الخبر وما وراء الخبر

ثورة 21 سبتمبر .. ثورة التحرر والكرامة

7

تقرير|| محمد الأسدي

يحتفل اليمنيون اليوم بحلول العيد التاسع لثورة 21 سبتمبر، التي تتزامن مع دخول العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي على بلادنا عامه التاسع.

يكمن أهمية الاحتفال بالعيد التاسع لثورة 21 سبتمبر في حقيقة أنها جاءت في وقت حاسم في حياة الشعب اليمني، الذي أعلن رغبته في الحرية بعد عقود من الاستعمار والاستبداد والفساد، الذي أدى إلى ضياع فرص البناء الوطني وتحقيق الأمن وتطوير الاقتصاد.

ثورة الـ21 من سبتمبر كانت نقطة تحول هامة في تاريخ اليمن المعاصر، حيث تمكن الشعب اليمني من التحرر من الهيمنة والاستعمار والوصاية الخارجية، وتصحيح الأوضاع التي نشأت نتيجة الفساد والظلم والاستبداد والتهميش والتمييز والاستيلاء على الثروات.

تكمن أهمية الثورة الشعبية في أنها قادت الشعب اليمني من وضعية كان فيها مستباحاً من قبل أعدائه، إلى وضعية جعلت اليمن قوة نافذة في المنطقة والعالم، تتأثر وتؤثر في مجريات الأحداث.

ثورة الـ21 من سبتمبر كرست فكرة الشراكة الحقيقية، ونجحت بتحرك مسؤول وفاعل لجميع مكونات الشعب اليمني، على الرغم من المؤامرات الأمريكية والسعودية والتهديدات التي تلقاها من مجلس الأمن، إلا أن أبناء اليمن نجحوا في الخروج من حالة الوصاية والاستعباد وفرض إرادتهم من خلال قيادة ثورية حكيمة.

في هذا السياق، قال قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في إحدى خطاباته: “إن أحد أهم إنجازات الثورة هو تحرير الشعب اليمني من الوصاية الخارجية واستعادة حقه في الاستقلال والسيادة والحرية”.

وأشار إلى أن مشكلة قوى الاستعمار والاستكبار وعملاءها في المنطقة مع اليمن ليست لأي سبب آخر سوى رفضهم الخضوع والاستعباد، ومحاولتهم إبقاء الشعب اليمني غير مستقل في قراره السياسي وحقه المشروع في إدارة شؤونه بعيدًا عن التدخل الخارجي.

أكد قائد الثورة أن التحرك الشعبي الكبير والزخم الذي حققته ثورة 21 سبتمبر جعلها ثورة نقية وصافية، تحققت بمشاركة واسعة من جميع فئات ومكونات الشعب اليمني.

في خطاباته، يعتبر الرئيس مهدي المشاط، أن ثورة 21 سبتمبر كانت الخيار المناسب لليمن الكبير، على الرغم من التكلفة الباهظة التي تضمنتها. ويعتبر أن الثورة جاءت كخيار ضروري للتصحيح الشجاع وإرادة الشعب في التحرر من الضعف والاستعباد والهيمنة الخارجية.

ويؤكد أن ثورة 21 سبتمبر اعتمدت منذ اليوم الأول على قيم التسامح والعفو ولغة السلام، وأصبحت أول ثورة في التاريخ تتحاور مع خصومها ولا تلجأ إلى الإعدامات. وتهدف الثورة إلى خلق مناخ جديد يتميز بالتسامح والتعايش والعمل المشترك لبناء يمن جديد خالٍ من الفساد والاستبداد والظلم والإرهاب والهيمنة الخارجية، ويشترك في بنائه ويستفيد منه جميع أبناء اليمن.

ويشير المشاط إلى أنه يجب تقييم كل مرحلة بمعاييرها ومقاييسها، وأنه من الخطأ أن يتم تقييم مرحلة الحرب بمعايير الرفاهية والرخاء وغيرها من المقاييس الاعتيادية، بل يجب قياس النجاح فيها بمعايير الصبر والصمود والتضحية والعطاء والفداء والثبات في مواجهة العدو الأجنبي والدفاع عن الوطن والحفاظ على المؤسسات.

ويعتبر رئيس حكومة الإنقاذ الوطني، الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، أن الوطن يمر حاليًا بلحظات استثنائية تتطلب تحمل مسؤولية كبيرة تجاه الوطن وأبنائه. ويؤكد على أهمية التسامح في أي ثورة لكي تستمر وتنجح.

لا يمكن إغفال التضحيات التي قام بها الشعب اليمني وصبره وصموده، فقد أثمرت هذه التضحيات عن نصر وقوة وتماسك في مواجهة التحديات، وعلى رأسها التصدي للعدوان والمرتزقة.

بهذا الاحتفال بالعيد التاسع لثورة الـ21 من سبتمبر، يؤكد الشعب اليمني على استمراره في النضال من أجل الحرية والاستقلال وبناء دولة قوية وعادلة. وتكون هذه المناسبة فرصة لإحياء الروح الوطنية وتعزيز الوحدة الوطنية لمواجهة التحديات المستقبلية وتحقيق آمال وطموحات الشعب اليمني في الحرية والكرامة والازدهار.