الشهيد القائد والمشروع القرآني
ذمــار نـيـوز || مـقـالات ||
12 فبراير 2024مـ -2 شعبان 1445هـ
بقلم// وسام الكبسي
صمت مطبق وخنوع تام وتسابق على كسب ود البيت الأبيض واستسلام كامل ومذل هذا ابسط توصيف لحال الأنظمة والأحزاب السياسية والنخب في العالم العربي والإسلامي أما الشعوب فقد تم تخديرها فكريا وثقافيا بواسطة علماء الوهابية الذين تم ادلجتهم لما يخدم اللوبي الصهيوني بغلاف ديني وآخر علماني بالإضافة إلى خلق أزمات مفتعلة لإشغال عامة الناس في البحث عن لقمة العيش، فكانت النتيجة جهل مركب وضياع تام كل هذا والعصا الغليظة مرفوعة على الجميع ،فتساق أكثر من خمسين دولة كقطيع من الماشية إلى حظيرة الغرب الكافر طائعة منقادة تقدم الولاء المطلق متعهدة بالتطبيع مع الكيان الصهيوني لنيل ولو بعض الثقة لدى المشرعين الغربيين.
أمام هذا المشهد الضبابي والخطير لاح نور من مران الجبل في صعدة السلام نور الله للمستبصرين، حيث كان هناك الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه) يرقب الأحداث بعين على القرآن، فكان ان تم الاستهداف لأفغانستان بذريعة محاربة طالبان واستهداف العراق بذريعة امتلاكه أسلحة محرمة وكذلك الخديعة الكبرى ماحدث في الحادي عشر من سبتمبر كمشروع صهيوني استعماري تم استخدام عمليه الخداع والتضليل فيه بدرجة كبيرة جدا وذلك لتحقيق أهداف المشروع الشيطاني في الوقت الذي كان فيه واقع الامه العربية والإسلامية مسرحا مفتوحا ساعد على نجاح تلك المؤامرات الخبيثة.
عند هذا المستوى من التهديد الخطير والغير مسبوق على الأمة من قبل أعدائها تحرك الشهيد القائد الحسين بن بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه من واقع شعوره بالمسؤولية أمام الله بالمشروع القرآني مستنيرا بنوره مهتديا وهاديا بهديه إلى الصراط المستقيم؛ ومن خلال القرآن الكريم شخّص واقع الأمة تشخيصا دقيقا ،ومن بصائره قدّم الحلول والمعالجات والرؤى العملية لبناء الأمة بناء حضاري كما أراد الله لها ان تكون ان هي تحركت على أساس من هديه واتبعت هداه، وقد اعتمد الشهيد القائد النقد البنّاء في ذلك؛ وذلك لتصحيح المفاهيم الثقافية المغلوطة التي كبّلت الأمة وجعلتها اسيرة لذاتها تقدس الطغاة وهو بذلك أرسى قاعدة اساسية ومهمة وهي حاكمية القرآن وهيمنته الفكرية والثقافية.
ان المنهج الفكري الذي قدمه الشهيد القائد بمثابة ثورة ثقافية وفكرية دعا فيها الى التحرر من قيود المصطلحات والعقائد الباطلة المغلوطة التي جلبت على الأمة الذل والهوان فأصبحت امة متخلفة منحطة بلا هوية فاقدة لمبادئها وقيمها لا أهداف لديها ولا تملك قضية ،مُستغلة مواردها البشرية والاقتصادية من قبل الإمبريالية الغربية فعمل الشهيد القائد على تقديم منهجية قرآنية التي هي عبارة عن محاضرات ودروس(ملازم) بها خلق وعيا عاليا فجّر من خلالها ثورة على الطاغوت وخلق بها بصيرة في مواجهة التحديات ابتدأها بمعرفة الله والثقة به مع العودة الجادة إلى القرآن ككتاب عملي فيه العزة والرفعة للأمة ومن خلاله أكد على الشعور بالمسؤولية وأحيا في الأمة روحية الجهاد وهو بذلك انما يصحح واقع الأمة ويرشدها ويرتقي بها في إيمانها ووعيها بالعودة الى كتاب الله وقرناءه سفن النجاة.
عرف الاعداء بالمنهج القرآني التنويري الذي أطلقه الشهيد القائد فاتجهواو لشن الحملات الإعلامية والعسكرية ضده بواسطة النظام العميل بشقيه العفاشي والاخواني وكان الشهيد القائد ومعه القلة من أهل بيته وأنصاره ومن منطلق الثقة بنصر الله وبالتوكل عليه واجه العالم الكافر واذنابه مستنيرا بالقرآن لم يخش إلا الله وحده رغم همجية العدوان واصل مشروعة القرآني واستمر في صموده فكان كالجبل على جبل مران فلم يقبل بالخنوع والذل حتى صعدت روحه الطاهرة شهيدا كريما.
والشهيد القائد حيا بحياة المنهج الذي قدمه فهو حي في مشاعرنا ووجداننا وان العزة الذي فيه الشعب اليمني وكذلك الوعي والبصيرة والموقف المتميز والمتقدم في إسناد المقاومين في غزة ليس إلا ثمرة من ثمار الشهيد القائد رضوان الله عليه.