الخبر وما وراء الخبر

يوم الفرقان دروس وعبر

27

ذمــار نـيـوز || مـقـالات ||
28 مارس 2024مـ – 18 رمضان 1445هـ

بقلم// محمد أحمد البخيتي

الإسلام هو الإسلام والتاريخ يعيد نفسه، وجاهلية اليوم أشد من الجاهلية الأولى، كونها جاهلية باسم الإسلام، والمتأمل لأحداث الحاضر، ومقارنتها بأحداث الماضي، سيجد تطابقا في الأحداث، وما نشهده من مستجدات، واستحضارنا لمحمد صلوات الله عليه وإله، ولسيرته، استحضار لدروس نستمدها وعبر نعتبر بها، لانتشال الأمة من واقعها، ولاستنهاضها لمواجهة المخاطر المحدقة بها، والمؤامرات التي تحاك ضدها بهدف ٳفسادها، وأبعادها عن قدوتها وعن كل مؤهلات عزتها ونصرتها وتمكين الله لابناءها،كما انتشل الرسول صلوات الله عليه وإله البشرية من حالة التيه وعبادة الأوثان، وانتشار الظلم والمفاسد، في حالة بلغ بأهلها الظلم حتى كان الآباء يدفنون بناتهم ٲحياء.

وما أشبه اليوم بالبارحة، وما ٲقسى جاهلية الٳسلام، جاهلية تدفع بقادتها لٳركاع شعوبها، وإفساد شبابها، والتحالف مع أعدائها ضد أحرارها، بذريعة طائفية، أو عرقية أو مناطقية، جاهلية يقول قومها اشهد أن لا إله إلا الله وان محمد رسول الله، ويوالون ويؤلهون أعداء الله، فبهم يرون الأمن ومنهم يستجدون السلام، متناسين ٲن قول لا إله إلا الله، معاداة لأعداء الله، وكفر بكل طواغيت الأرض، وإقرار بٳن لا معبود بحق إلا الله، وان لا أمان ولا سلام إلا بالله.

وكما ٲوذي وحوصر وطرد محمد صلوات الله عليه وعلى اله، سيطال الاذى كل من ينتهج نهجه ويمضي على خطاه، وكما قامت قريش بالتٲمر والتحالف مع قبائل وعشائر عربية اخرى ضده وضد من معه بعد هجرتهم ليثرب وتمكين الله لهم، فٲننا نشاهد تحالفات عربية وغربية وعبرية ضد اتباع رسالته وحملة مشروعه مشروع الاسلام.

ولا فرق بين مجريات غزوة بدر الكبرى وبين مجريات الاحداث والمستجدات، فقط تٲملوا الواقع وقارنوا الماضي بالحاضر، ففي الماضي احاكت قريش المؤامرات وانشئت تحالفا واستعدت لمهاجمة محمد ومن معه في المدينة، وفي الحاضر ها هي قريش اليوم المتمثلة في امريكا تنشئ التحالفات مع ادواتها للقضاء على احرار الامة في اليمن وفلسطين ولبنان وسوريا والعراق وايران، ولولا يقظة ومبادرة وسبق محمد صلوات الله عليه وعلى اله في الماضي التي دفعت من وصول قريش للمدينةوكسر شوكة الاسلام، يقظة استمد منها احرار الامة اليقظة والمبادرة وروحية السبق فكانت سببا في فشل اعداء الحاضر بقيادة امريكا وبريطانيا واسرائيل من السيطرة على فلسطين واليمن وسوريا والعراق وايران.

ولولا فضل الله وثبات القلة الذين صدقوا مع محمد صلوات الله عليه وعلى اله في الماضي، واستغاثوا واستعانوا بالله، وهموا للجهاد بٳخلاص، رغم التٲمر عليهم، ومحاولات تثبيطهم من قبل المنافقين والمرجفين في اوساطهم، ومساعي اخافتهم بفارق العدد والعدة والامكانيات التي يمتلكها الاعداء، لما مكن الله محمد ومن معه من قريش، بنصرا مؤزراً في معركة الفرقان، نصراً قوية به شوكة الاسلام، ولولا فضل الله وتٲييده وتمكينه لاحرار الامة في الحاضر الذين، استعانوا بالله، وواجهوا تحالفات وتٲمرات اعداء الاسلام، رغم حملات الارجاف ومحاولات التثبيط من قبل المنافقين والمرجفين في اوساطهم, وبرغم قلة عدتهم وشحة عتادهم وامكانياتهم، مقارنة بامكانيات وعدة وعتاد اعدائهم، لكسرت اليوم شوكة الاسلام ولاستفحل الجرم وانتشر الظلم وعم الفساد وتولى امر الامة حاكماً من الموساد، والصراع بين الحق والباطل قائم الى قيام الساعة، والتاريخ يعيد نفسه في كل زمان ومكان….