الخبر وما وراء الخبر

توشكا صافر.. ملحمة يمنية تتجدد

19

تقارير || محمد الأسدي

ثمانية أعوام مرت على الضربة الصاروخية اليمنية على معسكر القوات الإماراتية في منطقة صافر بمحافظة مأرب.

في صباح يوم 4 سبتمبر 2015، تم تنفيذ ضربة دقيقة من قبل القوة الصاروخية اليمنية، أسفرت عن مصرع وإصابة مئات الجنود والضباط من الإماراتيين والسعوديين والبحرينيين والأردنيين ومرتزقة العدوان.

تلك الضربة النوعية التي تعتبر واحدة من أقسى وأقوى الضربات التي تعرض لها العدوان السعودي الأمريكي الإماراتي، جاءت بعد عملية استخبارات دقيقة لرصد تجمعات العدو.

في أوائل سبتمبر 2015، وصلت قوات إماراتية إلى صافر مستعينة بالعربات المدرعة وحاملات الجنود والأسلحة المتطورة والناقلات الطبية وطائرات الهليكوبتر أباتشي وطائرات الاستطلاع.

خطتهم قامت على محاولة التقدم نحو صنعاء عبر مأرب، معتقدين أن الطريق سيكون سهلاً بالنسبة لهم وأنهم سيسيطرون على صنعاء في غضون أسابيع.

ومع ذلك، كانت قوات القوات المسلحة اليمنية بجيشها ولجانها الشعبية تراقبهم أولاً بأول، وتمكنت من رصد حركتهم بدقة، وأطلقت صاروخ “توشكا” في الرابع من سبتمبر 2015، حينما كان الجنود في نوم عميق.

تحول المعسكر الذي وصلوا إليه إلى محرقة، حيث احترقت الأشلاء وتداخلت دماء المرتزقة مع دماء الجنود الإماراتيين الذين جاؤوا لاحتلال اليمن.

الحصيلة النهائية لتلك الضربة المؤلمة تضمنت مقتل 189 شخصًا، بما في ذلك 67 إماراتيًا و42 سعوديًا و16 بحرينيًا و12 أردنيًا، بالإضافة إلى 52 مرتزقًا.

وأدت هذه الضربة إلى تدمير عدد من العربات الحاملة للصواريخ والقاطرات والناقلات الإسعاف وطائرات الأباتشي وطائرات الاستطلاع، بالإضافة إلى حرق العديد من الآليات العسكرية مثل الدبابات والمدرعات.

تأثرت الإمارات بشدة جراء هذه الضربة، حيث أعلنت حالة الحداد وتنكيس الأعلام لمدة ثلاثة أيام. كما أحدثت تأثيراً واسعاً على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، حيث نشرت وسائل الإعلام الدولية صور جثامين الجنود الإماراتيين عند وصولهم إلى مطار أبو ظبي، وأظهرت اللقطات الدموع التي تنهمر من أعين الإماراتيين الذين شعروا بألم هذه الضربة.

أكد محللون سياسيون أن هذه الضربة الاستراتيجية التي استهدفت القوات الإماراتية في مأرب كانت ضربة مفاجئة للعدو، حيث لم يتوقعوا حدوثها.

وقد تم إعادة تشغيل الصواريخ وإدخالها في المعركة، مما شكل مفاجأة كبيرة للعدو.

هذه الضربة تسببت في مأساة حقيقية وكارثة للإمارات، وجعلتها تعيد تقييم حساباتها بشأن التواجد المباشر في اليمن.

منذ تلك الضربة، قامت القوات الإماراتية بالانسحاب من معظم المناطق التي كانت تحتلها، واكتفت بوجود قليل من الضباط المسؤولين عن إدارة وإشراف المرتزقة.

أصبح “توشكا” اسم يُطلق على المواليد اليمنيين تيمنًا وفخرًا بالإنجاز الذي حققته تلك الضربة الرادعة ضد العدوان الإماراتي، والتي دفعتهم لإعادة التقييم والانسحاب من معسكرهم في تحالف العدوان.

النظام الإماراتي لا يزال يتذكر بألم تلك الضربة الموجعة التي تلقاها جنوده المرتزقة في معسكر صافر.