اندلعت مواجهات بين ما تسمى القاعدة وعناصر من قبيلة باعوضة في مدينة الحوطة بمحافظة لحج خلفت قتلى وجرحى. وشهدت مدينة عزان بمحافظة شبوة اشتباكات عنيفة بين شباب آل باعوضه حمير وما يسمى بأنصار الشريعة القاعدية خلفت قتلى وجرحى من الطرفين .

أما في حضرموت فحدثت اشتباكات في المكلا على خلاف مخزن أسلحة بين القاعدة وبعض أبناء القبائل وتدخل الطيران الأمريكي لدعم القاعدة وتدمير المخزن وبعدها شهدت المكلا أكثر من خمس غارات جوية استهدفت بعض مواقع ما تسمى القاعدة والقصر الجمهوري بالمكلا المقر الرئيسي لها إثر خلافات بين دول العدوان مع القاعدة على إيرادات النفط الذي تبيعه القاعدة للخارج.

خطوات الاحتلال لاستكمال مخططاته في اليمن بعد أن سلم الاحتلال رسميا أكثر من أربعة مدن جنوبية لعناصره الاستخباراتية المسماة قاعده وداعش وسيطرته على الطريق الاستراتيجي البحري الذي يربط حضرموت بعدن الشهر الماضي تواصلت خطوات الاحتلال في استكمال سيطرته ومؤامراته على اليمن وتمثلت أبرز خطواته خلال شهر مارس الأولى تسليم القاعدة وداعش مدينة ريده الشرقية بحضرموت التي تقع على حدود محافظة المهرة ودولة سلطنة عمان وهو تطور خطير يشير الى نقل الفوضى الأمنية إلى محافظة المهرة كما أنها رسالة ضمنية للعمانيين ، الأمر الذي استدعى اجتماعا لقيادات ومشائخ محافظة المهرة والاتفاق على تأمينها ، والخطوة الثانية تمثلت في فتح جبهة ضد الجيش واللجان الشعبية في شبوة لاستكمال السيطرة عليها وصولا الى مارب وتعتبر هاتين الخطوتين محاولة من الاحتلال استكمال السيطرة على الجزء الشرقي لليمن كاملا من حضرموت إلى شبوة والمهرة وصولا إلى أبين.

والخطوة الثالثة في لحج فقد سلم مديرية تبن لعناصر القاعدة تحت مسمى المجلس الاهلي بعد تسليمه مديرية الحوطة عاصمة المحافظة وبعض مديريات لحج الشهر الماضي وهي المدينة السادسة التي يعلن عن تسليمها رسميا بيد عناصر الاستخبارات الأمريكية المسماة داعش والقاعدة مع أن المحافظات الجنوبية تخضع عمليا لحكم هذه العناصر الإجرامية وكخطوة رابعة وتأكيدا على علاقة الاحتلال بعناصر القاعدة وداعش أعلن عن فتح معسكر لداعش في أبين باتفاق بين قياداته مع قوات الاحتلال كما استلمت الإمارات قائد ما تسمى القاعدة في المنصورة حلمي الزنجي المتهم بعدة عمليات اغتيالات وتفجيرات وقامت بتهريبه إلى ابو ظبي تحت ذريعة إعادة تأهيله.

من جانب آخر يواصل الاحتلال تدمير البنية التحتية للدولة اليمنية حيث فجرت ما تسمى القاعدة وداعش مبنى الأمن المركزي ومبنى المجمع القضائي وأجزاء من مبنى النجدة بالحوطة بلحج بعد إن دمرت الشهر الماضي مبنى الاتصالات وبعض مقرات المعسكرات هناك كما قام طيران الاحتلال بقصف مبنى المجمع الحكومي ومبنى السجن المركزي وغيره في ابين كما قامت عناصر الإجرام بقطع الاتصالات عن حضرموت لأيام أما الخطوة الخامسة فتمثلت في استقدام العدوان السعودي الأمريكي الشركة الأمريكية (داين كروب)للقتال في اليمن ضد الجيش واللجان الشعبية بدلا عن شركة بلاك ووتر التي انسحبت بعد الهزائم الكبيرة التي تلقتها لأول مرة في تاريخها في اليمن الملف السياسي سياسيا اشتدت الخلافات بين الإمارات والسعودية وانعكس ذلك على مرتزقتهما في الجنوب ظهرت من خلال انقلاب الامارات في بداية الشهر على هادي وطرده من عدن مقابل عودة بحاح لترد السعودية مؤخرا بإقالته وتعيين على محسن الأحمر ثم الاشتباكات العنيفة المتواصلة و فرض الاقامة الجبرية على وزير داخلية هادي وقائد المنطقة الرابعة المعين من قبل الاحتلال ثم استدعائهما إلى الرياض وردت أبو ظبي باستدعاء عيدروس الزبيدي محافظ عدن المعين من هادي كما شهد هذا الشهر خلافات كبيرة بين هادي وبحاح على عدة ملفات أبرزها التجنيد ودمج ما يسمى بالمقاومة والجرحى ووو…الخ.

وبالنظر الى تحركات المرتزقة فكان الملاحظ خلال هذا الشهر كثرة اللقاءات بين كلا من هادي وعلي محسن وبعض المرتزقة في الرياض بالسفيرين الامريكي والبريطاني بما يؤكد دور هاتين الدولتين الأساسي في العدوان. من جان آخر كان هناك لقاء بأمير قطر مع رئيس دولة جيبوتي خصص لمناقشة الملف اليمني.