إبليس والأهواءُ وخطواتُ الإفساد والإغواء
ذمــار نـيـوز || مـقـالات ||
24مارس 2024مـ – 14 رمضان 1445هـ
بقلم// محمد أحمد البخيتي
من قبس شحنات الهدي النابعة عن حرص السيد القائد، نذير العصر، حول خطورة إبليس علينا كعدوٍّ لا نراه، حقود لا يهدأ أَو يستكين ولا ينتابه اليأس نتيجة كثرة المحاولات؛ فهدفه من طلب الخلود إغواؤنا وتزيين طرق الشر والشقاء لنا عن طريق مداخله علينا، التي تتوزع بين شهوات وأطماع ورغبات وأهواء تصنف في ثلاثة أصناف: مادية ومعنوية وجسدية، ناهيك عن استغلاله المخاوف والانفعالات وجوانب القصور والميول وأوتار العجب والغرور والكبرياء والهفوات كثغرات يركز عليها ويستغلها ويسعى للسيطرة على مشاعرنا وقلوبنا من خلالها.
لذلك ليقيّم كُـلٌّ منا ذاته باحثاً عن القصور الذي يعانيه والميول النفسي الذي ينشد إليه، وليعلم أنها طريق إبليس وقبيله للسيطرة عليه والإيقاع به في الشبهات؛ فمن أبواب القصور والميول يكون استدراجه للإنسان، وينسج الشيطان على أوتارها أول الخطوات في سبيل إفساد البشرية وإضلالها كخطوة يكون على قدر تأثر المرء ووقوعه فيها بداية ضعفه وسقوطه وتسهل سيطرة الشيطان عليه وجرجرته لبقية خطواته إليه كخطوات تحدث تباعاً يجر بها الإنسان إلى ما لا ترضاه فطرته، ولا يرضاه على نفسه وأهله في طريق استدراجه للرذيلة وإبعاده عن الفضيلة فلا يدرك إلَّا وقد أوقعه الشيطان في شراك الفساد وأغرقه في وحل الفحشاء أَو مصيدة العجب والغرور والكبرياء.
فاذا بالإنسان يرى نفسه ويستكبر بقدراته في طريق الزيغ والعجب بالذات فيعرض عن التذكير بالله ويرى راحته فيما لا يرضي الله؛ فإذا به شيطان في هيئة إنسان، أعماله وتوجهاته وحركاته وسكناته كإبليس، فيرى في رغباته هدف الحياة والحكمة من الخلق؛ فيبع نفسه وسمعته وشرفه بملذة جسدية عابرة أَو يجعل مكانته المعنوية شغلة الشاغل، فقد يتنازل في سبيلها عن دينه وأخلاقه ومبادئه وشرفه وأولاده، أَو يجعل المادة وجهته وهدفه المنشود وغايته الأسمى، فيرتضي على نفسه الذل والخزي، وعلى وطنه الأعداء والاحتلال فيسخر كُـلّ مقوماته المادية والمعنوية وقدراته وعلمه كعالم دين أَو مثقف في إضلال الناس وإبعادهم عن الحق، وأمثال هؤلاء تحكي عنهم هذه الآية، قال تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إلى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ، وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالآخرة وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ).
لذلك توجب علينا الحرص كُـلّ الحرص والاستعاذة بالله وطلب العون منه المصاحبة لقناعة الإقلاع عن الأهواء كما يتوجب علينا الارتباط الوثيق بهدى الله ليجنبنا إبليس وقبيله وليبعدنا عن شبهات الضلال ووسائل شياطين الإنس للاستدراج والإضلال.