الحكاية الكاملة لاعتداء المرتزقة على اللجنة المكلفة بفتح طريق (صنعاء – الضالع -عدن)
ذمــار نـيـوز || متابعات ||
13 مارس 2024مـ -3 رمضان 1445هـ
انكشف مجدداً زيف دعايات مرتزقة العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي فيما يتعلق بملف الطرقات.
واعتدى المرتزقة الثلاثاء 12 مارس 2024م بأسلوب فج وغادر على اللجنتين الرئاسية والعسكرية المكلفتين بفتح طريق صنعاء – الضالع – عدن وجموع من المواطنين المسالمين الذين نزلوا لإزالة الحواجز، ما أدى إلى سقوط ثلاثة جرحى، برغم وجود تنسيق مسبق مع المرتزقة، الأمر الذي عكس بوضوح حرصهم على استمرار معاناة المواطنين التي تحاول القيادة الثورية والسياسية الوطنية تخفيفها بشتى الوسائل من خلال التفاهمات المحلية.
وأفاد عضو مجلس الشورى نايف حيدان أنه “بعد الانتهاء من كل الترتيبات والتنسيق مع الطرف الآخر، تم الاتفاق بعد العصر أن يتم الالتقاء لفتح الطريق، وتحركت اللجنة برئاسة وزير الأشغال غالب مطلق والسلطة المحلية كاملة، ورئيس وكالة الأنباء اليمنية سبأ نصر الدين عامر، والدكتور حمود العودي وجمع غفير من الأهالي والتجار وأبناء المنطقة”.
وأضاف: “بمجرد أن تجاوزنا المنطقة التي تحت سيطرة السلطة الوطنية وهي جاهزة وسالكة تماماً، ووصلنا للمنطقة التي تحت سيطرة الطرف الآخر، طرحنا السيارات ومشينا مشي، وصلنا إلى حاجز يتبعهم، وتفاجأنا بقيامهم بإطلاق الرصاص علينا والقذائف من كل اتجاه، وسقط ثلاثة جرحى”.
واعتبر حيدان في حديثه “للمسيرة” أن “ما حدث كشف لكل أبناء الشعب اليمني من هو قاطع الطريق ومن هو الذي لا تهمه مصلحة المواطنين وتخفيف معاناتهم، فصنعاء بقيادة الرئيس المشاط تقدم المبادرات تلو المبادرات لتخفيف معاناة الناس، والتي كان آخرها توجيهات الرئيس بفتح طريق دمت الرابط بين عدن وصنعاء، ولكن تجار الحروب كعادتهم يقفون عائقاً أمام أي مساعي لتخفيف المعاناة عن المواطنين”.
بدوره قال القائم بأعمال محافظ محافظة الضالع عبد اللطيف الشغدري، في حديث للمسيرة: “كنا على تنسيق مع الطرف الآخر وتم التواصل معهم قبل التوجه نحو فتح الطريق لنتفاجأ بالاعتداء علينا”.
واعتبر الشغدري أن “استهداف المشاركين في فتح طريق صنعاء – الضالع – عدن جريمة مشهودة، وفتح الطريق يصب في خدمة لكل اليمنيين”.
وأكد أن “قيام مسلحي المرتزقة بمحاصرة اللجنة واستهدافها بالسلاح الخفيف والثقيل يدل على تعنتهم واستمرارهم في تضييق الخناق على المواطنين وحرمانهم من أبسط الحقوق في استخدام الطريق بأمن وسلام”.
وأشار إلى أن “تصريحات الطرف الآخر كانت للاستهلاك الإعلامي فقط، فبالرغم من التنسيق معهم غدروا بالجميع إمعاناً في مضاعفة معاناة المواطنين”.
من جهته قال عضو لجنة الوساطة الدكتور حمود العودي: “كنا مستبشرين في هذا اليوم الطيب والخيّر من أيام شهر رمضان المبارك، وبعد الكثير من الجهود كنا نظن ونثق بأن لحظة هذا اليوم ستكون هي البداية الأولى لرفع المعاناة بفتح الطرق الرئيسية بدءاً بطريق صنعاء – عدن مروراً بدمت الضالع، وقد كانت الظروف مهيأة من كل الأطراف بدءاً بالسلطات المحلية وأبناء المنطقة متجمعين في مدينة دمت، وأُزيلت كل الحواجز الترابية والخرسانية والألغام من الطريق من قبل صنعاء”.
وأضاف أن “الجميع تحركوا بناءً على تواصلات مستمرة مع عدن والضالع والتي لم نجد منها إلا كل الاستعداد، وبعد أن قطعنا ما يزيد عن عشرين كيلو متراً جنوب مدينة دمت – في مناطق سيطرة صنعاء – ترجلنا على الأقدام ما يزيد عن ثلاثة كيلو مترات، وما إن وصلنا إلى نقطة التماس للطرف الآخر، والتي كنا نتوقع فيها من يستقبلنا بالسلام والمصافحة والمودة والفرحة فوجئنا بوابل من النيران وقذائف المدفعية تمر من فوق رؤوسنا وعلى اليمين واليسار”.
واعتبر الدكتور العودي أن ما حدث “كان مفاجئة مؤلمة ومحزنة إلى أبعد الحدود، ولا يمكن أن يُفسر مثل هذا العمل إلا باعتباره عمل غير مسؤول وتصرف من أشخاص لا يمكن أن يوصف فعلهم إلا باعتباره عمل معادٍ ومضر بمصالح المواطنين واليمن واليمنيين جنوباً وشمالاً وغرباً وشرقاً”.
وأكد وزير الأشغال في حكومة تصريف الأعمال غالب مطلق أنه “كان هناك تواصل مع الطرف الآخر وتنسيق لفتح الطريق إلا أننا تفاجأنا بإطلاق النار علينا من قبل عناصر تابعة لهم”.
وأشار مطلق إلى أن المرتزقة “قاموا بمحاصرة اللجنة الرئاسية والعسكرية بمنطقة الزيلة في مريس بمحافظة الضالع واستهدفوها بكل الأسلحة”.
وضمت اللجنة الرئاسية التي نزلت لفتح الطريق ممثلين عن منظمات المجتمع المدني وعدداً من المشايخ والوجهاء.
ونقلت وكالة سبأ عن اللجنتين الرئاسية والعسكرية أنه “وعلى الرغم مما قام به الطرف الآخر من تصعيد ومحاولة لإفشال هذه المساعي، إلا أن المبادرة ما تزال قائمة لفتح هذا الطريق الحيوي حرصاً من القيادة على تخفيف معاناة المواطنين وفتح هذا الطريق المهم”.
واستنكر وجهاء وأبناء محافظة الضالع تعنت مرتزقة العدوان وإقدامهم على استهداف اللجنة المكلفة بالتنسيق لفتح الطريق.
وكانت السلطة الوطنية قد بدأت منذ أيام الترتيبات لفتح طريق الضالع – صنعاء – عدن تنفيذاً لتوجيهات القيادة الثورية والسياسية الرامية للتخفيف عن المواطنين وحلحلة ملف الطرقات المغلقة.
المرتزقة بين الواقع والمزايدات
ويمثل الاعتداء الجبان والغادر على لجنة فتح طريق صنعاء – الضالع – عدن، دليلاً إضافياً على حقيقة موقف مرتزقة العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي العدائي والمتعنت إزاء جهود تخفيف معاناة المواطنين في ملف فتح الطرقات، وهو موقف يكشف بوضوح أن حملاتهم الدعائية التي يتهمون بها صنعاء بعرقلة فتح الطرقات ليست إلا محاولات للمزايدة السياسية والمتاجرة بمعاناة المواطنين وتضليل الرأي العام.
وليست هذه المرة الأولى التي تنكشف فيها حقيقة موقف المرتزقة فيما يتعلق بملف الطرقات بهذه الصورة الفاضحة، ففي منتصف يوليو من العام 2022، قام المرتزقة في محافظة تعز بإطلاق النار على المواطنين واللجنة الميدانية التي نزلت لفتح طريق الستين – الخمسين من جانب واحد، برغم أن الطريق يختصر أكثر من خمس ساعات ونصف في مدة التنقل من وإلى مدينة تعز.
وقد رفض وفد المرتزقة في عدة جولات من المفاوضات التي رعتها الأمم المتحدة قبول العديد من المبادرات التي قدمتها اللجنة العسكرية الوطنية بخصوص فتح العديد من الطرقات الآمنة في عدد من المحافظات أبرزها محافظة تعز، وتمسكوا بطريق واحد يمثل خط تماس، بهدف استغلاله عسكريا.
الأبواب لم تغلق بعد
وقد جاء نزول اللجنة الوطنية والوسطاء لفتح طريق صنعاء – الضالع – عدن في إطار توجه من القيادة الثورية والسياسية الوطنية لحلحة ملف الطرقات المغلقة عن طريق التفاهمات المحلية، حرصاً على تخفيف معاناة المواطنين، وقد أثمر هذا التوجه قبل أيام على فتح طريق حيفان – طور الباحة، والذي أنهى معاناة المواطنين جراء المرور في سائلة الضباب الوعرة والخطيرة، واختصر زمن التنقل من ساعة ونصف إلى 10 دقائق فقط.
وبالتزامن مع ذلك أكدت اللجنة العسكرية الوطنية على فتح طريق الستين -الخمسين في تعز من جانب واحد، مطالبة الطرف الآخر بفعل المثل للتخفيف من معاناة المواطنين.
وفي أواخر فبراير الماضي أعلن محافظ مأرب، علي محمد طعيمان، عن مبادرة من طرف واحد لفتح طريق صنعاء ـ صرواح – مأرب، كبادرة حسن نية من قيادة السلطة المحلية في المحافظة، وكمرحلة أولى ستليها مراحل لفتح بقية الطرق.