الخبر وما وراء الخبر

تصاعد تظاهرات “الحريديم” وأصوات “المعارضة” و”الهجرة العكسية”.. ضربات المقاومة تقطّع أوصال العدو الصهيوني

6

ذمــار نـيـوز || تقاريــر ||
11 أبريل 2024مـ – 2 شوال 1445هـ

تقرير|| نوح جلّاس

تواصل صفوف العدو الصهيوني الداخلية، تهاويها وتصدّعها على أعقاب الفشل العسكري المتواصل في قطاع غزّة، وحاجة العدو المستمرة لتجنيد دفعات جديدة، من بينها “الحريديم” الذين يواصلون احتجاجاتهم وهتافاتهم الصاخبة ضد حكومة المجرم نتنياهو.

في حين ما تزال أصوات المعارضة “الإسرائيلية” من قبل المسؤولين الصهاينة، في ارتفاع متواصل، مما يشكل ضغوطاً إضافية على حكومة العدو ورئيسها السفاح.

وقد شهدت القدس المحتلة، الخميس، احتجاجات جديدة، تظاهر فيها المئات من اليهود المتشددين (الحريديم)؛ رفضاً للخدمة العسكرية والانخراط في صفوف الجيش الاسرائيلي الذي يواجه الويلات في غزّة.

ولفتت مصادر إعلامية إلى أن المتظاهرين جددوا ترديد شعارات “نموت ولا نتجند في الجيش”، فيما سعى البعض منهم مجدداً إلى إغلاق الطرقات.

وحسب المصادر، فقد وصف عددٌ من المتظاهرين اليهود، حكومةَ المجرم نتنياهو ب”النازية”، موجهين صافرات الاستهجان ضد السياسات التي تمارسها حكومة العدو الحاليّة، على الرغم من أن الأخيرة تضم حالياً حزبين من الحريديم، هما “شاس” و”يهدوت هتوراه”، وهذا يؤكد حجم الانقسام الصهيوني بفعل استمرار مسلسل الفشل في غزة، وتلقي العدو ضربات متواصلة من فصائل المقاومة الفلسطينية.

وفي ذات السياق، أكدت وسائل إعلام دولية أن المتظاهرين اليهود، رفعوا لافتات كتب عليها “خذونا إلى السجن وليس إلى الجيش.. نموت ولا نتجند”، في حين جددت ما تسمى “حركة أمهات على الجبهة”، مهاجمة المتظاهرين بترديد شعارات “من لا يريد الخدمة في الجيش عليه مغادرة إسرائيل”، في حين أن إصرار حكومة العدو على تجنيد اليهود المتشددين وتمديد سنوات الخدمة العسكرية وغيرها من مسارات التحشيد الصهيوني، يؤكد فداحة الخسائر البشرية التي تكبدها ويتكبدها العدو الصهيوني في غزّة وجبهات الشمال الفلسطيني المحتل، مما يجعل محاولات العدو للتغطية على الخسائر، أمراً مكشوفاً.

وعلى إثر هذا يواجه العدو الصهيوني مشاكل إضافية فيما يخص “الهجرة العكسية” لليهود من الأراضي المحتلة إلى الدول التي جاؤوا منها، وذلك على أعقاب تصريحات حاخام “طائفة السفارديم، إسحاق يوسف”، وهي طائفة اليهود الشرقيين، والتي قال فيها:”إذا أجبرونا على الالتحاق بالجيش، فسنسافر جميعا إلى خارج البلاد”، وهذه المؤشرات تؤكد مدى تصدّعات الصف الصهيوني، حيث أن تحركات المتشددين اليهود نحو الهجرة العكسية – إلى جانب مئات الآلاف المستوطنين الفارّين – يقلل فرص الصهاينة في فرض الوجود على الأراضي المحتلة، أي أن استمرار عمليات المقاومة والجبهات المساندة تشكّل ضربات إضافية على العدو الصهيوني فيما يخص تقطيع أوصال العدو الداخلية، فضلا عن الخسائر الاقتصادية والعسكرية والانحدار السياسي، وغيرها.

وبما أن الإحصائيات تشير إلى أن عدد “الحريديم” في الأراضي المحتلة يتجاوز مليون و300 ألفا، وسط تنامي سخطهم وإصرار حكومة نتنياهو على سوقهم للجيش، فإن العدو الصهيوني على موعد مع المزيد من التصدعات والانقسامات، خصوصاً في ظل تصاعد أصوات المعارضة من قبل المسؤولين الصهاينة.

وفي السياق ذاته، جدد مسؤول صهيوني سابق، انتقاد سياسة حكومة المجرم نتنياهو، معترفاً بفشل مساع الأخيرة، واستحالة تحقيق أهدافها.

ونقل موقع “واللا” – وهو من أشهر المواقع العبرية – عن “يائير جولان” الذي كان يوصف ب”نائب رئيس الأركان الإسرائيلي” سابقاً، قال فيها:”عالقون في غزة دون أهداف حقيقية أو استراتيجية للخروج”، في إشارة إلى حجم الورطة التي وقع فيها العدو، في ظل استمراره في الانغماس أكثر.

ووصف “يائير جولان”، مجرم الحرب بنيامين نتنياهو بأسوأ زعيم في تاريخ “إسرائيل”، مؤكداً أن الأخير “يمثل تهديدا لوجودنا”، في تأكيد على وصول الخسائر الصهيونية إلى حد تمزيق الوجود “الإسرائيلي” في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

واعترافاً بالفشل، أكد “جولان” أن أهداف نتنياهو المعلنة والمتمثلة في الإطاحة بحكم حماس وإعادة المختطفين بالقوة والإجرام، هي أهداف غير واقعية منذ البداية، وهذا ما يزيد من صوابية كل تحركات المقاومة الفلسطينية سلماً وحرباً.

وبناءً على هذه المعطيات، فإن العدو الإسرائيلي يواصل عبوره في نفقٍ مظلم وصولاً للهلاك، وقد يكون سببه المجرم نتنياهو، ودماء أطفال ونساء وأبرياء غزة، وسواعد أبطال الجهاد والمقاومة، وضربات الجبهات المساندة.