وأغرقنا آل فرعون وأنتم تنظرون
ذمــار نـيـوز || مـقـالات ||
24 مارس 2024مـ – 14 رمضان 1445هـ
بقلم// صفوة الله الأهدل
كان السيد القائد في الأعوام الأولى للعدوان يتحدث عن القوة البحرية وعن عمليات ستستهدف سفن الأعداء في عرض البحر الأحمر ، وستمتد إلى خليج عدن وباب المندب ،لكن البعض لم يكن يصدق ذلك ،ولم يثق بكلام السيد القائد ،إلى أن أُغرقت سفن عدة في البحر كما هو حاصل اليوم ،تماماً كـ أولئك الذين كذّبوا نبي الله نوح ،وسخروا منه عندما كان يصنع الفلك (السفينة) ،ويحذرهم من طوفان قادم عليهم سيجرفهم .
تحرك المؤمنون ومنهم: أبطال القوة البحرية ،بكل صدق وإيمان مع السيد القائد وصنعوا المعجزات ، وتُرجم فيهم قول الله تعالى :{وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ} ، بعد أن كانوا من قبل :{وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ} ،لكن عندما حملوا مسؤولية نصرة هذا الدين العظيم ،والدفاع عن المستضعفين على عاتقهم ،كانت النتيجة :{فَآَوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ} و:{وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا} ،لاحظوا معي في الآية أن الله قال :مشارق الأرض ومغاربها، ولم يقل مشرق الأرض ومغربها ؛ لأن كلمة مشرق ومغرب تعني :جهتين محددتين ،أما كلمة مشارق ومغارب فتعني: الجهات الفرعية الشمال الشرقي ،والجنوب الشرقي ،والشمال الغربي، والجنوب الغربي، أي بمثابة سيطرة تامة على كل الجهات ،بما فيها طرق :الجو ،والبر ،والبحر .
عندما بدأت معركة طوفان الأقصى في غزة ،أبى السيد القائد ومن معه من: أبطال القوة البحرية ،والقوة الصاروخية ،وسلاح الجو المسيّر إلّا أن يشاركوا في هذه المعركة ،وأن يكونوا حاضرين فيها وبقوة ؛نصرة للمجاهدين في محور المقاومة بغزة ،ضد الكيان الإسرائيلي الغاصب ، وقدموا في سبيل ذلك (34) شهيد ، فضربوا إسرائيل في عقر دارها بالصواريخ والطائرات ، وحاصروها في طول البحر الأحمر وعرضه ، واستهدفوا سُفنها ، وكل سفينة ذاهبة إليها بما في ذلك السفن الأمريكية والبريطانية اللتان بدأتا في شن غارات عدوانية علينا ؛ لفك الحصار عن ربيبتهم إسرائيل ،لكن غاراتهم العدوانية مازادتنا إلّا إصراراً وعزيمة وعنفوان ،فدمّرنا أساطيلهم الحربية ، وبوارجهم العسكرية ، وسُفنهم التجارية بقوة الله :{وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ} .
من تجلّيات قدرة الله :أن يُري الناس آياته حقائق واقعة أمامهم لمن كان يكذب بها ؛لأن من لم يعجز عن أغراق فرعون الأمس ،فهو قادر على أغراق فراعنة اليوم ، وإهلاكهم :{وَأَغْرَقْنَا آَلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ} ، كان يُخيّل لهم أن أساطيلهم الحربية ، وبوارجهم العسكرية ، التي تسعى في البحر الأحمر :أنها ستحمي إسرائيل !فإذا هي عاجزة لاتستطيع حماية نفسها ،ولا من عليها فضلًا عن إسرائيل ؛ لأن صنعاء كانت كعصا موسى ،تلقف في البحر كل ما يأفكونه ، ويصنعون ،فلم تبقِ واحدة منها إلّا وأغرقتها ،وحذّرتهم أن قوتها ستمتد إلى المحيط الهندي ،ورأس الرجال الصالح لمن سيعقل منهم ،وماخفي كان أعظم .