مأزق جديد للسفن الإسرائيلية.. المحيط الهندي خط أحمر
ذمــار نـيـوز || مـتـابعات ||
15 مارس 2024مـ – 5 رمضان 1445هـ
فجر السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي مفاجأة من العيار الثقيل حين أعلن منع مرور سفن العدو الإسرائيلي في المحيط الهندي.
بالتأكيد فإن هذا الإعلان يعني الدخول في مرحلة تصعيدية جديدة مع ثلاثي الشر أمريكا وبريطانيا وإسرائيل، فالمعركة الآن لم تعد منحصرة في البحر الأحمر أو خليج عدن، وإنما توسعت لتشمل المحيط الهندي الواسع، ولتضع حداً لمرور السفن الصهيونية من طريق رأس الرجاء الصالح.
ويؤكد هذا الإعلان على عدة حقائق هامة، أولها النجاح الكبير للقوات المسلحة اليمنية في إعادة الهوية للبحر الأحمر، الذي خلا منذ أشهر من السفن الإسرائيلية بعد أن كانت تجوبه بكل حرية وعربدة منذ سنوات كثيرة، كما أن الإعلان يدل على الفشل الأمريكي والبريطاني في حماية الملاحة الصهيونية في البحرين الأحمر والعربي، لتؤكد القوات المسلحة اليمنية انتقالها إلى مرحلة أكثر خطورة وحرجاً على ثلاثي الشر وهو استهداف السفن الإسرائيلية في المحيط الهندي.
ويلاحظ في إعلان السيد القائد أنه لم يشمل السفن والبوارج الأمريكية والبريطانية وإنما حصر الإعلان على السفن الإسرائيلية، وهو ما يتيح لواشنطن ولندن التفكير مرة أخرى وعدم المجازفة في مواجهة اليمن، حتى لا تكون هي الأخرى في المصيدة.
وبطبيعة الحال فإن الهدف الرئيسي من التصعيد اليمني هذا ليس للمشاغبة كما يدعي المرتزقة أو لإقلاق الملاحة الدولية، وإنما للضغط على العدو الصهيوني لإيقاف جرائمه المشينة ضد المدنيين في قطاع غزة، وهو تدخل انساني مشروع في القانون الدولي، وتطبقه صنعاء على أكمل وجه، ولهذا فإن هذه العمليات المشروطة ستنتهي مباشرة في حال الإعلان الصهيوني عن وقف عدوانه ورفع حصاره على قطاع غزة.
ويأتي هذا الإعلان من السيد القائد بعد تأكيده على نجاح صنعاء في تنفيذ 3 عمليات في المحيط الهندي خلال هذا الأسبوع، ما يعني أن صنعاء باتت قادرة على استهداف أي سفينة إسرائيلية في المحيط الهندي، وأن هذا القرار سيتم تطبيقه بالحديد والنار، ولن تتمكن أي قوة في العالم من إجبار اليمن على التراجع.
يدرك العدو الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي أن تهديدات السيد القائد لا تأتي للاستهلاك الإعلامي، وإنما هي حقائق يتم تطبيقها على أرض الواقع، فما حدث خلال الأشهر الماضية في البحرين الأحمر والعربي شاهد على ذلك، وقد أجبرتهم تلك العمليات على الاعتراف بالعجز في مواجهة اليمن، فما بالك حين تتسع رقعة المواجهات لتشمل مساحة جغرافية هائلة كالمحيط الهندي.
تظل عمليات اليمن المساندة لإخواننا في قطاع غزة في البحار والمحيطات من ضمن الأسرار التي يجهلها الكثيرون، وهي بالفعل مفاجآت لم يتوقعها الأصدقاء والأعداء، وتظل الأسئلة فيما يتعلق بالعمليات في المحيط الهندي هي كيف يمكن للقوات المسلحة اليمنية تمييز السفن الإسرائيلية في هذا المحيط الواسع من بين آلاف السفن التي تجوبه؟ وما نوعية السلاح الذي تمتلكه اليمن لتجاوز القدرات الدفاعية للأساطيل والمدمرات الأمريكية والبريطانية في البحرين الأحمر والعربي والمحيط الهندي؟
لا شك أن السيد القائد لن يعلن هذه الخطوة التصعيدية إلا وقد أعد لها العدة، وهذا ما يجعل الشعب اليمني مطمئن لكل هذه الخطوات، لأنه يلمس ثمارها، ويفتخر بما تنجزه القوات المسلحة اليمنية، لكن الأعداء هم الذين في قلق وتخبط، وخوف من إعصار اليمن القادم في المحيط الهندي.