الخبر وما وراء الخبر

من الواقع».. ما أسباب ارتفاع أسعار البيض وماهي مبررات المنتجين؟

15

تقرير || ماجد الغيلي

بعد تدشين وزارة الصناعة والتجارة إشهار أسعار الدواجن باعتبارها الخطوة الأولى في طريق تنظيم السوق.. تتبع برنامج من الواقع محددات التنظيم وضبط مدخلات الإنتاج، وأسباب ارتفاع أسعار البيض، واضعا الشركات في صورة الاتهامات الموجهة لها بالتحكم والتلاعب بالأسعار.

وفي حلقة، مساء اليوم الأربعاء، لفت مقدم برنامج من الواقع، محمد الحسني إلى أن أسعار البيض شهدت خلال هذا الأسبوع ارتفاعا تجاوز 30%، دون أن تكون هناك مبررات واضحة، متسائلا: ما هي أبرز المتغيرات التي تستند عليها أسعار قطاع الدواجن ومشتقاتها صعودا وهبوطا.

وخلال زيارته لوكيل قطاع التجارة الداخلية بوزارة التجارة والصناعة محمد قطران، أفاد الأخير أن أسعار الدواجن ومشتقاته تخضع للعرض والطلب، الذي ينحصر ما بين ثلاث او أربع شركات كبيرة، موضحا أن هناك عوامل مؤثرة في الاستهلاك متمثلة بالنسبة للدواجن البياض العام الدراسي أما بالنسبة للاحم فالشتاء والصيف.

الوكيل قطران أكد أن تحديد التكاليف أو ضبط السوق بشقيه سواء الدجاج اللاحم أو البياض قد تم اتخاذ إجراءات بشأنه بداية العام عند الارتفاعات الكبيرة، والتي كان من أهم أسبابها عدم ثبات أسعار الوقود، وتصدير البيض عبر المنافذ البرية.

عقب ذلك توجه مقدم البرنامج برفقة وكيل قطاع التجارة الداخلية بالصناعة والتجارة محمد قطران إلى اجتماع مع منتجي البيض للوصول إلى تحديد واقعي لأهم العوامل الداخلية في موضوع أسعار الإنتاج، حيث طلب الوكيل قطران من منتجي البيض قائمة تكاليف ليتم المناقشة حولها ثم على وفقها يتم الحديث مع الشركات المنتجة.

وخلال زيارة لأحد أسواق مشتقات الدواجن “البيض” بصنعاء، رصد برنامج من الواقع بعض المؤشرات في أسعار البيض وارتفاعها في الأيام الأخيرة، حيث كشف بائعو البيض بأن سعر الكرتون البيض ارتفع من 14 ألف إلى 21 الف من قبل الشركات المنتجة.

وبيّن بائعو البيض بأنه عندما كان سعر الكرتون بـ14 الف كان يتم بيع الطبق البيض بالف وثلاثمائة، فيما بعد الارتفاع إلى 21 ألف في سعر الكرتون البيض أصبح سعر الطبق بالف وثمانمائة ريال، حيث اتهم بائعو البيض أصحاب مزارع الدواجن بأنهم من يقوم برفع الأسعار ويتفقون على تسعيرة موحدة.

من جانبهم، عبر المواطنون عن استيائهم من ارتفاع أسعار البيض، لافتين إلى أن 7 حبات بيض يتم يبيعها في محلات التجزئة “البقالات” بـ500 ريال، وعندما يبدي المواطن امتعاظه من ذلك ومن خلط البيض ذو الحجم الكبير ببيض صغير الحجم، يرد صاحب البقالة بأن لديه تسعيرة، فيما يؤكد المواطنون بأنه لا يوجد ضبط لأصحاب محلات التجزئة الذين يتلاعبون بالأسعار ويستغلون حاجة الناس.

مدير شركة الصلاحي للدواجن علي الصلاحي، لفت إلى أن السيد القائد يدعو للاكتفاء الذاتي، وأن اليمن كان مكتفيا ذاتيا بالنسبة للبيض، ولكن بسبب الإجراءات التي حصلت العام الماضي جراء الإغلاق لم يعد اليمن مكتفيا ذاتيا من البيض، حيث بدأ الجنوب باستيراد البيض من الخارج.

الصلاحي أكد أن شركته مع التنظيم وليس مع رفع الأسعار الخيالية، مشيرا إلى أن هناك مزارعين إنتاجهم أكبر من إنتاج شركته، لافتا إلى أن التلاعب في الأسعار يتم عبر الوسطاء وليس عبر صغار المنتجين أو كبار المنتجين أو الشركات.

وردا على سؤال، من المتحكم في السوق، رد مدير شركة الصلاحي: “لست أنا المتحكم ولا وزارة التجارة والصناعة متحكمة، احنا كتجار نوافي الأخوة في الوزارة بالإنتاج والوزارة عليها الرقابة وعليها حصر البيانات بالاستهلاك اليومي”، مضيفا: “سلعتنا هي التي تجبرنا أنه من جاء إلينا نبيعها منه، كونها قابلة للتلف وليست قابلة للتخزين وبسبب ذلك نتعرض أحيانا للخسارة”.

وتوجه الصلاحي للجهات المعنية أن يكونوا عونا لشركات الدواجن حتى نصل إلى الاكتفاء الذاتي.

في اليوم الثاني واصل مقدم “من الواقع” محمد الحسني بمعية الوكيل قطران جولته لزيارة الشركات المنتجة، حيث زارا مدير شركة الزيلعي للدواجن، مراد الزيلعي الذي قال: إنه “ننظر لقطاع الدواجن بأنه يهمنا، مصالحنا من مصالح القطاع بشكل عام، ومن مصالح الوطن والمواطن”، مؤكدا أن قطاع الدجاج البياض أصبح اليوم بالنسبة للوطن يشكل رقما اقتصاديا مهما.

ولفت الزيلعي إلى أن قطاع الدجاج البياض هو القطاع الوحيد الذي استطاع أن يصل بالوطن إلى الاكتفاء الذاتي وينتج بما يقارب من (6 إلى 7) مليون بيضة يوميا، ما يعادل 15 الف كرتون في اليوم، مبينا أن هذا القطاع البياض أصبح قادرا على أن يفتح باب التصدير بالمنتج المحلي، وبدأ يغير مساراته في جودة الإنتاج.

في الختام، خلصت حلقة “من الواقع” إلى أن جهود وكيل قطاع التجارة الداخلية بوزارة التجارة والصناعة أثمرت بوضع محددات لتنظيم قطاع الدواجن ومشتقاته، حيث اتفق مع الشركات على تثبيت مدخلات الإنتاج وعلى نشرة سعرية شهرية لأسعار بيع الدواجن ومشتقاتها سواء كان الدجاج لاحم أو بياض أو بيض، كما تم الاتفاق على إعادة الأسعار إلى طبيعتها خلال سبتمبر المقبل، والذي ستصدر فيه أولى النشرات السعرية الشهرية.

الحلقة توصلت إلى أن الأسباب الحقيقية التي تقف وراء ارتفاع أسعار البيض لم تكن الأسباب التي تحدث عنها المنتجون، وإنما كانت الأسباب الحقيقية تتمثل في سبب واحد هو الركود خلال الفترات الماضية، ورغبة المنتجين في تعويض الخسائر خاصة مع بدء موسم الدراسة.