الخبر وما وراء الخبر

ويلٌ للمتصهينين العرب من شرٍ قادمٍ قد اقترب

8

ذمــار نـيـوز || مـقـالات ||
23 ديسمبر 2023مـ -10 جماد لثاني 1445هـ

بقلم// بشرى خالد الصارم

طريق بري تبلغ مسافته (2000)كم،ممتد من دويلة الصهاينة الصغرى الإمارات، مروراً بمهلكة العروبة والإسلام السعودية، ثم إلى دولة الخذلان الأردن، وصولاً إلى الأراضي المحتلة في فلسطين، سعيٌ حثيث جروا إليه صهاينة العرب لكيفية كسر حصار ربيبتهم إسرائيل من قبضة القوات المسلحة اليمنية، وإدخال المساعدات والمواد الغذائية وحاجياتها إليها بعيداً عن البحر الأحمر، وعن طريقٍ بري آمن،بينما شاحنات متراكمة ومتكدسة تحمل الإغاثة لغزة من دواء وغذاء في معبر رفح ممنوعة من الدخول وَ وصولها إلى أهل غزة.

عرب متصهينين يريدون إطعام إسرائيل في وقت كفوا أيديهم عن إطعام أهل غزة! يحاولون إيجاد طرق عربية التربة إسلامية الحجارة لمرور شاحنات يهودية الهوية إسرائيلية الوجهة! ولكن لن يجدي ذلك نفعاً مادامت عيوننا مفتوحة للرصد الدائم، بحراً وبراً وجواً، وبعد أن صرح “اللواء القادري” لقناة المسيرة مساء يوم الجمعة أن خياراتنا ستتوسع، وأننا مازلنا في بداية خياراتنا ومازال لدينا صواريخ قيد التجريب وستذهل العدو وسيتفاجأ منها.

بعد أن دخلت القوات المسلحة اليمنية معركة طوفان الأقصى من أوسع أبوابها بعد اجتياز مشكلة الجغرافيا التي كانت تُعرقل وتُكبل مُجاهدينا وقواتنا المسلحة، إلا أن الله أبى إلا أن يكون لنا موقع في هذه المعركة وأن نديرها من بُعدٍ جغرافي وعلى أرقى مستوى، بداية من الضربات الصاروخية مروراً بالعمليات البحرية ضد السفن الصهيونية، عبر تكتيك ممنهج ومدروس، بدأ بالاحتجاز والسيطرة ثم الاستهداف وصولاً  لتغيير مجرى السفن الإسرائيلية ومنعها من العبور في البحر الأحمر ، وها هو اليمن سيواجه التصعيد بالتصعيد، والتحدي بالتحدي، والحصار على غزة بالحصار على الكيان الصهيوني، ولن يسمح لمخططاتهم البرية بالتنفيذ ، حتى لو نُفذت لن يكون إلا بالشروط التي يفرضها اليمن، فمسيراتنا في أتم الجهوزية،وصواريخنا في أتم الاستعداد.

مع استمرار بيانات القوات المسلحة اليمنية، البيانات البركانية النيزكية، واحدة تلو الأخرى، بيانات تعيد الأمل لكل الأمة الإسلامية بِبدء خلاص هذه الغدة السرطانية ونهايتها، بيانات تؤكد بأنه لازال هناك من يتحرك ويناصر القضية الفلسطينية على نهج قرآني ديني إيماني أخلاقي وإنساني، بيانات تغرس في نفوس سامعيها شرف عظيم وعزة ورفعة بهذا الدين الذي هو أساس هذه البيانات، وفخراً في نفوس الأمة بأن اليمن يملك قائداً  شجاعاً يتجاهل كل تهديدات العدو وترهيباته ولا يخشَ إلا الله سبحانه وتعالى.

بعد أن استطاع اليمن بقواتهِ المسلحة أن يُعلن للعالم أن البحر الأحمر تحت حمايته وتحت سيطرته وليس هناك من يحمي الملاحة البحرية فيه غير القوات المسلحة اليمنية لاغيرها ولا سواها، قادر أيضاً على أن يحمي البر الممدود والموصول إلى فلسطين وغزة ، وقد اتخذ اليمن قيادةً وشعباً وجيشاً في معركة طوفان الأقصى محوراً متقدماً وجبهة لا تقل ضراوة عن محاور وجبهات القتال في غزة، منطلقاً بإيمانه بالله وبمصداقية تحركه لقضيته المقدسة نصرة لغزة، مستخدماً كل الوسائل الممكنة لديه وفي متناول يديه وأنه لم ولن يألو جهداً، ومنها هو خنق اقتصاده وخنق متنفسه للعيش وطوق خناقه وأصابه بمعزلٍ عن العالم تجارياً وحصره اقتصادياً في زاويةٍ لا فرار منها ولا نجاة إلا بفك الحصار عن غزة وإيقاف الحرب عليها.

اليمن بعملياته البحرية في حربه ضد الكيان نصرة لغزة قد أرعب المعتدين، وغير الموازين، وقلب الطاولات، وفرض المعادلات، وأعاد للأمة عزتها وهيبتها وكرامتها في مواجهة العدو، فهذا هو أقوى موقف عربي إسلامي مساند لفلسطين ولشعبها ولمقاومتها منذ صفقة القرن ومنذ إصدار وعد بلفور المزيف، ولليمن الحق الكامل والمفروض في موقفه، ولن يثنيه البر وقد انتصر في البحر.

إن الموقف اليمني المشرف الداعم للقضية الفلسطينية كَسَر وحَطم كل تلك القيود التي تفرضها دول الطغيان والاستكبار للأنظمة العربية، حيث ظهر أن حكام الدول العربية هناك من يحكمهم ويحركهم كيفما أراد وكيفما شاء، وبما يخدم مصالح العدو ، الدول العربية سهلت الطريق  للتحكم  بقضايا الأمة والهيمنة عليها ومنها الطريق البري الآمن الذي سيدخل الغذاء والدواء للكيان، لكن اليمن وشعب اليمن وجيشه الحاضر بمواقفه القوية وضرباته الموجعة ضد الكيان الصهيوني مناصرة لقضية فلسطين ولشعبها أثبت أن لا شرعية للقوانين البشرية التي تحكمها أمريكا وتوظفها بما يخدم أهدافها ومصالحها، وأن الشرعية الحقيقية هي للقوانين وللتشريعات الإلهية، فقوانين الله العادلة هي التي يجب أن تحكم عباده.