الخبر وما وراء الخبر

حصاد القمح في محافظة الجوف.. موسم مبشر بالخير

51

ذمــار نـيـوز || تقاريــر ||
9 مارس 2024مـ -28 شعبان 1445هـ

تقرير ||محمد صالح حاتم

بدأ المزارعون في محافظة الجوف منذ أيام حصاد القمح للموسم الشتوي الحالي، والذي يعد ثمرة تعبهم وكفاحهم خلال الموسم.

وبدأ الحصاد في شهر أكتوبر من العام الماضي 2023م، وهاهم اليوم يحصدون هذه الثمرة، ومعها ينتظر المواطن اليمني أن يأكل من خيرات أرضه، ويكتفي ذاتياً، ليتحرر من الاستعمار الغذائي.

و يقول المزارع سنان حطروم أحد مزارعي مديرية الغيل بالجوف: “ابتعدنا كثيراً عن الزراعة، و لنا أكثر من 13 سنة لم نزرع قمحاً، وهذا العام يعد أول عام لنا بعد هذه المدة.

ويضيف: “خبرتنا في الزراعة قليلة، وما تعلمناه كان من اللجان الزراعية التي كانت تنزل إلى عندناً، مواصلاً حديثه بالقول:” زرعت اثنين هكتار قمح، وما قدمته لنا مؤسسة الحبوب تمثل في البذور، أما بقية الخدمات سواء الحراثة، أو عملية الحصاد، أو تقديم مبيدات، أو أسمدة فلم تقدم لنا شيئاً، وهو ما تسبب في عدم اكتمال الموسم بالشكل الصحيح.

من جانبه يشير المزارع مساعد بن ساهية أحد مزارعي القمح في مديرية خب والشعف إلى أن هذا العام شهد توسعاً كبيراً في المساحات المزروعة، لكنه يشكو من انتشار مرض الأصداء الذي أصاب المحصول في بداية الموسم، والذي ينتقل بشكل سريع من حقل إلى حقل”.

موسم ناجح

رسمياً يشير مدير عام مكتب الزراعة والري بمحافظة الجوف الأستاذ مهدي الظمين إلى أن هذا العام شهد توسعاً في المساحات المزروعة بالقمح.

ويقول: “ضمن مشروع التوسع في زراعة القمح قام مكتب الزراعة والري بالاستعداد الجيد للموسم، وبذل جهوداً كبيرة باعتبار التوسع في القمح هو الهدف الاستراتيجي لمكتب الزراعة؛ كونه المصدر الأساسي للغذاء، واستجابة لموجهات قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي- يحفظه الله-وتوجيهات فخامة رئيس المجلس السياسي الأعلى، وبمساندة اللجنة الزراعية والسمكية العليا، ووزارة الزراعة وبالتعاون مع مؤسسة الحبوب.

ويبين الظمين أن إجمالي كمية البذور التي تم توزيعها هذا العام حوالي 17ألف كيس، وزعت على ما يقارب 3200 مزارع، وتقدر المساحة المزروعة حوالي 6 آلاف هكتار، بالإضافة إلى المساحات التي تم توفير بذورها من المزارعين أنفسهم، والتي تقدر بأكثر من 1500هكتار، بناءً على التقارير الواردة من المديريات ومن خلال النزول الميداني.

ويشير إلى أن المديريات الأكثر زراعة للقمح هي مديرية الغيل، يأتي بعدها مديرية الزاهر، ثم مديرية المتون، ثم مديرية الحزم، ومديرية المطمة، وبقية المديريات يزرع فيها القمح، ولكن بمساحات متفاوتة.

وتوقع مدير مكتب الزراعة أن تبلغ كميات الإنتاج حوالي 26500 طن، باعتبار أن متوسط إنتاج الهكتار 3,5 طناً بأذن الله تعالى، وأن الإنتاج هذا العام سيكون مضاعفاً عن العام الماضي، حيث أن انتاج بعض المناطق قد يصل من 6 إلى 7 طن للهكتار الواحد.

أهمية الارشاد

من جانبه يشير نائب مدير إدارة الارشاد والإعلام الزراعي بمكتب الزراعة بمحافظة الجوف صالح محمد بن رابية إن الارشاد الزراعي هو الأهم في مجال التنمية الزراعية كونه حلقة الوصل بين مراكز البحوث والمزارعين، وهو من يقدم للمزارعين الخبرات والمهارات والطرق الزراعية الصحيحة، وكيفية وقاية النبات من الأمراض والآفات.

ويقول بن رابية إنهم في مكتب الزراعة عملوا على رفع الوعي المجتمعي للتحرك نحو زراعة الأرض من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي، مضيفاً أنه ” بعد تكليفنا بعمل نائب مدير إدارة الارشاد قمنا بتشكيل رؤساء أقسام للإرشاد في المديريات، وبعدها تم إنشاء وتفعيل مدارس حقلية في عدد 13 مديرية نموذجية في المحافظة بالتنسيق مع مؤسسة الحبوب ومؤسسة بنيان، حيث تم تشكيل 13 مدرسة حقلية جديدة كمدارس نموذجية بالمديريات، و كل مدرسة تتكون من 25 عضواً وميسر لها”.

ويضيف أن محافظة الجوف هي أرض الخير والبركة، وتمتلك كل مقومات الزراعة من خصوبة تربتها وتوفر المياه، وما ينقصها هو الدعم والاسناد والتسويق الزراعي، والذي سيحقق التنمية الشاملة وتكون محافظة الجوف سلة اليمن الغذائية.

آلية جديدة لتوزيع البذور
بدوره يشير مدير فرع المؤسسة العامة لتنمية وإنتاج الحبوب بمحافظة الجوف الأستاذ عبدالله نجم الدين إلى أن المؤسسة استعدت لموسم القمح بشكل جيد، بدءاً بغربلة البذور وتوزيعها، حيث تم عمل خطة إنتاج البذور بهدف تفادي عملية الخلط التي حصلت العام الماضي، و الحمد لله كانت البذور نقية بنسبة 99٪.
ويبين نجم الدين أن المؤسسة وزعت 17000كيس من البذور على المزارعين منها 2887 كيساً على المزارعين المستثمرين، و12887 كيساً على بقية المزارعين، منوهاً أن العديد من المزارعين يمتلكون بذوراً خاصة بهم.

ويقول: “تم وضع آلية من بداية توزيع البذور حتى الحصاد، حيث تم عقد ورشة عمل مع مدراء عموم المديريات والمنسقين لاطلاعهم على هذه الآلية، بحيث نضمن وصول البذور إلى جميع المزارعين، حيث تم الرفع من قبل المنسقين عن عدد المزارعين وكميات الاحتياج لكل مديرية.

ويشير إلى أن التوجيهات كانت تقضي بشراء عشر كمباينات، ولكنها حصلت عراقيل حالت دون وصولها، ولكن تم استقدام عشر كمباينات تابعة للمؤسسة العامة لإكثار البذور المحسنة بتوجيهات من اللجنة الزراعية والسمكية العليا، وهي تعمل حالياً في الجوف خاصة في المزارع الكبيرة والتي تسقى بالري المحوري أو الرش.

وعن استعداد المؤسسة لشراء البذور من المزارعين يقول عبدالله نجم الدين: “تنفيذاً لموجهات القيادة لتوفير كميات كبيرة من البذور، تم زراعة مساحة 1000 هكتار لإنتاج البذور، وتقدر الكميات المنتجة ما بين 3000 إلى 3500 كيس.

وعن عملية تسويق الحبوب يؤكد أنه تم تشكيل 6 فرق ميدانية للنزول للمديريات للقيام بعملية شراء القمح من المزارعين، وبسعر 18500 ريالاً للكيس درجة أولى عبوة 50 كيلو، و17500 ريال درجة ثانية، ولكن لم تصرف المخصصات المالية حتى الآن من قبل وزارة المالية وهو ما أعاق عمل اللجان الميدانية، منوهاً إلى أن مؤسسة الحبوب قامت بالتعاقد مع الهيئة العامة لرعاية أسر الشهداء لشراء القمح وتوزيعه على أسر الشهداء.