المِلَفُّ الإنساني.. أولويةٌ لا تفاوُضَ عليها..
بقلم// علي عبد الرحمن الموشكي
.
الوفدُ العُماني الوسيطُ غادَرَ صنعاءَ، وفي حقيبته العديد من المِلفات المتعلقة بالمفاوضات بعد عملية تقييم للمرحلة السابقة، وإعادة ترتيب أولويات مِلفات التوافق، وفي مقدمتها المِلف الإنساني؛ إذ هو مِلَفٌّ أَسَاسٌ ولا يتطلَّبُ التفاوُضُ عليه؛ لأَنَّه من أخلاقيات الحرب أَلَّا يتمَّ إدراجُ الجوانب الإنسانية ضمن خطة الحرب، ولكن العدوان الشامل على بلادنا بقيادة وإشراف الأمريكيين والكيان الصهيوني وبأيادٍ عربية، من عديمي الضمير الإنساني، وأرادوا من خلال عدوانهم إركاع وإذلال الشعب اليمني بعد قتله وتدمير بِنيته التحتية جواً وَالزحف عليه براً، بقوة لم يسبق لها نظير من جميع عصابات العالم الإرهابية وبعتاد عسكري يفوق التصورات وصُنع خصيصاً لتضاريس وأجواء اليمن، وتريليونات الدولارات التي تم إنفاقُها في العدوان علينا، وحصار في كافة المجالات.
وتثبت حكومة صنعاء من خلال وضع المِلف الإنساني أولويةً، كملف طارئ ومهم يساعد في إنقاذ الشعب من آثار العدوان السافر الإجرامي والحصار الخانق ورفع قيود الحرية علينا كشعب مظلوم وكإطلاق سراح أجوائنا وموانئنا وإعادة الحركة الجوية والبحرية والبرية لكافة الأنشطة والأعمال بمختلف أنواعها، العلاجية والتجارية وغيرها؛ وهي رسالة قوية تبعث بها حكومة صنعاء عبر الوفد الوسيط وجدية، وما لم ستكون العواقب وخيمةً على دول العدوان، التي لن تستطع استعادة أنفاسها حال حصل الرد القوي والحاسم.
فالشعب اليمني الذي سلب العدوان إنسانيته وحريته تحت قيود الأمريكيين والإسرائيليين، فليس لديه ما يخسره وحجم خسارته أقل كلفة من خسارة دول العدوان وعلى رأسهم النظام السعوديّ، الذي يرأس قيادة تحالف العدوان على اليمن، والذي سيخسر أكثر بعد أن خسر الكثير في عدوان عشناه ثماني سنوات ونعيش اليوم عامه التاسع.
فالشعب الذي قاتلتموه غدراً وليلاً وكان لا يملك شيئاً، بعد تدمير ممنهج لترسانته العسكرية الجوية والبرية والبحرية، استيقظ من تحت الركام وشمر السواعد وأعد العدة ودافع عن تراب اليمن بعزم مستعيناً بالله ومتحَرّكاً بإيمان، وقدم التضحيات بمئات الآلاف من الشهداء؛ دفاعاً عن مقدساته ومبادئه ومنهجيته القرآنية، لديه اليوم ترسانة عسكرية برية وبحرية وجوية من أحدث السلاح ومن حَيثُ انتهى الآخرون في أحدث الصناعات وتتفوق عليها، وبجيش مدرب يمتلك قدرات قتالية نوعية، ولديه من الإيمان والبصيرة ما يهد جبالًا من الكفر، يتوق ويعشق الشهادة في سبيل الله، ويتقرب بقتال أعداء الله لرضا الله، دفاعاً عن حرم الله ومقدساته.
فيا دول العدوان والإجرام: ليس لديكم ما يمتلكُه الشعب اليمني من الإيمان والبصيرة والعزم، فاليمن المقصوف المحاصر المقتول من البر والبحر والجو، لن يسكت ولن يصمت وقد حذركم قائد الثورة -يحفظه الله-، والتطورات الإيجابية بملف المفاوضات سيكون من صالحكم وستحفظون به تطلعاتِكم وآمالَكم، فالفرصة بين أيديكم فلا تضيعوا الفرصة فلن تتعوض هذه الفرصة ولن تتكرّر، فالقيادة القرآنية يقولون ويفعلون، أنتم من لديكم مقتٌ من الله وسيكون مقتُ الله أكبرَ عليكم في الدنيا على أيدي المؤمنين الصادقين مع الله وجنود الله وأنصاره، وفي الآخرة بين يدي الله، يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلا من أتى اللهُ بقلب سليم.