كيف تلقَّى الاحتلال الاسرائيلي ثلاث هزائم بطُوفان واحد ؟
بقلم// عبدالباري عبدالرزاق
رغم الضَّحيج الغربي والعدوان النَّازي لكيان الاحتلال الاسرائيلي على قطاع غزة ، إلا أن عملية طوفان الأقصى نَجَحَت في إعادة القضية الفلسطينية إلى صَدَارَة القضايا العالمية ، وفَتَحَت لها أفاقاً جديده .
دَع اقتِحَامَ الأقصى ومُداهَمة مساكن المدنيين واعتقالهم من بيوتهم ، وتعال لمواجهة عسكرية أنت بكل ما تَملكُ من إمكانيات عسكرية ضَخمَه ونحن بإمكانياتنا البسيطة وبمفردنا كـ فصيل واحد من فصائل المقاومة .
هذه الرسالة التي أرسلتها المقاومة الفلسطينية لكيان الاحتلال الإسرائيلي من خلال عملية طوفان الأقصى ، وبطبيعة الحروب العسكرية وعمليات من هذا النوع كان الكثير يَتَرَقَّبُ الرَّد الاسرائيلي بعميلة عسكرية أكثر دقَّةً في استهداف القدرات العسكرية للمقاومة ، إلا أن كيان الاحتلال ظَهَرَ ببندقية خَزَنَتها فارغة من أي عملية عسكرية ، لِيُمَثِّلَ هذا الظهور هزيمة ثانية كشفت أنه مجرد كيان هشِّ واسطورة وَهمِيَّة وظاهرة إعلامية وصوتية لا غير ، فَأيُّ كيان هو الذي يَمِلكُ جيش وترسانة سلاح نووي وجهاز استخبارات الموساد وأحدث أنظمة المراقبة والردارات والطيران العسكري ، وليس لديه خطة عسكرية للرد على عملية عسكرية بعملية مماثلة ، يُمكِنُ هزيمتة وأجتثاثة خلال أيام معدودة .
وهو الأمر الذي جعل قوى الامبريالية الغربية تصنع هذا الضَّجيج في تضامنها ودعمها الكامل للاحتلال ، من خلال تحركها السريع في إرسال البوارج والعتاد العسكري الغير محدود له ، في محاولة منها للفت الأنظار عن الهزيمة المدوية التي تعرض هذا الكيان الذي بدأ يتصرف كـ كلب مسعور ، وذهب لقصف المدنيين والاطفال والنساء في غزه وتدمير المساكن والبنيه التحتية وقطع الكهرباء وحنفية الماء عن مواطنيين عزل ، ليظهر مهزوماً لِلمَرِّه الثالثة .
إلى الأن وبعد أسبوع كامل لم يتمكن العدو الاسرائيلي من استهداف هدف عسكري واحد للمقاومة ، وقد أثبت عَجَزَةُ الكامل من إسكات صواريخ المقاومة التي ما زالت تمطر المستوطنات والمدن المحتلة إلى هذه اللحظة .
على جانب المشهد السياسي ربما الأمور لصالح الكيان بعض الشيء ، خصوصاً في ظل عدم وجود موقف عربي موحد وقوي ضد حرب الإبادة والجرائم الوحشية التي يرتكبها بحق أبناء غزه ، ناهيك عن الموقف الموحد للنظام الغربي المتضامن مع هذا الكيان .
لكن على الجانب العسكري وهو الأهم ، الامور تسير لصالح القضية الفلسطينية والمقاومة التي أثببت نجاحها في إمتلاك زمام المبادرة في تنفيذ العمليات العسكرية النوعية ضد العدو ، وقدرتها على إدارة المواجهة والمناورة بكفاءه عالية ونفس طويل .
هُرُوب كيان الاحتلال من المواجهة العسكرية مع المقاومة ، إلى شَنِّ حرب نازية على المدنيين والمنشأت السكنية ، لا يحقق أي نصر ولا يلغي المعادلة وقواعد المواجهة الجديدة التي أوجَدَتها عملية طوفان الأقصى .
أصبح زَوَالُ هذا الكيان واقع ملموس وأقرب من أي وقت مضى ، فما يرتكبة من جرائم ومجازر اليوم في قطاع غزه هي أمتداد للجرائم التي يرتكبها يومياً في كل المدن والقرى الفلسطينية على مدى سبعة عقود من الإجرام .. لهذا ثقوا أن أمر الله غالب وأن النصر لفلسطين ، والسلام تحية .