الخبر وما وراء الخبر

باحثون وناشطون ثقافيون.. ثمرة المشروع القرآني نراها اليوم في مواقف اليمن المساندة لفلسطين

29

ذمــار نـيـوز || مـتـابعات ||
6 فبراير 2024مـ -26 رجب 1445هـ

تحرك الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي -رحمه الله- في وقت مبكر للكشف عن المؤامرات التي يحيكها الشيطان الأكبر “أمريكا” على الأمة العربية والإسلامية.

وبنظرة قرآنية ثاقبة استطاع الشهيد القائد أن يفضح كل مساعي أمريكا التدميرية على مختلف المستويات والأصعدة؛ حيث بدأ بتحذير كل من حوله من الشباب وطلاب العلم وقام بالتوعية الصحيحة النابعة من ثقافة القرآن الكريم؛ لذا حاول الأعداء إيقاف هذا المشروع القرآني، بمختلف الأساليب والوسائل، من بينها الحرب المباشرة والحصار، وسجن كل المؤمنين بهذا المشروع.

اعتقد الأعداء أنهم عن طريق استهدافهم الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي- سلام الله عليه- سيقضون على المشروع القرآني بأكمله، ولكن ما حدث هو العكس تماماً، حيث ازداد هذا المشروع انتشاراً وعلى نطاق واسع.

وتعتبر الذكرى السنوية للشهيد القائد محطة تربوية هامة لاستلهام الدروس والعبر، لاسيما ونحن نعيش في زمن مواجهة التحديات والمؤامرات الكبيرة من قبل أعداء الأمة والإنسانية وفي حالة صراع كبير بين الحق والباطل.

وفي هذا السياق يعتبر الناشط الثقافي أبو مالك السراجي أن الذكرى السنوية للشهيد ضرورة لابد منها للتعريف بهذه الشخصية العظيمة والتي كانت مِنَّةٌ وفضل من الله تعالى لليمن وللأمة العربية والإسلامية ولكل أحرار ومستضعفي العالم لاسيما في هذا التوقيت الزمني، مشيراً إلى أن الحديث عن الشهيد القائد هو حديث عن رجل عظيم بعظمة المشروع الذي جاء به ودعا الناس إليه، وهو المشروع القرآني الذي يمثل الحل والمخرج والوسيلة الوحيدة للخروج من الواقع السيئ الذي وصلت إليه الأمة من ضلال وضياع وخزي وذله وهوان وتنصل عن القيام بالمسئولية والتبعية العمياء والتولي لليهودِ والنصارى.

أما فيما يتعلق بالأهمية من إحياء ذكرى الشهيد القائد، يقول السراجي بإنها من أجل التعرف على شخصيته المنسجمة مع قيم وأخلاق ومبادئ القرآن الكريم، وكذلك من أجل التعرف على المشروع القرآني والأمة الذي تحركت على أساسه والتي أصبحت اليوم في صدارة الموقف لتقديم النموذج المشرف في عظمة الإسلام العظيم والقرآن الكريم في بناء أمة عظيمة في مواجهة القوى المستكبرة في هذا العالم وعلى رأسهم أمريكا وإسرائيل وبريطانيا ومن يلف لفهم من العملاء والمنافقين.

ويقول إن من أعظم الشواهد على عظمة الشهيد القائد ومشروعه العظيم هو ما وصلت إليه حركة أنصار الله ومن تحرك معهم من أبناء الشعب اليمني وأحرار الأمة في مواجهة القوى الكبرى ودعم المستضعفين في العالم وعلى رأسهم أبناء غزة وقضية فلسطين والتي تمثل القضية المركزية للأمة العربية والإسلامية ولليمنيين بشكل خاص والذين برهنوا على ذلك قولاً وعملاً وناصروا أبناء غزة بضرب ميناء “إيلات” في فلسطين المحتلة وضرب كل السفن الصهيونية المتجهة إلى إسرائيل، وضرب كل السفن المتجهة إلى دعم الصهاينة سواءً الأمريكية أو البريطانية أو غيرها من أي دولة كانت، معتبراً هذا موقف مشرف وعظيم يدل على عظمة الشهيد القائد والمشروع القرآني الذي أعاد للأمة العربية والإسلامية كرامتها، وأعاد اليمن إلى الموقع الصحيح الذي عُرِف به منذ القدم، وبالأخص في نصرته لرسول الله وللرسالة الإلهية.

ويدعو الناشط السراجي الأمة العربية والإسلامية بأن يلتفوا ويتحركوا مع هذه المسيرة القرآنية ويتعرفوا عليها وعلى الشهيد القائد بعيداً عن التعصب الأعمى، مؤكداً أن هذه الذكرى محطة مهمة وضرورية للتعرف على عظمة الشهيد القائد والمشروع القرآني.

نتائج وثمار عظيمة

من جانب متصل يشير الدكتور يوسف الحاضري إلى أن هناك منطلقات انطلق بها الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي -رحمه الله- في تأسيس مسيرة القرآن الكريم ارتكز فيها على أسس ثابتة مترسخة في أعماق الأرض، ومتطاولة إلى أعلى السماء أساسها القرآن الكريم بفكره وتوجيهاته وتحركه وجهاده وبنائه وغيرها الكثير والكثير تحرك بها أخوه السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي -حفظه الله- تحركاً متناسباً كلياً مع المنهجية القرآنية العظيمة، حيث جاءت ثمارها تباعاً وتباعاً ، منوهاً إلى أن تلك الأسس والثمار منها ما هو مرتبط اليوم بالأحداث التاريخية المفصلية للأمة في أرض فلسطين سواءً بعملية طوفان الأقصى، أو حرب الإبادة الإجرامية التي يمارسها الصهاينة ضد أبناء غزة.

ويقول الحاضري في تصريح “للمسيرة” إن من أهم النتائج للمسيرة القرآنية التي جاء بها الشهيد القائد “عندما بدأت حرب الإبادة الصهيونية كانت اليمن قد أعدت خلال سنين سابقة أسلحة طويلة المدى رغم الظروف التي تمر بها اليمن، فاستطعنا بالله عز وجل أن نقصف الأراضي الفلسطينية المحتلة بصواريخ ومسيرات ذات مديات تتجاوز ال٢٤٠٠ كم، أي أن هناك رغبة مسبقة في هذه العملية، لذا جاء مطابقاً للرغبة فلم تكن أمنيات تبعها نوم وتكاسل (ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة)”.

ويضيف أن من ضمن النتائج المثمرة التي جاء بها الشهيد القائد أنه جاء الإعداد كذلك في معركة البحار والخلجان والمضايق بأسلحة وتدريب نوعية مناسبة ممتلئة إيمان قبل ملئها بارود ومتفجرات، فاستطعنا ببساطة الإمكانيات وعظمة الإعداد أن نغلق الموانئ الصهيونية والتصدي للبوارج الحربية الأضخم والأشد على الإطلاق التابعة للأمريكيين ولبريطانيا رأسا الشر في الأرض، فعذب الله بأيدينا أعدائه وأعدائنا في الكيان الصهيوني عذاباً اقتصادياً وفي أمريكا وبريطانيا عذاباً عسكرياً ونفسياً وإعلامياً وسياسياً وإنسانياً ( قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ) .”

ويتابع حديثه أن من نتائج المسيرة القرآنية ” أن الإعداد العسكري الإيماني لم يكن في منأى عن الإعداد النفسي الإيماني للشعب اليمني والذي استند في هذا الإعداد على منهجية الشهيد القائد في ملازمه القرآنية والتي أصبحت هذه النفوس اليمانية الايمانية منيعة أمام كل التخويف والترعيب والترهيب الأمريكي البريطاني، معتبراً هذا أحد أركان النصر الذي اهتم به الشهيد القائد وترجمه على الأرض السيد القائد خاصة في الخمسة الأركان الهامة للنصر والتي جاء بها وشدد عليها الشهيد القائد -رضوان الله عليه- وأنتجها ثم فعلها السيد القائد والمتمثلة في (المنهجية القرآنية – القيادة القرآنية – الجيش القرآني – العلماء القرآنيون – الشعب القرآني) فتكاملت هذه الأركان، وأنتجت نصراً، ثم فتحاً، ثم تمكيناً، ثم نوراً، ورحمة يعم العالم أجمع وهذه وعود الله ونحن نثق به حق الثقة وكل ذلك محصول بسيط مما زرعه الشهيد القائد السيد حسين بن بدر الدين الحوثي سلام الله عليه.

و يؤكد الباحث الحاضري بأن إحياء ذكرى استشهاد الشهيد القائد له فوائد عديدة لربطنا بالمؤسس ومنطلقاته في التأسيس وأهدافه وإلى أين وصلنا اليوم خاصة وأنه أسس المسيرة في لحظات خضع العالم أجمع بجميع ملله وتوجهاته وأفكاره وجغرافياته وتاريخه لأمريكا، وكان العمل الجهادي ضد أمريكا يعتبر ضرباً من الجنون والتهور وفقاً لمقاييسنا البشرية المادية غير أن مقاييس الله عز وجل يعتبر ضرباً من الثقة العظيمة الكاملة القوية به وبمنهجية القرآن الكريم.

مشروع تنويري

بدوره يقول الناشط الثقافي شائف حمود إن إحياء الذكرى السنوية للشهيد القائد له أهمية عظيمة في هذا الزمن الذي تعيش فيه الأمة حالة تيه فكري وثقافي تجاه المؤامرات الصهيوأمريكية، مشيراً إلى أن الشهيد القائد وضع الحل والرؤية الصحيحة لمواجهة كل هذه التحديات بالرجوع الواعي والصادق إلى القران الكريم الذي قدمه الشهيد القائد بجاذبيته وجماله.

ويضيف أننا نرى ثمرة المشروع القرآني تتجسد في بناء أمة موحدة في مواقفها ورؤاها وأعمالها في مواجهة أهل الكتاب وتتجسد في مواقف القيادة والشعب اليمني تجاه العدوان على فلسطين الذي مثل فيه أتباع المشروع القرآني الأمة الوسطى التي تعني بأساً شديداً وعزة في مواجهة الكافرين من جانب وذلة ولين على المؤمنين من جانب آخر.

ويشير إلى قول الله تعالى: [ إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم واموالهم بأن لهم الجنة]، موضحاً أن الأمة ابتنت على أساس القرآن والالتزام بمنهاجيته والنتيجة الطبيعية الغلبة والعزة والاستقلال في القرار السياسي والارتباط بالله المعز القوي.

ويؤكد على ضرورة رجوع الأمة الإسلامية الرجوع الصادق والواعي لكي تخرج من حالة التيه الفكري والثقافي وتدخل في رضوان الله والوعود الإلهية والنجاة من سخطه والنار، متبعاً أن القرآن الكريم مشروع تنويري نهضوي وهو المصدر الوحيد لمن يريد الرحمة والسلام والبركات لأنه الوثيقة الوحيدة التي بها نرتبط بالله تعالى وبه يخرجنا الله من الظلمات إلى النور بشريطة أن يكون الإتباع كاملاً مكتملاً ابتداءً من الإيمان بالله وانتهاءً بمواجهة أعداءه.

دروس وعبر

وفي السياق يشير الناشط الثقافي عبد الخالق براش إلى أن إحياء هذه المناسبة العظيمة هو إحياء للحق الذي تحرك به الشهيد القائد وإحياء للقرآن الكريم الذي على أساسه تحرك الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- وإحياء لمبادئ الدين وقيمه وأخلاقه، ولمبدأ مهم وعظيم من مبادئ الدين، بل ركن من أركانه وهو الجهاد في سبيل الله ورفع الظلم ومواجهة الفساد ومواجهة الطغاة والمستكبرين في الأرض، وهي المبادئ التي تحرك الشهيد القائد على أساسها وقدم نفسه لله تعالى برغبة وبصدق لتبقى هذه القيم والمبادئ الإسلامية العظيمة.

ويضيف أن إحياء هذه المناسبة الأليمة في هذا الوقت وفي هذه المرحلة والأمة تواجه تحديات ومؤامرات أعداء الداء تحدث الله عنهم وعن مكرهم وخبثهم وعدائهم للإسلام والمسلمين وتوجههم لطمس معالم الاسلام وقيمه والقضاء كليا عليه؛ يعتبر ضرورة ماسة لتذكير الأمة بطريق عزتها وقوتها وسلامتها وإحياء للروح الجهادية والتحررية في نفوس الناس وتحملها لمسؤوليتها الدينية والايمانية، والأخلاقية، ودفع الشر والظلم عنها.

ويلفت إلى أن في هذه الذكرى نتذكر فاجعة كربلاء المؤلمة وما آلت إليه الأمة بعد استشهاد الإمام الحسين وأن من الفواجع والكوارث ((أن تفقد الأمة عظمائها)) كما قال ذلك الشهيد القائد -رضوان الله عليه- وفي وقت الأمة أحوج ما تكون إلى العظماء بين أوساطها.

كما يتحدث أن إحياء هذه المناسبة المهمة والعظيمة في مرحلة حساسة وخطيرة هو إحياء للمشروع القرآني التحرري، الذي يقود الأمة إلى طريق الله التي هي طريق العزة والفلاح وطريق النجاة في الدنيا والآخرة، والسلامة من عذاب الله والخزي في الدنيا والآخرة، ولنعلم أنه لا سبيل ولا سلامة ولا خلاص للأمة إلا بالتمسك بالمشروع القرآني الذي قدمه هذا الشهيد العظيم، ولا يمكن للأمة أن تنتصر وأن تغلب أعدائها وتقهرهم إلا بالسير على هذه الطريق وبالمنهجية القرآنية التي قدمها الشهيد القائد، وخصوصاً في هذه المرحلة التي يسعى الأعداء إلى إبعاد الأمة عن مصادر الهداية ، معتبراً بإحياء المناسبة واستلهام الدروس والعبر تستطيع الأمة أن تواصل طريقها إلى الله تعالى وأن تتحرر من الظلم والطاغوت والاستعباد وأن تحظى بالعزة والقوة والنصر والغلبة والفوز برضوان الله وجنته.