الخبر وما وراء الخبر

استهداف 18 سفينة في البحرين الأحمر والعربي.. حصاد مر للأمريكيين والبريطانيين والصهاينة

10

ذمــار نـيـوز || تقارير ||

29 يناير 2024مـ -18 رجب 1445هـ

تقرير|| أيمن قايد

فرضت القوات المسلحة اليمنية واقعاً جديداً في مستقبل الصراع العربي مع الكيان الصهيوني، وفاجأت العالم بحضورها القوي والاستثنائي في مناصرة المظلومين في قطاع غزة.

واستخدم في العمليات العسكرية اليمنية منذ بدء طوفان الأقصى أكثر من 200 طائرة مسيرة وأكثر من 50 صاروخاً باليستياً ومجنحاً، وتنوعت ما بين قصف الموانئ جنوب فلسطين المحتلة في ميناء “أم الرشراش” بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، وأخرى بحرية تمثلت في منع مرور السفن الإسرائيلية أو المرتبطة بالكيان من المرور عبر مضيق باب المندب والبحر الأحمر، إضافة إلى استهداف السفن الأمريكية والبريطانية في خليج عدن.

وتأتي هذه العمليات في ظل مساندة اليمن المتواصلة للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب إبادة في قطاع غزة، حيث ربطت القوات المسلحة اليمنية إيقاف هذه العمليات بإيقاف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة، وهي مبادئ لا يمكن أن تحيد عنها القيادة الثورية والسياسية اليمنية على الإطلاق.

وقبل الدخول في معركة البحر الأحمر، أطلقت القوات المسلحة اليمنية الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة على ميناء “أم الرشراش” أو ما يسميه العدو “إيلات”، محدثاً رعباً داخل كيان العدو الذي تفاجأ بهذه الضربات القادمة من اليمن، وشكلت له كابوساً في سياق معركته التي يخوضها في قطاع غزة، واستمرت هذه العمليات لعدة أسابيع قبل الانتقال إلى الخيار الأقسى على العدو الصهيوني وهو فرض الحصار عليه في البحرين الأحمر والعربي.

 

السيطرة على سفينة جلاكس

انتقلت القوات المسلحة اليمنية إلى المرحلة الثانية من المواجهة مع الكيان الصهيوني، تمثلت في منع السفن الإسرائيلية من المرور عبر مضيق باب المندب والبحر الأحمر، وعلى الرغم من الاستهتار بهذا القرار من قبل الصهاينة وغيرهم، إلا أنهم تفاجئوا بالعملية العسكرية النوعية لأبطال القوات البحرية في الـ 14 من نوفمبر2023م، والتي تمثلت في الاستيلاء على سفينة “جلاكسي ليدر” الإسرائيلية واقتيادها إلى ميناء الحديدة غربي اليمن.

وللتأكيد على براعة العملية والتكتيكات النوعية في الاستيلاء على السفينة، بث الإعلام الحربي مشاهد للعملية، ووزعها على وسائل الإعلام اليمنية والعالمية، ولا تزال تلك الوسائل تحتفظ بهذه المشاهد كوثيقة تاريخية هامة.

اعتقد الصهاينة أن الاستيلاء على “جلاكسي” هو حدث استثنائي، وأن اليمن لن يغامر في أي عملية أخرى، لكن اليمن مضى في قراره التاريخي، لتأتي العملية الثانية في الـ 3 من ديسمبر الماضي، وذلك باستهداف السفينتين “يونتي إكسبلورر” و”نمبر ناين”، حيث جاء الاستهداف بعد رسائل تحذيرية لها بعدم المرور من البحر الأحمر، بعد أن حاولت السفينتان خرق الحصار البحري المفروض على الكيان الإسرائيلي، فسارعت القوات البحرية في استهدافهما بالصواريخ البحرية والطائرات المسيرة، وبهذه العملية نجحت القوات البحرية في فرض قرارها بمنع السفن الإسرائيلية من الملاحة في البحر الأحمر.

و في الـ 9 من ديسمبر 2023م، ونتيجة لاستمرار العدو الصهيوني في ارتكاب المجازر المروعة وحرب الإبادة الجماعية والحصار بحق إخواننا في غزة، أعلنت القوات المسلحة اليمنية عن المرحلة الثانية من التصعيد ضد الكيان الصهيوني، تمثلت في منع مرور كل السفن المتجهة إلى الكيان الصهيوني من أي جنسية كانت، إذا لم يدخل لقطاع غزة حاجته من الغذاء والدواء وستصبح هدفاً مشروعاً لقواتنا المسلحة.

 

استهداف سفينتي “استريندا” و “ميرسيك جبرلاتر”

بعد ثلاثة أيام من هذا الإعلان نفذت العملية الأولى ضد سفينةِ “استريندا” التابعةٍ للنرويج، والمتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة، وذلك في الـ12 من ديسمبر2023م ، حيث تم استهدافها بصاروخ بحري مناسب.

وبعد يومين فقط في ـ14 ديسمبر الماضي، نفذت القوات البحرية في القوات المسلحة عملية عسكرية ضد سفينة حاويات “ميرسيك جبرلاتر” كانت متجهة إلى الكيان الإسرائيلي، و تم استهدافها بطائرة مسيرة، وكانت الإصابة مباشرة، وذلك بعد رفض طاقم السفينة الاستجابة لنداءات القوات البحرية اليمنية.

وفي الوقت الذي كانت فيه البحرية اليمنية تحاول منع السفينة “ميرسيك جبرلاتر” من مواصلة الإبحار كانت البحرية اليمنية في نفس الوقت قد تمكنت من منع مرور عدة سفن كانت متجهة للكيان الإسرائيلي استجابت للتحذيرات التي تطلقها القوات البحرية.

 

استهداف سفينتي “إم إس سي ألانيا” و”إم إس سي بالاتيوم”:

ونظراً لحاجة الكيان الصهيوني للغذاء والوقود، فقد حاولت عدة سفن خرق الحصار اليمني عليه، محاولة إدخال مواد إسعافيه، عبر خطط تمويهية أعدتها البحرية الأمريكية، غير أن الاستخبارات اليمنية استطاعت كشف السفن وتعقبها واستهدافها.

ففي الـ 15 من ديسمبر 2023م نفذت قواتنا البحرية، عملية عسكرية ضد سفينتي حاويات (MSC Alanya إم إس سي ألانيا) و(MSC PALATIUM III إم إس سي بالاتيوم) كانتا متجهتين إلى الكيان الإسرائيلي وقد تم استهدافهما بصاروخين بحريين مناسبين، وقد جاءت عملية استهداف السفينتين بعد رفض طاقميهما الاستجابة لنداءات القوات البحرية اليمنية وكذلك الرسائل التحذيرية النارية.

 

استهداف “سوان اتلانتك” و “إم إس سي كلارا”

وفي الـ18 من ديسمبر 2023م، نفذت القوات البحرية اليمنية عملية عسكرية نوعية ضد سفينتين لهما ارتباط بالكيان الصهيوني الأولى سفينة “سوان اتلانتك” كانت محملة بالنفط، والأخرى سفينة “إم إس سي كلارا” كانت تحمل حاويات وقد تم استهدافهما بطائرتين بحريتين.

 

استهداف MSC يونايتد

واصلت القوات البحرية في القوات المسلحة اليمنية عملياتها، لتؤكد إصرارها على تنفيذ قراراها بمنع أي سفينة تتجه إلى الموانئ في الكيان الصهيوني، الأمر الذي أدى إلى تعطل الحركة في ميناء “إيلات” واعتراف الصهاينة بتكبدهم خسائر اقتصادية كبيرة.

وعلى الرغم من كل هذه العمليات إلا أن سفن الأعداء كانت تصر على كسر الحصار، لكنها لم تفلح، ففي ال26 من شهر ديسمبر 2023م، أعلنت القوات المسلحة اليمنية تنفيذ عملية مزدوجة تمكنت خلالها من استهداف السفينة MSC يونايتد” بصاروخ بحري، بالتوازي مع دك “أم الرشراش” بطائرات مسيرة نصرة للشعب الفلسطيني.

وأكدت القوات المسلحة في بيان لها أنه وانتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطينيِ الذي يتعرض للقتل والتدمير والحصار والتجويع، نفذت القوات البحرية، عمليةَ استهداف لسفينة تجاريةٍ” إم إس سي يونايتد MSC UNITED” وذلك بصواريخَ بحريةٍ مناسبة، موضحة أن العملية جاءت بعد رفض طاقم السفينة وللمرة الثالثة نداءات القوات البحرية، وكذلك الرسائل التحذيرية النارية المتكررة.

 

استهداف “ميرسك هانغزو”

وفي ال 31 ديسمبر 2024م ، وبالتزامن مع التهديدات الأمريكية والبريطانية، ومحاولة العدو التقليل من شأن الموقف اليمني، أقدم العدو الأمريكي على استهداف ثلاثة زوارق تابعة للقوات البحرية اليمنية كانت تمارس مهامها الاعتيادية الرسمية في ترسيخ الأمن والاستقرار وحماية الملاحة البحرية وتقوم بواجبها الإنساني والأخلاقي المتضامن مع الشعب الفلسطيني المظلوم؛ ما أدى إلى استشهاد 10 من أبطال القوات البحرية، وجاء ذلك خلال عملية اشتباكات مباشرة أثناء منع سفينة حاوياتٍ “ميرسك هانغزو” من المرور الى موانئ فلسطين المحتلة.

 

استهداف السفينة CMA CGM TAGE

افتتحت القوات المسلحة العام الجديد 2024 بعملية مساندة لغزة في الــ 3 من يناير 2024م، حيث أعلنت قواتنا المسلحة عن استهداف السفينة سي إم أي سي جي إم تيج CMA CGM TAGE التي كانت متجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة؛ وسط تأكيد استمرار قواتنا في منع السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة من الملاحة في البحرين الأحمر والعربيِ حتى إدخال ما يحتاجه إخواننا في قطاع غزة من غذاء ودواء.

 

استهداف سفينة أمريكية

ولأن الأمريكي لم يأخذ تحذيرات القوات المسلحة اليمنية على محمل الجد، فقد أعلنت قواتنا المسلحة، في 10 يناير 2024م، عن عملية عسكرية استهدفت سفينة أمريكية كانت تقدم الدعم للكيان الصهيوني، وبهذا فقد فتح الأمريكي على نفسه دائرة النيران بأن جعل سفنه أهدافاً مشروعة نتيجة لاعتداءاته على اليمن وقواتها المسلحة؛ وهو ما أكدت عليه قواتنا المسلحة وقتها بأن استهداف السفينة الأمريكية جاء كرد أولي على الاعتداء الغادر الذي تعرضت له القوات البحرية من قبل قوات العدو الأمريكي في 31 ديسمبر الماضي.

ولم تمض سوى أيام قلة على الوعيد والتحذير اليمني حتى نفذت قواتنا المسلحة عملية استهداف جديدة، وبمستوى متصاعد وغير متوقع للعدو ولم يكن في حسبانه؛ حيث استهدفت القوات البحرية اليمنية سفينة أمريكية في خليج عدن في 15 يناير 2024م، وذلك بعدة صواريخ كرد على العدوان الأمريكي البريطاني على البلد ونصرة للشعب الفلسطيني، وسط تأكيد بأن كافة القطع الحربية الأمريكية والبريطانية المعتدية على اليمن أصبحت ضمن بنك الأهداف.

 

زوغرافيا تحت النيران

وفي 16 يناير 2024م؛ أعلنت قواتنا المسلحة، استهداف السفينة “زوغرافيا” والتي كانت متجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة؛ وجددت التأكيد على استمراها في اتخاذ كافة الإجراءات الدفاعية والهجومية ضمن حق الدفاع المشروع عن اليمن العزيز والتأكيد على استمرار التضامن العملي مع الشعب الفلسطيني المظلوم.

ويأتي ذلك بالرغم من حجم التهديدات الأمريكية والبريطانية على اليمن، بهدف ثني قواتنا المسلحة عن مواصلة موقفها البطولي المناصر للمحاصرين من أبناء فلسطين، وفي المقابل فان تلك التهديدات زادت اليمن قوة وعنفواناً، واصراراً أكثر على تطوير ترسانته العسكرية وتصنيعه الحربي للصواريخ المتطورة بشتى أنواعها، وهو ما أكده قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في خطابه، والذي قال فيه بأنه “كلما استمر العدوان الصهيوني وحصاره على قطاع غزة كلما استمرت القوات اليمنية في تطوير أسلحتها بشكل أكبر وأكثر فاعلية وتأثير”.

 

استهداف جينكو بيكاردي وكيم رينجر

وفي 17 يناير 2024م، أعلنت قواتنا المسلحة استهداف السفينة الأمريكية (جينكو بيكاردي) في خليج عدن وذلك بعدد من الصواريخ البحرية المتطورة.

أما في 19 يناير 2024م فقد أعلنت قواتنا المسلحة عن تنفيذ عملية استهداف لسفينة “كيم رينجر” الأمريكية، في خليج عدن بصواريخ بحرية مناسبة، وسط تأكيد بأن أي اعتداء جديد لن يبقى دون رد وعقاب.

 

استهداف أوشن جاز (OCEAN JAZZ )

وتوالت الضربات على السفن الأمريكية، ففي22 يناير 2024م، أعلنت قواتنا المسلحة استهداف سفينة الشحن العسكرية الأمريكية ( أوشن جاز OCEAN JAZZ ) ) في خليج عدن بصواريخ بحرية مناسبة، وكعادتها القوات المسلحة اليمنية مع كل استهداف تؤكد أن هذه العمليات تأتي انتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطيني ودعماً وإسناداً لصمود إخواننا في قطاع غزة وفي إطار الرد على العدوان الأمريكي البريطاني على بلدنا، والتأكيد على استمرار حركة الملاحة في البحرين العربي والأحمر إلى كافة الوجهات حول العالم عدا موانئ فلسطين المحتلة حتى يتوقف العدوان ويرفع الحصار عن الشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة.

 

استهداف مدمرات وسفن أمريكية

وتصاعدت وتيرة الاستهداف للسفن الأمريكية في ظل إصرارها على حماية السفن الإسرائيلية، ومحاولة كسر الحصار البحري اليمني المفروض على الصهاينة.

وفي 24 يناير 2024م، نفذت القوات المسلحة اليمنية، عملية عسكرية نوعية ضد المدمرات والسفن العسكرية الأمريكية في خليج عدن وباب المندب، حيث اشتبكت مع عدد من المدمراتِ والسفنِ الحربية الأمريكية، أثناء قيام تلك السفن بتقديم الحماية لسفينتين تجاريتين أمريكيتين.

وأكد بيان القوات المسلحة اليمنية إصابة سفينة حربية أمريكية إصابة مباشرة، وإجبار السفينتين التجاريتين الأمريكيتين على التراجع والعودة، موضحاً أن عملية الاشتباك استمرت لأكثر من ساعتين وتم فيها استخدام عدداً من الصواريخ الباليستية.

 

استهداف سفينة النفط البريطانية (مارلين لواندا)

دخلت بريطانيا دائرة النيران، بعد تماديها ومشاركتها الأمريكي في العدوان على اليمن، معتقدة أن اليمن سيخضع لهيمنتها وجبروتها، لكن الرد على البريطانيين جاء في 26 من يناير 2024م، عندما أعلنت القوات المسلحة اليمنية تمكنها من استهداف سفينة نفطية بريطانية (مارلين لواندا) بعدد من الصواريخ البحرية المناسبة وكانت الإصابة مباشرة ما أدى إلى احتراقها بفضل الله.

واعترف البريطانيون بإصابة السفينة، كما تم عرض صور ومقاطع فيديو عبر وسائل إعلامية دولية للسفينة وهي تحترق، وتظهر عليها آثار الدمار.

 

استهداف سفينة أمريكية ” lewis B puller”

آخر هذه العمليات حتى لحظة كتابة هذا التقرير، كان مساء الأحد 28 يناير 2024م، حيث أطلقت القوات البحرية في القوات المسلحة اليمنية صاروخاً بحرياً مناسباً استهدف سفينية تابعة للبحرية الأمريكية ” lewis B puller” أثناء ابحارها في خليج عدن.

وبحسب بيان القوات المسلحة اليمنية فإن من ضمن مهام هذه السفينة تقديم الدعم اللوجستي للقوات الأمريكية التي تشارك في شن العدوان على اليمن، كما أن عملية الاستهداف تأتي ضمن الإجراءات العسكرية التي تتخذها القوات المسلحة اليمنية دفاعاً عن اليمن العزيز، وتأكيداً على مساندة الشعب الفلسطيني المظلوم.

ومع كل استهداف فإن القوات المسلحة اليمنية تؤكد كالعادة أن هذه العمليات تأتي انتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطيني ودعماً وإسناداً لصمود إخواننا في قطاع غزة وفي إطار الرد على العدوان الأمريكي البريطاني على بلدنا، والتأكيد على استمرار حركة الملاحة في البحرين العربي والأحمر إلى كافة الوجهات حول العالم عدا موانئ فلسطين المحتلة حتى يتوقف العدوان ويرفع الحصار عن الشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة.