الخبر وما وراء الخبر

الأمة التي تعشق الشهادة هي التي تخوض غمار الموت

6

بقلم/ عدنان علي الكبسي

من يتأمل القرآن الكريم ويتدبر آيات الله في كتابه العزيز والله سبحانه يتحدث عن الجهاد ويحث عليه، وهو سبحانه يتحدث عن الشهادة يجد فعلًا أن الله أراد للأمة أن تبني نفسها من خلال القرآن الكريم لتكون أمة قوية عزيزة، أمة ذات منعة تواجه أعداءها، تواجه كل التحديات والأخطار، تتصدى لقوى الشر والإجرام، وليس لتبقى أمة مستكينة ضعيفة تخاف من سطوة المستكبرين وترتجف أمام الطغاة.
الله سبحانه وتعالى أراد لعباده المؤمنين أن يكونوا أعزاء في واقع حياتهم، في علاقتهم بالآخرين، في معركتهم مع الآخرين، ((وَلِلَّهِ ٱلۡعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِۦ وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ))، لا يريد الله للأمة أن تعيش حالة الذل والهوان لصالح الأعداء، لا تعيش حالة التبعية والارتهان والخنوع لهم والاستسلام لهم، بل الله يريد للأمة أن تعيش حالةً من العزة والمنعة والكرامة؛ وبالتالي تتحرر من كل حالات الذلة والهوان والاستسلام والخنوع لأعداء الأمة.
والأمة التي تريد العزة والقوة والمنعة لابد أن تتشبع بثقافة القرآن الكريم وتتحمل مسؤوليتها أمام الله وتلتزم بتوجيهات الله، لابد أن تجاهد في سبيل الله أن تنذر حياتها وموتها لله، لابد أن تحمل ثقافة الجهاد والاستشهاد في سبيل الله، لابد أن تحمل روحية البذل والعطاء وعندها استعداد أن تقدم التضحيات لمعرفتها بالواقع البشري أن فيه التظالم، التحديات، الأخطار، أن فيه الصراع قائم في الواقع البشري، وأمام هذه التحديات والمخاطر لابد أن تكون أمة قوية قادرة على مواجهة الطغاة والمستكبرين، ولن تكون الأمة أمة قوية إلا إذا حملت الشهادة ثقافة وعقيدة وتوجهًا وسلوكًا.
ولا يمكن للأمة أن تعلوا كلمة الله، ولا أن تكون من أنصار الله، ولا أن تدعو إلى الخير وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، ولا يمكن لها أن تنتصر للمستضعفين في الأرض إلا إذا حملت ثقافة الشهادة في سبيل الله، إلا إذا لديها الاستعداد بأن تستشهد في سبيل الله، إلا إذا عشقت الشهادة وتريد بل وتسعى للشهادة في سبيل الله.
فالأمة التي تعشق الشهادة هي الأمة العزيزة الأبية هي التي تمتلك قوة الإرادة، هي الأمة الحاضرة في كل الميادين في مواجهة الأعداء مهما كانت إمكانيتهم، ومهما كان جبروتهم، ومهما كانت الوسائل التي بيد العدو.
الأمة التي تعشق الشهادة لا يمكن أن تتراجع في مواقفها، ولا يمكن أن يكبلها الأعداء بمخاوفهم، بتهديداتهم، بإرجافهم، بتهويلهم، لا يمكن أن تذهب إلى تحليل توازن القوى كما ذهب إلى ذلك علماء الوهابية -أن الجهاد في هذا الزمن لا يجوز لكثرة إمكانية العدو، ومن يقاتل العدو الصهيوني اليوم فإنه يذهب إلى الإنتحار- متناسيين قول الله سبحانه وتعالى: {قَالَ ٱلَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَٰقُواْ ٱللَّهِ كَم مِّن فِئَةٖ قَلِيلَةٍ غَلَبَتۡ فِئَةٗ كَثِيرَةَۢ بِإِذۡنِ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ مَعَ ٱلصَّبِرِينَ}.
الأمة التي تعشق الشهادة في سبيل الله هي التي تقف على قدميها لتخوض غمار الموت، هي التي دخلت خط معركة طوفان الأقصى، فشاركت حركة الجهاد والمقاومة في فلسطين في التنكيل بالعدو الإسرائيلي بالصواريخ البالستية والطيران المسير، وأخذ سفن تابعة للكيان الصهيوني لا يبالون بتهديدات أمريكا وإسرائيل والغرب، وكيف لهذه الأمة أن تخاف من بطش وجبروت أمريكا وإسرائيل وهي من ذابت في مشروع الشهادة في سبيل الله.
فالشعب اليمني فوّض السيد المولى -حفظه الله- في التنكيل بالعدو الصهيوني لأنه شعب عشق الشهادة، ولديه الاستعداد الكامل للتضحية بكل ما يملك نصرة لإخوتنا الفلسطينيين، ولم ولن يبالي بجبروت الشيطان الأكبر أمريكا وربيبتها إسرائيل، وقائد المسيرة القرآنية السيد المولى عبدالملك بدرالدين الحوثي -حفظه الله- سرعان ما لبى لرغبات الشعب اليمني المضحي والعاشق للجهاد والإستشهاد في سبيل الله فنكل بالعدو الإسرائيلي بكل الوسائل المتاحة والمشروعة، ونحن كيمنيين مستمرون في البذل والعطاء من أجل القضية الفلسطينية، وعلى جهوزية عالية للقتال في الأراضي الفلسطينية المحتلة لمواجهة الكيان الصهيوني الغاصب المجرم المحتل.