ذكرى الثورة مع الميلاد يلتقيان فبأي منهما تكذبان؟!
بقلم// أمةالملك قوارة
انتصارات واحتفاءات ومراحل فاصلة وسير بعزمٍ وقوة نحو السيادة المطلقة والاستقلال الكامل بعون الله، وماكان من أحداثٍ قبل ثورة ٢١ من سبتمر أثبتت الفروق الكبيرة عما حصل بعدها وتغير، وهنا عماذا نتحدث؟! عن تمثلنا لقدوتنا واحتفائنا بذكرى مولده الشريف وتجديدنا الولاء له ولمنهجه الذي أتى به؛ ليكون لنا عونا على استقامة حياتنا؟ أم عن الثورة التي كان محتواها ومضمونها تمثيلا لثورة محمد حين ثار على الجاهلية الأولى وحقق النصر المؤزر بعون الله رغم تحزب طواغيت الشرك والكفر عليه، وعنما حققته ثورتنا فيكفي شرفاً أنها أذنت بانتهاء الوصاية والهيمنة والانبطاح الذي وضِعت تحت ظله اليمن في عهد من كانوا يمسكون بزمام الحكومة من العملاء والمرتزقة، ولم يترك لهم الأمل في العودة بتاتاً، وخطت فجر جديد لليمن ولعزته ، وفي خضم بدء الثورة الشعبية كان من أهم ثمارها الأولية والمبكرة التي من الله بها علينا أن حدثت أحداثا كبيرة جعلت كل الشعب يستفيق فاتحاً عينيه على واقع مظلم ومؤلم كان يُخطط لليمن أن يقبع فيه سواء بالسياسة أو بالحرب والقتل والدمار ! وما كنا لنصل إلى ما نحن عليه من الوعي دون حصول تلك الأحداث والتي مازالت مستمرة إلى الآن !
أرسل الله إلينا الرحمة المهداة والنور الساطع المبين والهدى والسراط المستقيم متمثلا بحمدٍ نبينا _صلى الله عليه وآله وسلم _ ومنهجهُ المبين فما الذي يجب علينا تجاه هذه النعمة العظيمة؟! هل استقبالها بحب ولهفة وشوق وتمثل منهجه واقعا عمليا في حياتنا ؟! أم نكران النعم تحت ظل العناوين الترويجية التي يدعو إليها اليهود ومن نصبوهم فينا كعلماء ومشائخ ! ليدعون إلى الباطل بين الفينة والأخرى ؟! ومالذي يجدر بنا نحن كأمة عربية خاصة يجب أن تجدد دعودة نبيها للأمة أجمع مع انفلاق كل صباح وغياب كل شمس ! أما كان علينا أن نصدح بدعوته العظيمة وقيمهِ المثلى ومنهجه السليم ونقوم بمسؤوليتنا أمام الله تجاه هذه النعمة وتجاه بنو أبينا آدم والبشرية أجمع ! ممن الآن يسلكون تجاه الانحدار والحضيض حين تمثلوا دعوة اليهود بالخروج عن فطرة الإنسان وما يدعون إليه من ظواهر شاذة ! فكفى جهلاً وغيا لمن اتخذوا دينهم لعبا ولهو فحللوا وحرموا وبدعوا كيف شاؤوا ؟! ولا خيار فإما أحياء ذكرى مولد نبينا وتجديد العهد والوفاء له وتمثيل منهجه قولاً وفعلاً ونشر دعوته أو ستُقام بالمقابل دعوة اليهود في مناهضة سنن الله والخروج بالبشر عن فطرتهم وتمثيل الظواهر لتي تمثل الفسق والضلال عندها سنرى مزيدا من الحيوانات على اختلافها من المستكلبين والقرود وأمثالهم من بني البشر ثم سقوط مريع في براثين الفتن وهنا اتقوا فتنة لا تصيبن الذي ظلموا منكم خاصة، ولن تستطيعوا !
تجتمع المناسبات في اليمن في طراز خاص لتتضح معها الحقائق وتتجلى من خلالها الأحداث، وتصدح الثورة في ذكراها التاسعة مؤذنة رغم استمرارها بواقعٍ مختلفا عما سبقه ! ذلك حين يقف التأييد الإلهي مع القلة المؤمنة، وبينما كنا نشاهد العرض العسكري وصورة منهجنا القرآن تستبق تلك الصفوف وشعارات المولد الشريف تتخلل العرض وتمثل عمق المناسة، استذكرنا بداية الثورة ومعناتنا وخوفنا وسبق ذلك الوضع الأليم الذي كنا نعيشه ثم صبرنا وتوكلنا على الله وتمسكنا بمنهجه والأخذ بالأسباب رغم قلة المؤنة والعدة، وقد جلسنا أمام الشاشات بلهفة وشوق وما أن استرسل العرض حتى تساقطت الدمعات وانهمرت الدموع وشفاهنا باتت تردد بهمس وإجلال وإكبار مستذكرين الأحداث والوقائع وقول ربنا : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} من سورة محمد _صلى عليه وآله وسلم_ وقول ربنا { وَللهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْـمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْـمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَـمُونَ}من سورة المنافقون- ! وإنما جعلنا نثبت رغم عواصف الأحداث ومرارة الأيام هو غيث الإيمان الذي مَن الله به علينا وتمسكنا بمنهجنا ورجوعنا الصادق إلى قدوتنا وقائدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم واتخاذه أسوة في حياتنا، فأصبحنا ندرك ماذا يعني المنهج الإلهي حين تمثله ومالذي سنجنيه حين التمسك به من العزة والكرامة والطمأنينة والنصر، وأدركنا أيضا أننا لن نجني أي ثمار في حياتنا ولن نحقق أي إنجاز إلا من خلال تمثل القرآن قولاً وعملاً واتباع نبينا والاهتداء به ولا زلنا نخوض المعارك وسيوف الردع بيد وكتابنا القرآن العظيم بيد أخرى وقوة الثقة بالله تملىء قلوبنا، وعن الطريق فإننا على درب محمد صلى الله عليه وآله وسلم سائرون ..