الخبر وما وراء الخبر

لماذا أمريكا أم الإرهاب؟!.

43

ذمــار نـيـوز || مـقـالات ||
25 يناير 2024مـ -14 رجب 1445هـ
بقلم / عدنان علي الكبسي

ليس غريب على الأمريكي أن يتورط مع الإسرائيلي في كل جرائمه، وأن يقدَّم كل أشكال الدعم، وأن يقدَّم الصواريخ التي يقتل بها أطفال فلسطين، ونساء فلسطين، والقنابل، وقذائف الدبابات، ومختلف أنواع الدعم العسكري، ليس غريب أن يقدم الأمريكي الدعم المالي والسياسي والإعلامي بشكل مستمر، وأن يعترض وقف الحرب على الشعب الفلسطيني في غزة، لأن الولايات المتحدة الأمريكية نشأت على أشلاء ودماء مدنيين عزل في أمريكا، واستمرت أمريكا في ارتكاب الجرائم في كثير من شعوب العالم، ولذا قال السيد المولى عبدالملك بدرالدين الحوثي -يحفظه الله- في كلمته الأخيرة يوم الخميس السابق في السابع من شهر رجب حول آخر التطورات والمستجدات قال: (الأمريكيون لديهم تاريخهم الإجرامي، الأسود، تجاه مختلف الشعوب، ليس فقط في العالم الإسلامي، بل وفي البلدان الأخرى، ومعروفٌ ما فعلوا حتى في أمريكا نفسها، وهم الذين أبادوا عشرات الملايين من السكان الأصليين في أمريكا، ممن كان يطلق عليهم (الهنود الحمر)، وما فعلوه بفيتنام، ما فعلوه في اليابان، ما فعلوه في بلدان كثيرة من العالم، معروفٌ عن الأمريكيين الإفلاس الأخلاقي، توجهاتهم السياسية لا ترتبط أي ارتباط بالجانب الأخلاقي، ولا تُعيره أي أهمية، ولا تعطيه أي قيمة، ويشطبونه بشكلٍ نهائي، لكن الدافع الأكبر والأهم من كل ذلك هو: التزامهم الصهيوني).
نشأت الولايات المتحدة الأمريكية على أشلاء ودماء مدنيين عزل في أمريكا نفسها، حيث أبادت الولايات المتحدة الأمريكية حوالي مائة مليون إنسان من الهنود الحمر السكان الأصليين لأمريكا في النصف الثاني من القرن التاسع عشر.

وفي الحرب العالمية الثانية أسقطت القوات الجوية الأمريكية وحلفائها 3900 طن من القنابل شديدة الانفجار والقنابل الحارقة على مدينة دريسدن الألمانية في أقل من خمسة عشر ساعة تم القضاء فيها على أربعة وثلاثين ألف مواطن، وقتلت أمريكا في برلين الألمانية أكثر من ثمان مائة ألف شخص.

في شهر أغسطس ١٩٤٥م تلقي أمريكا قنبلتين نوويتين على مدينتين يابانيتين وهما هيروشيما وناجازاكي بفارق ثلاثة أيام بين العمليتين النوويتين بأمر من الرئيس الأمريكي آنذاك (هاري ترومان)، والتي أسفرت عن مقتل (٢٢٠٠٠٠) مائتين وعشرين ألف شخص، وإصابة مئات الآلاف من الأشخاص بأمراض خطيرة في السنوات التي تلت ذلك بسبب آثار تلك الكارثة.

وفي الحرب الأمريكية الفيتنامية ما بين عامي ١٩٥٥م و ١٩٧٥م قتلت أمريكا نحو ثلاثة ملايين فيتنامي معظمهم أطفال ونساء.

في عام ١٩٥٠م قتلت أمريكا وحلفائها نحو أربعة ملايين مدني في كوريا الشمالية، وفي الحرب الأمريكية الفلبينية قتلت أمريكا مليون وخمس مائة ألف شخص، وهذه بعض النماذج السيئة من الإرهاب الأمريكي للبشرية.

أمريكا أدخلت قواتها في عدة بلدان ككوريا وكولومبيا وبنما وغيرها، وغزت بقواتها بلدان ككوبا والمكسيك وهندوراس، واحتلت عدة مناطق في الصين والدومينيكان والصومال وأفغانستان والعراق، وقصفت ليبيا ودمرت مدنها وقتلت سكانها في طرابلس وبنغازي، ودعمت العدوان السعودي والإماراتي في ارتكاب الجرائم في حق اليمنيين، ولقد ارتكبت أمريكا في كل بلد وصلت إليه بقواتها أبشع الجرائم في حق تلك الشعوب.

أمريكا لها الرصيد الإجرامي الهائل، امتد شرها إلى كثير من الشعوب، نكلت بجبروتها وطغيانها بالكثير من البشرية رجالًا ونساءً، كبارًا وصغارًا، ولا حرمة للطفل ولا حقوق للمرأة في القانون العسكري الأمريكي، وغزة خير شاهد لإجرام وطغيان أمريكا وربيبتها إسرائيل.

ولن ننسى ما فعلته أمريكا في العراق وتنوع جرائمها في قتل الآلاف من الشعب العراقي، ولن ننسى جرائم الاغتصاب للنساء وللرجال، ولم يغب سجن أبو غريب عن ذاكرتنا، كذلك غوانتانامو شاهد على الوجه القبيح لأمريكا.

فلذلك نجد أن أكبر جرائم القتل والاغتصابات قامت بها أمريكا وإسرائيل والغرب الكافر، أكبر الإبادات الجماعية للناس كانت بالأسلحة النووية والأسلحة الفتاكة والمحرمة دوليًا التابعة لأمريكا رأس الشر، فأمريكا هي الشيطان الأكبر، وهي من تثير الفتن والقلاقل، وتقف خلف الحروب والصراعات، فأمريكا وبريطانيا وإسرائيل هم جذور ومنابع الإرهاب، وهم منبع كل الشر والإجرام والظلم والطغيان، وهم أشر ما خلق الله، ونحن عندما نصنف أمريكا بأنهم الإرهابيين فتصنيفنا لهم بحق، لو لم يكن من إرهابهم إلا مشاركتهم في الإجرام الصهيوني لكان ذلك كافيًا، ونحن اليمنيين نصنف أمريكا وبريطانيا في قائمة الدول الحامية والراعية والداعمة للإرهاب الصهيوني.

فنحن في هذه المرحلة أتى دورنا لنواجه الإرهاب الصهيوني والإستكبار الأمريكي والغطرسة البريطانية، أتى دورنا لنواجه أمريكا وإسرائيل بسلاح الإيمان وسلاح الحديد، وليجعلن الله عذابهما على أيدينا بفضله الواسع.

أتى دورنا لنتحرك في إطار مصلحة أمتنا الحقيقية؛ لدفع أولئك الأشرار الطغاة المجرمين، الذين هم شر على أمتنا، أتى دورنا في نصرة المظلوم في مواجهة الظالمين المستبدين، أتى دورنا لنجاهد في سبيل الله، لنقاتل الذين يقاتلون في سبيل الطاغوت والإستكبار والعدوان، أتى دورنا لنتجاوز الاختبار الإلهي، لنثبت مصداقيتنا في انتمائنا الإيماني {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ}.

أتى دورنا لنساند إخوتنا الفلسطينيين الأعزاء في منع السفن الإسرائيلية أو السفن المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة، أتى دورنا لنحاصر إسرائيل اقتصاديًا كما هم يحاصرون إخوتنا في قطاع غزة، أتى دورنا لنقاطع البضائع الأمريكية والإسرائيلية، أتى دورنا لندعم إخوتنا المجاهدين في غزة بكل ما نستطيع ولو أن نؤثر على أنفسنا ولو كان بنا خصاصة، أتى دورنا لنتبرأ من الأمريكيين والإسرائيليين ونلعنهم من فوق كل منبر وفي كل لقاء أو اجتماع، أتى دورنا لنواصل بشكل كبير بلا كلل ولا ملل ولا فتور في الخروج الجماهيري في كل المسيرات التضامنية والمساندة مع إخوتنا الفلسطينيين، أتى دورنا لنأهل أنفسنا ثقافيًا وعسكريًا لنكون بمستوى مواجهة اليهود.

ولا خير فينا إذا لم نقف في كل موقف ضد الصهاينة والأمريكيين، ولا رجولة فينا إن لم نعلنها أننا أعداء الصهاينة وأننا أعداء أمريكا، وكلنا ثقة بالله أن الله معنا وناصرنا ومخزي الكافرين والمنافقين.