الناشط الحقوقي المقيم بأمريكا عبد الولي الردي “للمسيرة”: الأمريكيون لن يرشحوا بايدن إذا استمرت المجازر الصهيونية بغزة
ذمــار نـيـوز || متابعات ||
7مارس 2024مـ -26 شعبان 1445هـ
قال رئيس المركز الأمريكي لحقوق الإنسان بأمريكا عبد الولي الردي إن الشارع الأمريكي انقسم إلى قسمين بسبب العدوان الصهيوني على قطاع غزة، فالأول داعم للفلسطينيين، والآخر متعاطف مع الصهاينة.
وأضاف في حوار خاص مع “المسيرة” أن الشرطة الأمريكية تتعاطف مع الصهاينة وتبحث عن أي خطأ يحدث من المتظاهرين، ولو كان من قبل شخص مدسوس في أوساط المتظاهرين من أجل فضها.
وأشار إلى أن حجم الحضور اليمني في المظاهرات المناهضة للصهاينة في أمريكا جيد، لكن الكثيرين يتخوفون من التهديدات بملاحقتهم، أو اعتقالهم.
حاوره إبراهيم العنسي :
إلى نص الحوار
بداية.. كيف تقيمون تعاطي المجتمع الأمريكي مع العدوان الصهيوني على قطاع غزة؟
حرب غزة غيرت وجه العالم كاملاً، وعرت الحكومات التي كانت تدعي التزاماتها بحقوق الإنسان ومبادئ الإنسانية، والقانون الدولي ومنهم الغرب.
ومع سقوط الحكومات الغربية أمام حقوق الإنسان، كان الاستثناء للشعوب، ومن هذه الشعوب الشعب الأمريكي الذي ظل تحت هيمنة الإعلام الصهيوني لقرون، يوجهه أينما يريد ويدق على وتر العاطفة، ومظلومية الشعب الإسرائيلي الذي بنظرهم كان هو الضحية، والصورة طبق الأصل من الشعب الغربي الملتزم، بعاداته وتقاليده بشقيها الإيجابي والسلبي، وأن كل من حوله من دول الجوار هي شعوب غير حضارية وغير قابلة للمدنية بسبب التزامات تعاليمهم الدينية المعادية للغرب.
لكن أتت ثورة السوشيل ميديا، والتواصل الاجتماعي، وعرت كل ادعاءاتهم وزيفهم وخرجت غزه إلى العالم منتصرة أخلاقياً، وهذا بفضل تعاملهم الراقي مع الأسرى، وبسبب صمود أهلها الحامدين الشاكرين لله بعد كل ما حل بهم.
كان أكبر المشاركين لثورة السوشيال ميديا هم الشباب والشابات العرب والذين استمروا في نشر كل قبائح ومجازر إسرائيل وأيضاً استمروا في المظاهرات والفعاليات منذ اليوم الأول للحرب، وهذه الاستمرارية أزعجت ليس فقط صاحب القرار الأمريكي، وإنما كل من هو داعم لاستمرار الحرب وبهذا نخلص إلى أن هناك دور كبير رئيسي ومحوري لهؤلاء الشباب الذين تربوا وتعلموا في الغرب على أخلاقيات ومبادئ حقوق الإنسان والعمل على الالتزام بها ومواجهة كل من ينتهكها بالعمل السلمي والتوعية ، عبر كل ما هو متاح لكن كل هذا التغير ما كان ليكون لولا أن المجاهدين في فلسطين عرضوا للعالم من يكونون وما يمثلون من قيم كانت غائبة.
فهذه الحرب أنهت نصف قرن من الزمن استمر فيه تشويه العرب والإسلام وقيمه أمام الغرب.
المظاهرات وصلت إلى المجتمعات الريفية في الغرب الأمريكي والجنوب بعد أن كانت فقط تقتصر منذ عقود على نيويورك ومتشغان وكاليفورنيا.. ماذا يعني انتشارها بكل اتجاه في أمريكا؟
يعني أن هناك تغير جذري حدث، وأن تأثير القبضة الحديدية من اللوبي الصهيوني الذي سيطر على العقلية الأمريكية وكانت تسيرها أينما تريد بدأت في التلاشي، وهذا التلاشي الكبير في السيطرة ما كان ليحدث لعقود لولا غزة وصمود أبنائها، وتمسكهم بمبادئ وقيم وأخلاقيات الإسلام في مقاومتهم للعدوان.
يواجه الناشطون والجاليات في أمريكا دعوات الكراهية.. ما الذي يحدث وكيف يواجه المسلون والعرب مثل هذه الدعوات؟
المسلمون والعرب يواجهون عنصرية منذ عقود منذ أن وضع أول صهيوني قدمه في فلسطين، وعززتها فترة الزعيم جمال عبدالناصر ونكسة ٦٧م، حتى جاءت أحداث الحادي عشر وضرب برج التجارة العالمي وغزو العراق.. كل هذا ساعد في دفع العنصرية قدماً أكثر من ذي قبل.
لكن في وقتنا الحالي انقسم الشارع الأمريكي إلى قسمين: الأول مع غزة، وقسم ضدها، والداعمون لإسرائيل إما عاطفيون، وهم من تراهم يهاجمون في المظاهرات، ويشتبكون مع بعض المتظاهرين، أما بالنسبة للشرطة فهي تستغل أي خطأ يحدث من المتظاهرين، ولو حتى كان هذا الخطأ من قبل شخص مدسوس في أوساط المتظاهرين من أجل فضها.
لكن في ملخص العنصرية اليوم أصبحت أقل بكثير من السابق وأصبح هناك من يدافع عن قضايا العرب والمسلمين وغزة، حيث كانت هي رأس حربة في عرض الوجه المشرق للشعوب العربية الاسلامية.
وسائل التواصل الاجتماعي هل هي الوسيلة الوحيدة للدعوة للمظاهرات أم أن هناك مزيج من الوسائل الأخرى تعتمدون عليه؟
بالنسبة للجالية اليمنية يتم الدعوة عبر “الفيس بوك” و “تويتر” لكن نظل معتمدين على تواصلنا الشخصي مع الأشخاص المؤثرين بالجالية، وأيضاً مع أفراد وشباب الجالية عبر الهاتف.
ولكن بشكلٍ عام كما تعلم هناك منظمات مدنية أمريكية وعربية ومراكز حقوقية هي التي تقوم بالدعوة للمظاهرات، ومن ضمن هذه المراكز مركزنا (المركز الأمريكي لحقوق الانسان والخدمات الاجتماعية) وأيضاً أنا شخصياً لدي تواصل وتنسيق مع الجالية الفلسطينية في أمريكا والتنسيق معهم ومع المنظمات المدنية الأمريكية والعربية.
ما حجم الحضور اليمني في المظاهرات بالولايات الأمريكية التي شهدت تلك التجمعات؟
حجم الحضور اليمني جيد رغم التخويف والضغوط الذي يقوم به بعض الاعلاميين من الأطراف الأخرى بتخويفهم أن الجميع ممن يشاركون بهذه المظاهرات والمسيرات والمنسقين سيكونون ملاحقين حتى بعد انتهاء العدوان على غزة، ويستدلون بتصريحات الرئيس السابق ترامب الذي هدد بملاحقة كل من يتعاطف مع القضية الفلسطينية، وتظاهر معهم فور وصوله الرئاسة.
ما حجم تأثير اللوبيات وضغوطها لإيقاف أي نشاطات يتعلق بغزة والتنديد بالإبادة هناك؟
بالنسبة للجامعات ورؤساء الجامعات لم يسلموا أبداً من ضغوط اللوبيات حتى وصل الأمر بمضايقة بعض الرؤساء والطلاب المتقدمين ومضايقة بعض الطالبات بمنعهن من حضور حفل التخرج بسبب موقفهن من قضية غزة.
اللوبي الداعم لإسرائيل موجود في معظم الجامعات، إذا لم يكن في جميع أروقتها، فاللوبيات في الولايات المتحدة دول مستقلة تعرض الدعم على كل المرشحين، وتعين وتدعم معظم رؤساء الجامعات.
وماذا بشأن الاعتقالات التي تطال بعض المتظاهرين؟
هناك سياسة أمريكية متغيرة مع أي دولة في العالم، ولكن عندما يأتي الأمر لإسرائيل، فهي تعتبر حرب إسرائيل حربها، ومثلما اللوبي الداعم لإسرائيل مسيطر على الجامعات والكونجرس هو مسيطر أيضاً على قيادة الشرطة الأمريكية، وخصوصاً في ولاية نيويورك، ومن هذا المنطلق فقد أزعجتهم الفعاليات والمظاهرات، حيث يتم ضرب الديمقراطية والحرية عرض الحائط عندما يأتي الأمر بإسرائيل، وتستغل أي نقطة، أو مخالفة بسيطة لفض المظاهرات.
من ضمن الاحتجاجات مسيرات لليهود وهذا أمر مهم، منظمة “الصوت اليهودي من أجل السلام، ومنظمة اذا لم يكن الآن”…ما الذي يعنيه هذا؟ مع العلم أن هناك مؤتمر كبير عقده اليهود في أمريكا يتبرأ من الصهيونية؟
كما تعلم هناك اليهود الكاثوليك الذين يعتبرون قيام دولة اسرائيل يتعارض مع المشيئة الإلهية، ويعتبرون الصهيونية العدو الأول لمعتقداتهم، وهي من تسلبهم يهوديتهم، وتعاليم دينهم، ومن جعلتهم أعداء لفلسطين والعالم الإسلامي ككل، فلهذا تجدهم في معظم المظاهرات يتبرأون من مجازر إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني.
كيف لأصواتكم كجاليات أن تؤثر فعلياً في الانتخابات القادمة؟
الجالية العربية والإسلامية لها تأثير قوي في الانتخابات خصوصاً في بعض الولايات المتأرجحة كولاية ميشجن، حيث تجد فارق أصوات السباق الأمريكي الرئاسي للفوز ضئيل، ولهذا الجالية العربية هناك قد تحدد الفائز بالولاية التي تملك ما بين ١٥ إلى ١٧ صوتاً، وهذه النسبة قد تحدد الفائز كما حدث في الانتخابات سنة 2020م، حيث كان فارق أصوات النجاح في الولاية لا يتجاوز خمسين ألفاً، وحددت الولاية فوز الرئيس بايدن، إضافة إلى ولاية بنسلفانيا، وهؤلاء الخمسين ألف كانت أصوات عربية واسلامية في الولاية، وكانت آخر الأصوات التي فرزت هي أصوات منطقة ديترويت، ووين كاونتي التي يقطنها العرب والمسلمين
ما حظوظ بايدن وترامب في ظل تداعيات مجازر الصهاينة بغزة؟
مع أن السياسة الأمريكية بالنسبة لإسرائيل ثابتة ولن تتغير بتغير الرؤساء على الأقل كما نقرأها إلى هذه اللحظة، لكن بالنسبة لنا كعرب أمريكيين ومسلمين، فمصلحتنا في الداخل الأمريكي هي فوز الحزب الديموقراطي بغض النظر من يمثله لكن بسبب غزة، واذا لم تنته المجازر قبل الانتخابات فإن حظوظ بايدن في العودة إلى الرئاسة ضئيل جداً، حيث أن الأمريكيين وخصوصاً الشباب لن يقوموا بترشيح بايدن وقد يعتزلون الانتخابات خاصة إذا كانت الخيارات أمامهم بايدن أو ترمب فقط وهي خيارات لا أعتقد أنهم يريدونها.
وكان الأفضل للحزب الديموقراطي تغيير الرئيس بمرشح آخر، لأنه من خلال قراءتي للشارع أن فوز بايدن بغض النظر عمن يكون منافسه صعبة ، فقد أثرت حرب غزه على شعبيته وأظهرته عكس شخصيته التي بدا عليها قبل كشخص هادئ عكس المتعجرف ترامب في الانتخابات السابقة.