الخبر وما وراء الخبر

لسنا مسلمين إن تجاهلنا نداءات أخواتنا وأمهاتنا في قطاع غزة

20

ذمــار نـيـوز || مـقـالات ||
4 فبراير 2024مـ -24 رجب 1445هـ

بقلم// عدنان علي الكبسي

قتل ودمار، مجازر وحشية، إبادات جماعية كل يوم يرتكبها الكيان الصهيوني بحق إخوتنا الفلسطينيين في قطاع غزة، منازل دمرت ومساجد قُصفت ومصاحف أُحرقت ومقدسات تدنست وطفولة سُفكت دماؤها ونساء تناثرت أشلاءها أمام مرأى ومسمع من العالم.

العدو الإسرائيلي يُمعن في جرائمه ويستلذ بحصار الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، والفلسطينيون يتضورون جوعًا، وأطفالنا في غزة يبحثون عن قطعة خبز ليسدوا بها جوعهم فلا يجدونها، يستغيثون بآباءهم وأمهاتهم أن يمنحوهم لقمة خبز فلا يجدون شيئاً ليقدموه لهم، ولا حتى كسرة خبز، لا يجد إخوتنا في قطاع غزة غذاء ولا دواء نتيجة العدوان الإسرائيلي وحصاره وإسهام الحصار العربي لغزة، وصل شدة التجويع إلى درجة الوفيات جوعًا.

كل يوم والعدو الصهيوني يتفنن في ارتكاب الجرائم المتنوعة إلى درجة أن يدهس أهلنا في غزة بجنازير الدبابات، ويرسل الكلاب البوليسية لنهش الجرحى، ودفن البعض أحياء، واستهداف الرضع والخدج بنزعة إجرامية ووحشية تامة.

كل يوم والصهاينة اليهود يعبرون عن حقيقتهم وحقدهم وعداءهم الشديد وإجرامهم، ويكشفون عن وجههم القبيح، مجردين تمامًا من كل الأخلاق والمشاعر الإنسانية.

جاء الأمريكي من بُعد أكثر من تسعة آلاف كيلو من آخر الدنيا إلى منطقتنا نحن العرب ليساندوا العدو اليهودي المحتل المجرم الذي يقتل الأطفال والنساء، ويشارك الإجرام الصهيوني بقذائفه وصواريخه وقنابله، ويرسل ضباطه ليشاركوا في إدارة الإجرام اليهودي بحق أهل غزة.

الأمريكي هو من يقف وراء استمرار الإجرام الصهيوني، ووراء التخاذل الدولي، والمواقف الضعيفة على المستوى الدولي، وهو من يهدد ويتوعد كل من يتعاطف أو يساند المظلومين الفلسطينيين.

الأمريكي هو من يقف وراء التخاذل العربي، وهو من وجه الدول والأنظمة والحكومات بإلزام الصمت، وجمدهم حتى عن تقديم المساعدات الإنسانية، ويشارك الأمريكي ودول الغرب الكافر في منع وصول الغذاء والدواء إلى غزة، بل وصل الأمريكي بوقاحته أن يعترض وقف الحرب على الشعب الفلسطيني.

خرج الغرب الكافر ليتضامن ويدعم ويساند المجرم الصهيوني المحتل في بلدنا العربي ومنطقتنا الإسلامية ليواصل المجرم الإسرائيلي في ممارسة الإجرام والطغيان في حق أبناء جلدتنا، في حق شعب ينتمي إلى ديننا الإسلامي، وينتمي إلى قوميتنا العربية، أفلا يستحق أن نقف مع الشعب الفلسطيني العربي المسلم المظلوم المُعتدى عليه، الذي يُقتل أطفاله ونساؤه، وتُدمَّر منازله؟!، أما أصبح من مسؤوليتنا الدينية والقومية والإنسانية والأخلاقية أن نساند الشعب الفلسطيني العربي المسلم المظلوم الذي يُجوَّع ويُضطهد ويُظلم، وهو جزءٌ منا كمسلمين، ينتمي إلينا كأمةٍ مسلمة، وهو جزءٌ لا يتجزأ منا كعرب، هو جزءٌ منا في انتمائه، في نسبه، في دينه، في لغته، في انتمائه القومي… بكل الاعتبارات؟!.

هل يجوز للشعوب العربية أن تسكت والأمة الإسلامية أن تتخاذل أمام هذه الجرائم الرهيبة التي ترتكب ضد شعبٍ هو جزءٌ من هذه الأمة، تربطه كل الروابط بهذه الأمة؟!، أليس أن رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) قال: (المُؤْمِن لِلْمُؤْمِن كَالبَنَان (أو كَالبُنْيَان) يَشُدُ بَعْضُهُ بَعْضاً)، أليس رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) قال: (مَنْ أَصْبَحَ لاَ يَهْتَمُّ بِأَمْرِ الْمُسْلِمِينَ، فَلَيْسَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَمَنْ سَمِعَ مُسْلِماً يُنَادِي: يَا لَلْمُسْلِمِينَ، فَلَمْ يُجِبْهُ، فَلَيْسَ مِنَ الْمُسْلِمِين)، أليس في القرآن الكريم أكثر من خمسمائة آية تتحدث عن الجهاد في سبيل الله؟!، والجهاد في سبيل الله أليس هو لمواجهة الشر، والظلم، والطغيان، والإجرام، والعدوان؟!، أوليس الله يحذِّرنا في القرآن الكريم قائلًا: {إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}؟!.

إن من واجب الشعوب الإسلامية كأقل موقف أن تنشط في المقاطعة للبضائع الأمريكية والإسرائيلية، وهذا سلاح مؤثر، وأن تنشط إعلامياً في مواقع التواصل الاجتماعي، أن تقدِّم التبرعات للشعب الفلسطيني، أن تخرج في مظاهرات ومسيرات تضامنية مع الشعب الفلسطيني، ومساندة لإخوتنا في غزة الجريحة.

فلا عشنا ولا بقينا ولسنا بمؤمنين إذا سكتنا وتفرجنا على دموع الأطفال، ولا إنسانية لدينا إن تجاهلنا صرخات الثكالى، ولا إسلام لدينا إن أصمينا آذاننا وتجاهلنا نداءات أخواتنا وأمهاتنا في قطاع غزة، وليس لنا عذر أمام الله، ولا يمكن أن نبرر لأنفسنا يوم القيامة لا بالحكومات ولا بالعلماء، فإنهم ليسوا حجتنا أمام الله.