الخبر وما وراء الخبر

السيد القائد: شعبنا اليمني لن يترك غزة لوحدها ومعركتنا في البحر لإسناد الشعب الفلسطيني

9

ذمــار نـيـوز || أخبــار محلية ||
25 يناير 2024مـ -14 رجب 1445هـ

أكد السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي أن الشعب اليمني لن يترك غزة لوحدها ولن يبقى الناس في البيوت يتجاهلون ما يجري؛ بل سيستمر الخروج الجماهيري، مؤكدا أن معركتنا في البحر الأحمر هي لإسناد الشعب الفلسطيني.

وفي كلمة له حول آخر التطورات والمستجدات، اليوم الخميس، أوضح السيد القائد أن شعبنا اليمني المسلم العزيز قدّم نموذجاً بتحركه الشامل على كل المستويات، ومن خلال خروجه الجماهيري الأسبوعي وخروجه الأسبوع الماضي بين المطر في ميدان السبعين.

وبيّن أن هتاف الشعب اليمني لفلسطين “لستم وحدكم” و”معكم حتى النصر” هو عنوان لشعبنا يعبّر عن التزام سيفي به، داعيا شعبنا إلى مواصلة الخروج الأسبوعي الحاشد الجماهيري الواسع جداً، وإلى الاحتشاد الكبير والخروج يوم غد الجمعة، في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء وبقية المحافظات ليؤكد للشعب الفلسطيني في غزة أنه ليس لوحده وأنه معهم حتى النصر.

 

التحرك الجماهيري مسؤولية مقدّسة

السيد القائد أكد أن التحرك الجماهيري له أهميته الكبيرة جدا للمطالبة بوقف العدوان على غزة وإنهاء الإجرام بحق الشعب الفلسطيني، لافتا إلى ضرورة أن تستمر المظاهرات حتى في الدول الغربية في أوروبا وفي أمريكا وفي غيرها، وأن يستمر نشاط الجاليات العربية والإسلامية.

وقال السيد القائد: “يجب أن يكون هناك تحرك واسع ومتصاعد أكثر فأكثر في الضغط لوقف الإجرام الفظيع والشنيع ضد الشعب الفلسطيني، وأن يكون هناك نشاط مكثّف على المستوى الإعلامي لإظهار مظلومية الشعب الفلسطيني، وأن يستمر الحث والشرح لأهمية مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية وما يترتب عليها.

وأضاف أن التحرك الجماهيري مسؤولية مقدّسة والتحرك فيه يعتبر جهادا في سبيل الله سبحانه وتعالى، فيما التخاذل عن التحرك الجماهيري وزر كبير وأمر خطير جدا، مشيرا إلى أنه من المهم امتلاك خلفية ثقافية وتاريخية عن الصراع مع العدو الصهيوني والدور الخطير للوبي اليهودي الصهيوني.

وتابع: “من المهم التوعية بخطورة التقصير والتفريط والتبعات المترتبة على سكوت الشعوب وتخاذلها أمام ما يحدث في غزة”، منوها بأن الشعوب التي تعاني من الكبت الشديد من أنظمتها يمكنها أن تنشط في المقاطعة للبضائع الأمريكية والإسرائيلية.

 

معركتنا في البحر لإسناد الشعب الفلسطيني

وأكد السيد القائد أنه ليس هناك معركة في البحر الأحمر من أجل الملاحة الدولية، لافتا إلى أن معركتنا في البحر الأحمر منذ بداية العدوان على غزة، هي لإسناد الشعب الفلسطيني في مقابل العدوان الأمريكي لحماية الإجرام الصهيوني، وتلك المعركة لها ارتباط تام بما يجري في غزة.

وكشف السيد عبدالملك أن محصلة عملياتنا لحد الآن، القصف بأكثر من 200 طائرة مسيّرة وأكثر من 50 صاروخا باليستيا ومجنحا، وأن بلدنا سيواصل عملياته حتى يصل الغذاء والدواء إلى كل سكان غزة ويتوقف الإجرام الصهيوني.

وقال: “يأبى لنا ضميرنا الإنساني وانتماؤنا الديني وروابط الأخوة مع الشعب الفلسطيني أن نسكت أو نتفرج دون أن يكون لنا موقف، وإصرار الأمريكي على حماية الإجرام الصهيوني ورفضه للمعادلة الإنسانية العادلة لن يؤثر على موقفنا ولن يجعلنا نتراجع أبداً، ومعركتنا مستمرة ومرتبطة تماما بمعركة غزة والأمريكي يسعى للخداع المكشوف”.

وفضح السيد القائد محاولة الأمريكي بأنه يعنون عدوانه على بلدنا وحمايته للأجرام الصهيوني على أنه حماية للملاحة الدولية!!

وأردف أن الأمريكي يهدف من خلال خداعه المكشوف إلى توريط الآخرين للاشتراك معه في حماية الإجرام الصهيوني.

كما كشف عبور نحو 4874 سفينة تجارية منذ بداية عملياتنا في البحر الأحمر وهو عدد كبير جدا خلال هذه الفترة.

وأضاف السيد القائد أنه منذ إعلان عملياتنا في البحر الأحمر الكل يعرف أنه ليس بمستهدف لكن الأمريكي يسعى للخداع، مؤكدا أن العدوان الأمريكي على بلادنا لا يستند إلى أمم متحدة ولا مجلس أمن، وأن ما يقوم به الأمريكي والبريطاني هو تهديد للملاحة الدولية وانتهاك لسيادة الدول المطلة على البحر الأحمر.

ولفت إلى أن هناك صحوة عالمية بالرغم من حجم التضليل الأمريكي والخداع والدعاية الأمريكية الإعلامية.

ووجه السيد القائد النصح للشعوب الأوروبية بالحذر من توريط الأمريكي لحكوماتها واستغلال أموالها، قائلا: “نحن نستهدف بكل وضوح السفن المرتبطة بإسرائيل بهدف إيصال المواد الغذائية إلى الشعب الفلسطيني”.

وتابع: “هدفنا هو الضغط لإيصال الدواء والغذاء للشعب الفلسطيني في غزة ومنع الإجرام الصهيوني، هدفنا واضح ومقدّس وفي نفس الوقت مطلب إنساني ومن المفترض أن يكون التجاوب معه”.

 

التصعيد الأمريكي والبريطاني ستكون نتائجه عكسية

كما أكد السيد القائد أنه مهما كان التصعيد الأمريكي والبريطاني فستكون نتائجه عكسية ولن يؤثر على قرارنا وموقفنا، فنحن في عمل مقدّس نعتبره جزءا من جهادنا في سبيل الله ولن يؤثر على قدراتنا العسكرية بل نطورها باستمرار.

وأوضح بالقول: “نحن نأخذ احتياطنا ولسنا جديدين على مواجهة التحديات الحربية والقتالية، نحن متمرسون على ذلك”، مشيرا إلى أن نتائج العدوان ستكون عكسية على الأعداء في الكلفة وفي توتير الوضع وتوسيع الصراع وتهديد الملاحة البحرية.

ونبه بأنه منذ بداية الاعتداءات على بلدنا لم يتمكن الأمريكي من إيقاف استهداف السفن بل أدخل نفسه والبريطاني في المشكلة، مؤكدا أن الحل الوحيد هو إدخال الغذاء والدواء إلى أهالي غزة وإيقاف جرائم الإبادة الجماعية.

ومضى بالقول: “كلما طال أمد العدوان على قطاع غزة كلما تضاعفت المسؤولية على أمتنا الإسلامية في التحرك بشكل أكبر وأقوى، وكلما أصر الإسرائيلي والأمريكي على الاستمرار في الإجرام كلما كان علينا أن نكون أكثر إصراراً وتصميما لمنع ذلك”.

عدوان غير مسبوق بمستوى الإجرام والمدة الزمنية وعلى نطاق محدود

السيد عبدالملك نوه بأنه لم يسبق في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي عدوان استمر مثل هذه المدة الزمنية وبنفس مستوى الإجرام وعلى نطاق محدود مثل قطاع غزة.

وأشار إلى أن عدد الجرحى أصبح يحسب بنسبة مئوية من سكان غزة وهذا ما ليس له مثيل في الأحداث في مختلف بلدان العالم.

وأردف أن العدوان الهمجي للعدو الصهيوني يقابله صمود واستبسال منقطع النظير من قبل المجاهدين في غزة ومن الأهالي، مؤكدا أنه لم يسبق في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي أن يستمر جيش ولا جيوش عربية متعاونة بمثل صمود المجاهدين في غزة.

ولفت إلى أن خسائر العدو الإسرائيلي بلغت آلاف القتلى والجرحى من جنوده مع اهتزاز غير مسبوق للكيان وفشل تام لما كان يأمل تحقيقه، إلى جانب أن الخسائر الاقتصادية للعدو الإسرائيلي كبيرة رغم الدعم المالي والعسكري الأمريكي والغربي.

كما أكد السيد القائد أن المعادلة أصبحت بفضل صمود المجاهدين والأهالي في غزة معادلة “إن تكونوا تألمون، فإنهم يألمون كما تألمون”، ورغم حجم العدوان الصهيوني والإجرام والطغيان والتوغّل فقد فشل العدو عن تحقيق أهدافه المعلنة، وفي كسر إرادة وعزم المجاهدين والأهالي في غزة وفشل في تحطيم الروح المعنوية للمجاهدين والأهالي.

وبين أن المسلمين يتحملون مسؤولية كبيرة تجاه دعم صمود الشعب الفلسطيني في ظل ظروف صعبة ومعاناة شديدة ومظلومية كبيرة، ولو وفر المسلمون الدعم اللازم للشعب الفلسطيني ومجاهديه لتغيّرت المعادلة تماما.

وقال السيد القائد: “المسلك الإجرامي للعدو الإسرائيلي مستمر كل يوم ويعبّر عن نزعة عدوانية وحقد وتوحش وإفلاس أخلاقي، وكلما فشلوا في تحقيق أهدافهم المعلنة كلما عمدوا إلى ممارسة الجرائم الرهيبة جدا”.

وأضاف أن المؤسسات الدولية بكلها تشاهد ما يجري على أرض فلسطين في غزة ولكن أين هو الموقف العملي؟

وتابع: “القرارات الأمريكية والغربية لا تأتي تجاه ما يعمله العدو الإسرائيلي بالشعب الفلسطيني في غزة من إبادة جماعية، كما أن العبارات التي تصدر في تصريحات المؤسسات الدولية لا ترقى أبدا إلى التوصيف الحقيقي لما يحدث في غزة”.

الأمريكي وراء استمرار الإجرام الصهيوني والتخاذل الدولي

وأكد أن السبب الأساسي والرئيس في استمرار الإجرام الصهيوني هو الموقف الأمريكي، فهو الذي يصر على أن تبقى غزة في حالة حصار تام وأن يبقى معبر رفح مغلقا معظم الوقت.

وأوضح أن الأمريكي يصر على أن لا يكون هناك تدفق للمساعدات والاحتياجات الإنسانية الضرورية للشعب الفلسطيني في غزة، وفي الوقت الذي يقاتل الأمريكي من أجل وصول الإمدادات إلى الإسرائيليين يمنع وصول الغذاء والدواء لغزة.

ولفت إلى أن الأمريكي هو الذي يقف وراء استمرار الإجرام الصهيوني ووراء التخاذل الدولي، وهو من يرسل ضباطه للمشاركة في إدارة الإجرام الصهيوني بحق أهل غزة، ويساهم بشكل مباشر في تجويع الشعب الفلسطيني لأن يموتوا جوعا وليس فقط بالقنابل التي يقدمها لقتلهم.

ومضى بالقول: “الأمريكي رفض وصول الدواء والغذاء لأهالي غزة واتجه للتصعيد ضد بلدنا بالرغم من كلفة التصعيد عليه، والتصعيد الأمريكي على بلدنا يكلفه الكثير على المستوى الاقتصادي وله نتائج سلبية في توسيع الصراع”.

واستطرد: “لم يبالِ الأمريكي بتهديد الملاحة الدولية وتحويل البحر الأحمر إلى ساحة معركة ولا أن يصل الغذاء والدواء إلى أهالي غزة، وليس عند الأمريكي مشكلة في أن يتوسع الصراع ويوتر الوضع الإقليمي ولا أن يدخل الدواء والغذاء إلى غزة”.

وبين أن الأمريكي لم يقبل بمعادلة منصفة من بداية أحداث البحر في أن يصل الغذاء والدواء إلى الشعب الفلسطيني في غزة.

وأشار إلى أنه مقابل الطغيان والعدوانية الأمريكية هناك مسؤولية كبيرة على أمتنا الإسلامية لإسناد الشعب الفلسطيني المظلوم، منوها بأن موقف شعبنا اليمني نابع من الشعور بالمسؤولية الإنسانية والأخلاقية والدينية وانطلاقا من هويته الإيمانية.

ولفت السيد القائد إلى أن معركة شعبنا اليوم لإسناد الشعب الفلسطيني ليست معركة منفصلة ولا جانبية كما يحاول الأمريكي أن يصورها.