غزّة وتُخمةٌ عربيةٌ مُريبة
ذمــار نـيـوز || مـقـالات ||
8 أبريل 2024مـ – 29 رمضان 1445هـ
بقلم// الشَموس العِماد
تعددت مآربُ الخضوع، وتطوّر أسلوب الجُبن إلى حماقةِ الذُلّ، وتكدّست الإنسانية بِلا أي مُسمّى للضمير، وسادت المزاوجة بين القسوة والسوء في هذا العالم”خصوصاً في الرقعةِ العربية” التي وَجب عليها أن تُجيب نداء الثكالى في غزّة الوجع؛ لكنّه الجُمود الناتج عن الغفلة، وقلّة الصلة بالدين، وانعدام العُرف الإسلامي، وشُحّ الإنسانية، كبّل أيادي العديد من الزعماء، فاتضح جليّاً جداً أنهم بشر يعيشون ويحكمون في الحياة بمنطقٍ غير مُتوقع .
أُثخنت غزة بالألم، تعرضت لكلِّ أنواع الإجرام، كالقتلِ قصفاً بأضرس أنواع الصواريخ، وعدماً بالرصاصِ، واستشهادٍ بالجوع، وغير ذلك،”صرخات النساء الراشدة، نحيبُ الأطفال القاسٍ، وأصوات الرجال المليئة بالبؤسِ والرجولة في آنٍ واحد، ويأس الشيوخ النزيه جداً” كلُّ تلك المُصطلحات لم تعني أبداً لأي ذليلٍ من العرب، إنها اللعنة أحلّت عليهم ويالبشاعةِ هذه الكارثة! .
إذا لم تهزُّ وجدان أولئك الزعماء تلك الجرائم البشعة التي تُرتكب في غزة كُلّ يوم، واذا لم يندى جبينهم وهم يرون الرجل الفلسطيني يُذلّ، والمرأة الفلسطينية تُغتصب ويُسلب عِرضها، والطفل الفلسطيني يُهان ويُقتل بِلا أدنى رحمة، فإلى أي دين هم يعودون؟!؛ لأن الإسلام كرّم الإنسان وشرّع له حقّ الكرامة والسِتر، فلا يرى الكريم يُهان وهو يشاهد إلا ذليل، هناك العروبة والرجولة أيضاً أي مرتبة يحتلّ أولئك من الدناءةِ فيهنّ .
غربلة وخيبة بذات الوقت!؛ ولكن غزة لن تفقد بُنيتها كبلدٍ حُرّ أبداً، ولن يموت إيمان أحرارُها، ولن ينتهي صبرُهم، ولن يُنفى أملُهم أبداً” وسيعود حقُّ العودة، وسنبقى نُغنّي دائماً بألحان علي الكيلاني وهو يقول:-“فِلسطين عَربية عَربية” ودائماً .
استدارك:- العيدُ قادمٌ ونحنُ لن نضحك أبداً!، سنُنشد الكثير من الألحانِ التي تُعبّر عن الثبات، وسنُحيي طقوس الاحتفال كعادتِنا؛ لكننا لن نهيمُ في البهجةُ طالما الزيتون أكلت الحرب تربتهُ الخصبة، ومزّقت الصواريخ ملامح جمال الغزاويات، وانتشت لهجة الأطفال في ديمومةِ أنينهم، ودبّث الشوق سلطانهُ بين الأحبّة، وفارقت الأكباد فلذاتُها، وتمادى الفُراق بين الأخلّاء، لذا لن نفرح أبداً حتى يتوقف نزيفُ الحياة في غزّة وينتهي هذا التَلف .