تجمهرت الحشود في حضرة المحبوب
بقلم// إقبال جمال صوفان
من أي مشهد أبدأ ؟ وعن أي تفصيلٍ أتكلم ؟ هُنا في يمن الإيمان والحكمة حضرنا يوماً من أيامِ الله في ميدانِ السبعين رجالاً وملعب الثورة نساءً وبالتحديد في الثاني عشر من ربيعٍ الأول ، يومُ ميلاد النّور المبين والمُرشد الحكيم ، احتشدنا ملاييناً آلآفاً مئات وَ عشرات في كل المحافظات اليمنيّة الحُرة ، لم تسع الأماكن المُخصصة لنا ، فاضت القلوب والأرواح حُباً وشوقاً ولهفةً إليه ، اغرورقت العيون بالدموع وصعدت شهقات الأنفاس إلى السماءِ السابعة فرحاً وسروراً واطمئمان، روحانية لا مثيل لها وهدوء روحي عوّضنا عن كل أَلمٍ ألمَّ بِنا .
بدأ الإحتفال المليوني بكل مظاهر البهجة والإحتفاء تصدّر اللون الأخضر كل الساحات وحضر كِتاب الله في أوساطها بصورةٍ بهيّة تليقُ بصاحب المناسبة ، رأينا اسم محمد يتوسط بحر الحديدة عروس البحر الأحمر رويت قلوبنا بذلك المنظر النقيّ، أطلّ علينا قائد الثورة ككل عام بوجهٍ ملائكيٍ أزاح عَنَّا عَنَاء الأيام ، رحّب بنا بكل تواضعٍ وسلام قائلاً : ” مرحباً بكم ياضيوف رسول الله نفسي لكم الفداء يا أهل الوفاء” جُملتهُ تلك كانت بمثابة راحة سنوات جُرعة انتماءٍ جاءت دفعة واحدة ، شعرنا بأننا محظوظين جدّاً بقائدٍ “كـ أبا جبريل” شامخاً أبيّاً عادلاً ونقيّاً، تحدّث في أمرين الأول شخصية الرسول الأعظم كيف كانت الأمة مُضطهدة وخانعة ، كيف جاء بالبُشرى والرسالة كيف حورب وكيف سمى وعلا حتى وصلت رسالته للبشرية جمعاء، الأمر الثاني هو التغييرات الجذرية والتي هي في أول مراحلها المُتعددة والبدء بإقالة الحكومة وإستبدالها بكفاءات مشروطة وهذا مايجب أن يكون فعلاً، خطوة عظيمة ولاقت استحساناً وارتياحاً شعبياً كبير ، هتفَ الشعب بـ “فوضنــاك” وكُلهُ يقين تام ولا شكَّ فيه بأن أبا جبريل خير مفوضٍ وخير موجهٍ وخير قائد.
الشّلالات البشرية التي حضرت في مُختلف محافطات الجمهورية اليمنيّة أوصلت رسالة مفادها :
1_تجسيد الولاء الصادق والمحبّة الخالصة لسيّد القلوب وُمنير الدروب.
2_تعريف العالم بأننا شعب مُحافظ على أقدس الكُتب القرآن الذي أُنرل علينا بآياتٍ مُحكمات في الوقت الذي يُمزق في دول المُكر والجحود .
3_حضورنا ملاييناً رغم العدوان والحصار وتحليق طائراتنا في سماءنا المُحمدية يدل على انتصارنا المُنتظر.
4_تلبية نداء قائد ثورتنا ورسم صورة مُشرفة مُشرقة تليق بعظمة اليوم الأكبر الذي لم يسبق له مثيل.
5_تحذير قوى العدوان من قبل القائد وضرورة سحب إحتلالها وإلا فستكون العواقب وخيمة .
الحشود التي تدفقت كأمواجِ البحار حملت الإصرار على أكُفهِا ، توجهّت بالإيمان في قلوبها ، سارت بالمحبة في أعينها، إستمرت بالولاء في أرواحها ، تحمّلت المشقة بالوفاء وصمدت أمام العوائق بالعزم .
حضرَ الصغير والكبير من مختلف الفئات ، و رسموا لوحة حُبّ خالدة على مرِّ الأزمان ، التنظيم كان مُبهر والجانب الأمني كان دقيق، العاملين جميعهم من خصّهم قائد الثورة بالشكر لهم كُل التحيّة والتقدير.
كانت الجموع غفيرة منقطعة النظير ، والمشهد كان فضيعاً فرائحياً حاملاً كُل الجمال، السيارات المُضيئة مُتلألأة في كل الساحات، أيضاً كان للطائرات المروحيّة حضوراً مُشرفاً في هذا العام وهذا فارق كبير وملحوظ حيث كنا نحضر وطائرات العدوان تُحلق فوق رؤوسنا أما اليوم فطائراتنا اليمنية هي من تتصدّر المكان ، لقد كان اليمانيين موضع ثقة ولم يخذلوا نبيهم الأكرم أبداً تدافعوا وتدفقوا ليوم مولدهِ كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً وحقّاً تجمهرت الحشود في حضرة المحبوب .