فضيلة القاعدة وداعش!
ذمار نيوز -بقلم د.أحمد عبدالله الصعدي
لم اضع الفضيلة بين قوسين ، لأنني اعني بهذا للفظ مايعنيه في اللغة العربية، وفي علم الأخلاق تحديدا. ولا غرابة في الأمر ،اذ ان الصدق فضيلة اخلاقية وهؤلاء الناس يقولون الصدق في اعلان مسؤوليتهم عما يقومون به من اعمال مهما كانت جرائم فضيعة ومروعة. عندما افتتح داعش مسيرته في العراق ا لعام الفائت بإجتياح المدن وارتكاب المذابح واعمال التطهير المذهبي والعرقي كان الاعلام الخليجي يتحدث فقط عن انتفاضة او ثورة اهل السنة او العشائر السنية ضد التهميش الذي يمارسه المالكي ، ولم يلتفت معدومو الضمير والمتوحشون من قادة واعلاميي الدول الخليجية والمستخدمين لديهم من العرب ،من كل الاطياف السياسية والفكرية الى ما عاناه ضحايا ما وصفوه بالثورة او الانتفاضة ، ولن يقروا ان ماتعرضت اليه النساء العراقيات من المكون الايزيدي وحده يكفي لصلب هذه الشعوب المشاركة بالفعل او بالصمت على جدار الخزي والحقارة . وفي سوريا كان الارهابيون يرتكبون المجازر ويمثلون بضحاياهم ويتفننون في الوحشية بينما يتستر عليها الاعلام الخليجي والغربي كذلك، ويتغنى بالثورة السورية النظيفة.الامر ذاته جرى ويجري في اليمن ،لاسيما عندما دعت الحاجة الى صناعة “مقاومة” تسند العدوان السعودي ، فكان انصار الشريعة وداعش في طليعتها. ينكر الاعلام الخليجي وجود الجماعاعات المصنفة امميا بالارهابية، ويتحدث فقط عن مقاومة شعبية ينسب اليها كل الاعمال ،حتى بعد اعتراف القاعدة او داعش بمسؤوليتهما بما في ذلك تفجير سيارة مفخخة في صنعاء مستهدفة مجلس عزاء نسائي، وكذلك يفعل مناصرو العدوان من اليمنيين، فتجدهم يفقدون اعصابهم اذا ما ذكرتهم بانصارالشريعة”القاعدة” او داعش.لكن القاعدة وداعش يتمتعان بفضيلة الصدق ، والتكنولوجيا الغربية الكافرة تتكفل باتمام المهمة فنجد بفضل ذلك- صدق القاعدة وداعش والتكنولوجيا- اشرطة فيديو تصور ما يفعلانه مهما كان فظيعا ومتوحشا، ويصر المنافقون على الانكار محاولين تغطية وجه الشمس بغربال.بهذا المعنى يتمتع القاعدة وداعش بفضلية الصدق في الاعلان عن وجودهما اينما وجدا،واعلان المسؤولية عن الاعمال التي ينفذانها مهما كانت وحشية، بينما يتبنى المنافقون هذه الجرائم ويتواءمون نفسيا معها من خلال الصاقها بطرف اخر،يكون الخصم عادة، وينكرون اي وجود للتنظيمين ، وبذلك لايختلفون عن القاعدة وداعش الا بكونهم كذابين ومنافقين وشركاء في الارهاب. اخيرا،قدمت الجريمة الارهابية التي حدثت يوم امس في جامع المؤيد احدث شهادة على ما قلته في هذه السطور، فقدتبنى داعش الهجوم الارهابي، وسارعت قناة ( العربية) الى بث الخبر بانه تفجير في منزل قيادي حوثي،وسارعت وسائل اعلام العدوان الى الاعلان بان هذه الجريمة الارهابية هي من اعمال ” مقاومة” ماتسميه ب” اقليم ازال”.