حاجة الأمة اليوم إلى ثقافة يوم الولاية
بقلم// أم وهيب المتوكل
إن الأمة أحوج ما تكون إلى ثقافة صحيحة بكل ما تعنيه الكلمة، ثقافة -حديث الغدير-، ثقافة – حديث الولاية – « أيها الناس إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين أولى بهم من أنفسهم فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه ، اللهم وال من والاه، وعادِ من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله » .
أن هذا الحديث مع قول الله تعالى« ياأيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين» تعطي ثقافة كاملة لهذه الأمة تحصنها من الثقافة التي تُقَدَّم إليها لتكون قابلة لأن تُفرض عليها أمر يهودية.
أوليس البديل عن ولاية الله التي قدمت في يوم الغدير هو ولاية اليهود والنصارى ، الأمة بين خيارين لا ثالث لهما : إما أن تكون في هذا الاتجاه الذي تقدمة ثقافة القرآن الكريم، تقدمة ثقافة الغدير ، تقدمه ثقافة الولاية ، تتولى الله تؤمن بولايته عليك ، وأن ولاية رسوله امتداد لولايته ،وأن ولاية الإمام علي عليه السلام امتداد لولاية الرسول – صلوات الله عليه وعلى آله وسلم – ، وأن ولاية أولياء الله والهداة لعباده امتداد لولاية الله سبحانه وتعالى وفي ٱطار ولاية الله سبحانه وتعالى ، ولاية قائمة على الرحمة ولاية تبني أمة على أساس الرحمة والحكمة والعزة، تبني أمة لتكون قوية تبني أمة لتكون بمستوى مسؤوليتها الكبرى في الأرض كأمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ،أمة لها مسؤوليتها العالية في إقامة الحق في إقامة العدل في مواجهة الظلم ولتكون بمستوى هذه المسؤولية في عزتها في قوتها ،في حكمتها في ارتقاء وزكاء نفوس أبنائها.
أو سيكون البديل هم اليهود والنصارى والذلة والخنوع والعبودية والهوان كما هو حاصل في هذه المرحلة لأمة ابتعدت عن التولي الحقيقي لله ورسوله والذين آمنوا.
ها هي الحقائق تتكشف يوم بعد يوم ، وتتجلى في واقع الأمة التي ابتعدت عن ولاية امير المؤمنين الإمام علي عليه السلام، أصبحت تعيش الخنوع والذل والهوان والاستعباد ، على مستوى كتاب الله ترى كيف يحرق من قبل أعداءالله ولا تحرك ساكنا ، بينما أنصار الله ورسوله شيعة علي يقولون
إن الاعتداء على القرآن الكريم يكشف زيغ ونفاق وكذب الانظمة الاوروبية التي تدعي الحفاظ على الحريات لان الحرية لا تعني ابدا التطاول على مقدسات ومعتقدات الآخرين وهنا نقول لهذه الانظمة بأن مصير كل من حارب القران هو الهزيمة والسقوط والإنحلال والتفكك ولن يبقى له ذكر إلا في مذابل التاريخ واما القرآن الكريم فهو رمز السماء والاباء والسمو والعزة والقداسة.
لآن التولي ليس مجرد انتماء مذهبي ، ولا كلام يتكلم به الإنسان وانتهى الأمر، لا التولي هو ارتباط عملي وسلوكي ، التولي التزام مبدئي وأخلاقي هذا هو التولي .
التولي سير في الطريق تحركُ في الصراط المستقيم، التولي التزام بالرسالة الإلهية في مضامينها في مبادئها في قيمها في أخلاقها هذا هو التولي .
وهنا ندرك في هذا السياق أيضأ أن الإمام علًّيا عليه السلام دوره مهمُ في الأمة لأن مرحلة ما بعد الرسول {صلوات الله عليه وعلى آله وسلم} بالتأكيد لا يمكن – وهذا هو الذي حدث بعد كل الأنبياء – إلا أن تكون مرحلة حساسة بكل ما تعنيه الكلمة وهذا حدث بعد كل الأنبياء والرسل السابقين .
لهذا بقدر ما تتفاعل الأمة مع مبدأ الولاية بقدر ما ستكسب وتنتفع وتبقى المسؤولية عليها بقدر ما هي تتفاعل ، بقدر ما هي تتحرك في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وجهاد الظالمين والمُفسدين بالارض ، تتحرك في نصرت مقداست الإسلام ، تحرير المسجد الاقصى وبيت الله الحرام ، والتصدي لمن يسيئ لكتاب الله، نرى هناك كثيراً من القيم الإيمانية والقيم الإسلامية غائبة إلى حد كبير في أوساط الأمة، وغيابها نتج عنه فراغ كبير مساحة كبيرة يستطيع العدو أن يتحرك فيها ، يستطيع الصهيوني اليهودي الأمريكي السويدي الاسرائيلي يستطيع أي ضال أو مفسد أو طاغية في العالم أن يجد أمامه بيئة مفتوحة.
فالذي يحصن الأمة ، ويبني الأمة يحافظ على كيان الأمة كيان متماسًكا، كيانًا عظيمًا كياناً، قويًا ، هو تلك المنظومة من المبادئ والقيم والأخلاق , وفي مقدمتها وعلى رأسها المبادئ الحيوية المبادئ المهمة هو مبدأ الولاية، لأنه منظومة متكاملة ، هو ارتباط قيمي مبدئي أخلاقي ارتباط منهجي عملي التزام عملي يمسك الأمة من هذه البعثرة من التفكك من الضياع من الشتات « ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هُمُ الغالبُون »